السبت 1 يونيو 2024

مفتي الجمهورية: الإسلام أتى برسالته لبناء الإنسان وتطويره في كل جوانب حياته

الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية

دين ودنيا17-5-2024 | 15:28

دار الهلال

قال الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، إن المقاصد الشرعية والوطنية تتشابك وتترابط معًا. حيث يكون الفرد، عندما يلتزم بالقيم الإسلامية والأخلاق الحميدة، مواطنًا حسنًا ومسؤولًا في المجتمع، مما يسهم في تعزيز استقرار الوطن وتقدمه. وأوضح أن المقاصد الشرعية والوطنية ليست متناقضة، بل هي متجانسة وتتعاضد من أجل تحقيق الخير والازدهار في المجتمع.

وفي لقائه ببرنامج "اسأل المفتي" على فضائية "صدى البلد"، أشار الدكتور علام إلى أن الإسلام جاء برسالته لبناء الإنسان وتطويره في كل جوانب حياته، مع التأكيد على أهمية أن يكون الإنسان ملتزمًا بواجباته التكليفية في الدنيا، من خلال إيمانه بالله وعبادته وتطوير نفسه بالفضائل والأخلاق الحميدة. وأوضح أن تحقيق هذه المقاصد الشرعية في الفرد يعود بالنفع على المجتمع والوطن بأكمله.

وأكد المفتي على التوأمة بين العلم والدين، حيث تحث النصوص الشرعية على إعمال العقل والتدبر والتفكر والبحث. وأوضح أن فهم النصوص الشرعية يتطلب وجود عقل رشيد ومنفتح على العلوم الأخرى. وشدد على أن طلب العلم بكافة تخصصاته يعد من فروض الكفاية في الشرع الشريف، وأن العلم يحتل مكانة هامة في منظومة القيم الإسلامية.

وأشار الدكتور علام إلى أهمية تعمق النظر في مكونات الفتوى وتفاعل العقل مع العلوم المختلفة، مؤكدًا أن الطريق إلى فهم الدين لا يكون إلا بالعلم.

وأكد الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، على أهمية المحافظة على المقاصد الشرعية والوطنية، التي تسعى إلى فهم الغايات والأهداف من أوامر الشريعة الإسلامية ونواهيها، بالإضافة إلى تعزيز حب الوطن والحفاظ عليه. وأوضح أن حب الوطن يعد جزءًا أساسيًا من الفطرة السوية للإنسان، وهو أمر ثابت وراسخ في النفس، وهو مفقود عند أهل التطرف والإرهاب الذين يسعون إلى نزع هذه الغريزة الفطرية عن الإنسان.

وأشار إلى أن الإسلام لا يتعارض مع الفطرة، بل يؤكد على أهمية حب الوطن، حيث أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يحب مكة ويحترمها رغم معاناته مع أهلها، وتأثره بمكانتها في قلبه ونفسه، مما يدل على أهمية الانتماء الوطني وحب الوطن في الإسلام. وأضاف أن الشريعة الإسلامية ربطت العديد من الأحكام بالوطن، مما يعكس عظم الوطن وفضله في نظر الدين.

وفيما يتعلق بالتبرع للمشروعات الوطنية، أوضح أنه يجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة أو ذات مصداقية، مثل مشروع "حياة كريمة"، الذي يهتم بتحسين الحياة في المناطق النائية والفقيرة. وأشار إلى أنه يمكن التبرع لهذه المشروعات من الزكاة المفروضة، بالإضافة إلى الصدقات، نظرًا لفوائدها الاجتماعية ودعمها للفقراء وتحسين الظروف المعيشية في القرى الفقيرة، وفقًا لما ينص عليه الشرع.