الثلاثاء 18 يونيو 2024

شوارع المحروسة| خان الخليلي قصة بناء الحي القديم

خان الخليلي

ثقافة13-5-2024 | 02:39

أحمد البيطار

شارع خان الخليلي في القاهرة هو واحد من أهم الشوارع التاريخية والثقافية في القاهرة الفاطمية، يعتبر هذا الشارع مركزًا حيويًا للنشاط التجاري والثقافي منذ قرون عديدة، وهو يحتضن العديد من المعالم السياحية والمتاجر والمقاهي التاريخية،  ويقع خان الخليلي حاليًا بين مشهد ومسجد الحسين وشارع المعز، وبين ميدان وشارع الجامع الأزهر، وبني  في عام 1382م، ومازال يعرف باسمه حتى الآن.

يتميز شارع خان الخليلي بتنوع الحرف والصناعات التي تمارس فيه، حيث يمكن للزوار الاستمتاع بمشاهدة الحرفيين يصنعون السلع اليدوية الفنية.

قصة بناء خان الخليلي

أراد الأمير جهاركس الخليلي، أن يبني لنفسه خانًا كبيرًا، تمارس فيه شتى أنواع التجارة، فقرر أن يشيد الخان على موضع قريب من مسجد سلطانه “الظاهر برقوق” بالقرب من ميدان “بين القصرين” بشارع المعز ولكن واجهته مشكلة أن الأرض التي اختارها كانت تحوي رفات الخلفاء الفاطميين، وهو ما يستدعي نبش قبورهم للبدء في البناء، وهو قرار لم يكن من السهل اتخاذه دون مسوغ شرعي.

وبعد فتوى بجواز إزالة القبور قام الأمير جهاركس بنبش تربة الزعفران واستخراج رفاة عشرات الرجال والنساء، وقام العمال بوضعهم على ظهر الحمير، وألقي بها في “كيمان البرقية”، مقلب قمامة ضخم موضعه الحالي هو حديقة الأزهر، في نهاية لا تليق بمن كانوا يومًا ما حكامًا لدولة مترامية الأطراف تشمل مصر وأجزاء من الشام وشمال أفريقيا.

وقد قام السلطان الغوري في عام  1511م، بهدم خان الخليلي وأنشأ مكانه حواصل وحوانيت وربوعًا ووكالات للتجار يتوصل إليها من ثلاث بوابات، وقد هدمت هذه الحواصل والحوانيت وأعيد بناء الخان بعد ذلك.

الأمير جهاركس الخليلي

هو من أمراء الدولة المملوكية في عهد السلطان الظاهر برقوق، ويحمل لقب “أمير أخور”. وينسب إلى مدينة الخليل بفلسطين، وكان المشرف على الاسطبلات والبريد.

بفضل تاريخه العريق وتنوع نشاطاته، يعد شارع خان الخليلي واحدًا من الوجهات السياحية الرئيسية في القاهرة، حيث يجذب الزوار من مختلف أنحاء العالم للاستمتاع بجماله وتراثه الثقافي الغني، ولم يتأثر خان الخليلي بعوامل الزمن، وظل ملهمًا للأدباء والفنانين دائمًا على الإبداع، مثلما كتبَ “نجيب محفوظ” روايته (خان الخليلي) من وحي أجواء الحي القديم.