السبت 5 اكتوبر 2024

«حوار» من جنيف .. معارض سوري : وقتنا من دم

26-2-2017 | 15:31

 

◄الحكومة تتهرب من الانصياع لإرادة الشعب

◄النظام متعب ومرتهن والمعارضة بحاجة إلى التفاوض

◄تصعيد بين طهران وأنقرة، هو تراشق إعلامي محدود

◄«جنيف4» محطة يلفها الغموض

 

من مقر إقامته بأحد فنادق العاصمة السويسرية، جلس السياسي السوري عبد الجليل السعيد، حتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، شرح لبوابة «الهلال اليوم» كواليس ما يجري بين وفدي الحكومة السورية والمعارضة في المفاوضات المعروفة باسم «جنيف 4».

عبد الجليل السعيد هو القيادي بتيار الغد السوري المعارض، والذي عمل مفاوضًا استشاريًا في مفاوضات "جنيف ٣"، أكد أن الهدف من المباحثات يكمن في بناء الثقة بين الأطراف المتفاوضة، إلا أنه لم ينفِ أيضًا وجود انقسامات داخل وفد المعارضة، مؤكدًا على تأثير الوضع الداخلي للبلاد على مجريات عملية التفاوضية.

وإلى تفاصيل الحوار:

*ما دور تيار الغد السوري في مباحثات جنيف 4؟

نحن في تيار الغد السوري ليس لنا تمثيل رسمي في مفاوضات جنيف ٤، لكننا تيار سياسي سوري معارض يدعم الجهود الأممية المفضية لإنتاج حل سياسي حقيقي عادل وشامل في بلدنا، ونتمنى لهذه المفاوضات النجاح؛ لأن في نجاحها إيقاف لنزيف الدم، وفسحة أمل لشعب حر يتوق للعدالة، نحن نراقب الوضع عن كثب، نقيم ونسلط الضوء على الإيجابيات وننصح الزملاء في المعارضة بتلافي السلبيات.

*ما الذي تتفاوض عليه الأطراف في جنيف؟

-نتفاوض حول "الانتقال السياسي في سوريا" و"تطبيق بيان جنيف ١"، وقرارات الأمم المتحدة الضامنة للحل وفِي مقدمتها القرار ٢٢٥٤.

*إلى أي مدى يمكن تحقيق ذلك على الأرض؟

بصراحة متناهية هذا الأمر يبدو شبه مستحيل في ظل تهرب وفد الحكومة السورية من أي استحقاق واقعي يفرض عليه الانصياع لإرادة الشعب.

* القرار الأممي 2254 يتحدث عن دستور جديد.. هل هناك اتفاق حول ذلك الأمر؟

- من حق الشعب السوري أن يكون له دستور، وليس من اختصاص دولة بعينها، أو قوى محددة، المشكلة ليست في كتابته بمقدار آلية تطبيقه، ومن وجهة نظري كسياسي سوري معارض، الأزمة السورية بحاجة لفرض حل سريع، والدستور تفصيل مهم يتم الاتفاق عليه لاحقًا.

* إذًا ما الذي يمكن تحقيقه في "جنيف 4"؟

-الذي يمكن تحقيقه في جنيف ٤ هو بناء الثقة بين النظام والمعارضة كي يتسنى للمتفاوضين الولوج نحو صلب المفاوضات بدلاً من التعطيل والتأجيل.

*أين تتلاقى المصالح بينكم وبين وفد الحكومة السورية.. وأين تتقاطع ؟

- نقاط التلاقي بين وفد المعارضة والنظام السوري اليوم محدودة، وتتلخص بكلمتين: النظام متعب ومرتهن لكثير من الدول والأجندات، والمعارضة بحاجة إلى التفاوض معها لأن الداعمين لها يكذبون في الغالب أكثر مما يصدقون.

* بدا وكأن وفد المعارضة منقسم .. كيف ترى ذلك؟

- الانقسام داخل أي وفد معارض في تاريخ التفاوض أمر طبيعي، لكن الغريب في المسألة هو عدم التحلي بالمسئولية وآلية المحاصصة التي نكبت الثورة السورية، هناك من السوريين من يقول: الذي ضيعه السوري عند الأسد وجده في رياض حجاب، هذا الرجل أضر بالثورة كثيرًا، وتم فرضه على المعارضة زعيمًا، وتكريسه قائدًا، لذلك خسرت المعارضة المسلحة في ظل قيادته أغلب نقاط القوة التي كانت تمتلكها، وكارثة حلب شر شاهد على ما أقول.

* هل التصعيد التركي الإيراني خيم على الجلسات بالسلب؟

-لا يوجد - من وجهة نظري - أي تصعيد بين طهران وأنقرة، هو تراشق إعلامي محدود، عمل عليه السيد "أردوغان" بعد جولته الخليجية الأخيرة بهدف إقناع صانع القرار الخليجي وبالتحديد المملكة العربية السعودية بأن تركيا في مواجهة مع إيران، لذلك في جنيف لا صدى لتلك المسرحية.

* هل أثر الوضع الداخلي في سوريا على مجريات المفاوضات؟

- من الطبيعي أن يؤثر الوضع الداخلي على المفاوضات، فهناك هدنة هشة في سوريا، والوضع الداخلي في سوريا يرسل رسالة واحدة إلى المتفاوضين في جنيف مفادها باختصار: وقت السوريين من دم.

*هل تتوقع عقد جنيف 5 و6 ولماذا؟

في ظل الفشل الذي يلف جنيف ٤ منذ انطلاقته وعلى لسان الأطراف المتواجدة فيه، بالطبع لا أستبعد أن يتم نسف هذا المسار الأممي برمته، فالمجتمع الدولي ليس في عجلة من أمره حيال سوريا، الدول الفاعلة في سوريا تبحث عن مصالحها السلبية بالنسبة لنا، والدول الكبرى تأخذ دور المتفرج لهذا الحل السياسي المتدلي والمتدحرج أحيانًا دون إيجاد أرضية يمكن أن يقف عليها، جنيف ٤ محطة يلفها الغموض، ولكن من المبكر الحديث عن جنيف ٥ أو ٦، لأن ذلك يشكل أملًا حقيقيًا لدى الإنسان السوري المنكوب والباحث عن أمل في ظل هذا الخلل الدولي المقيت والمستهتر في التعاطي مع بلد عظيم بحجم سوريا.