السبت 1 يونيو 2024

ديوان العرب| أَلا يا لَقَومٍ لِلجَديدِ المُصَرَّمِ.. قصيدة جابر بن حُني التغلبي

جابر بن حُني التغلبي

ثقافة17-5-2024 | 13:55

فاطمة الزهراء حمدي

تعد قصيدة «أَلا يا لَقَومٍ لِلجَديدِ المُصَرَّمِ» للشاعر جابر بن حُني التغلبي، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

ويعرف " جابر بن حُني التغلبي" بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر الجاهلي الذين كتبوا قصائد تميزت بالوصف والإنسانية وقوة التشبيه، وعلى رأسها قصيدة «أَلا يا لَقَومٍ لِلجَديدِ المُصَرَّمِ».

تعتبر قصيدة «أَلا يا لَقَومٍ لِلجَديدِ المُصَرَّمِ»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على28 بيتًا، وصف بها حزنه على حبيبته، وتأثرة بما حدث لقومه من تفرق، والوقوف على الأطلال.

أَلا يا لَقَومٍ لِلجَديدِ المُصَرَّمِ

وَلِلحِلمِ بَعدَ الزلة المُتَوَهَّمِ

وَلَلمَرءِ يَعتادُ الصَبابَةَ بَعدَما

أَتى دونَها ما فَرطُ حَولٍ مُجَرَّمِ

فَيا دارَ سَلمى بِالصَريمَةِ فَاللِوى

إِلى مَدفَعِ القيقاءِ فَالمُتَثَلَّمِ

ظَلِلتُ عَلى عِرفانِها ضَيفَ قَفرَةٍ

لِأَقضِيَ مِنها حاجَةَ المُتَلَوِّمِ

أَقامَت بِها بِالصَيفِ ثُمَّ تَذَكَّرَت

مَصايِرَها بَينَ الجَواءِ فَعَيهَمِ

تُعَوِّجُ رُهباً في الزِمامِ وَتَنثَني

إِلى مُهذِباتٍ في وَشيجٍ مُقَوِّمِ

أَنافَت وَزافَت في الزِمامِ كَأَنَّها

إِلى غَرضِها أَجلادُ هِرٍّ مُؤَوَّمِ

إِذا زالَ رَعنٌ عَن يَدَيها وَنَحرِها

بَدا رَأسُ رَعنٍ وَارِدٍ مُتَقَدِّمِ

وَصَدَّت عَنِ الماءِ الرَواءِ لِجَوفِها

دَوِيٌّ كَدُفِّ القَينَةِ المُتَهَزِّمِ

تَصَعَّدُ في بَطحاءِ عِرقٍ كأَنَّها

تَرَقّى إِذا أَعلى أَبيكٍ بِسُلَّمِ

لِتَغلِبَ أَبكي إِذ أَثارَت رِماحُها

غَوائِلَ شَرٍّ بَينَها مُتَثَلِّمِ

وَكانوا هُمُ البانينَ قَبلَ اِختِلافِهِم

وَمَن لا يَشِد بُنيانَهُ يَتَهَدَّمِ

بِحَيٍّ كَكَوثَلِّ السَفينَةِ أَمرُهُم

إِلى سَلَفٍ عادٍ إِذا اِحتَلَّ مُرزِمِ

إِذا نَزَلوا الثَغرَ المَخوفَ تَواضَعَت

مَخارِمُهُ وَاِحتَلَّهُ ذو المُقَدَّمِ

أَنِفتُ لَهُم مِن عَقلِ قَيسٍ وَمَرثَدٍ

إِذا وَرَدوا ماءً وَرَمحِ بنِ هَرثَمِ

وَيَوماً لَدى الحَشّارِ مَن يَلوِ حَقَّهُ

يُبَزبَز وَيُهزَع ثَوبُهُ وَيُلَطَّمِ

وَفي كُلِّ أَسواقِ العِراقِ إِتاوَةٌ

وَفي كُلِّ ما باعَ أَمرُؤٌ مَكسُ دِرهِمِ

وَقَيظُ العِراقِ مِن أَفاعٍ وَغُدَّةٍ

وَرِعيٍ إِذا ما أَكلَأوا مُتَوَخَّمِ

أَلا تَستَحي مِنّا مُلوكٌ وَتَتَّقي

مَحارِمَنا لا يَبْوُءُ الدَمُّ بِالدَمِ

نُعاطي المُلوكَ السَلمَ ما قَصَدوا بِنا

وَلَيسَ عَلَينا قَتلُهُم بِمُحَرَّمِ

وَكائِن أَزَرنا المَوتَ مِن ذي تَحِيَّةٍ

إِذا ما اِزدَرانا أَو أَسَفَّ لِمَأثَمِ

وَقَد زَعَمَت بِهراءُ أَنَّ رِماحَنا

رِماحُ نَصارى لا تَخوضُ إِلى الدَمِ

فَيَومَ الكُلابِ قَد أَزالَت رِماحُنا

شُرَحبيلَ إِذ آلى آلِيَّةَ مُقسِمِ

لَيَنتَزِعَن أَرماحَنا فَأَزالَهُ

أَبو حَنَشٍ عَن ظَهرِ شَقّاءَ صِلدِمِ

تَناوَلَهُ بِالرُمحِ ثُمَّ اِتَّنى لَهُ

فَخَرَّ صَريعاً لِليَدَينِ وَلِلفَمِ

وَكانَ مُعادينا تَهِرُّ كِلابُهُ

مَخافَةَ جَيشٍ ذي زُهاءٍ عَرَمرَمِ

يَرى الناسُ مِنّا جِلدَ أَسوَدَ سالِخٍ

وَفَروَةَ ضِرغامٍ مِنَ الأُسدِ ضَيغَمِ

وَعَمرَ بنَ هَمَّامٍ صَفَقنا جَبينَهُ

بِشَنعاءَ تَشفي صَورَةَ المُتَظَلِّمِ