تشتهر القاهرة بشوارعها العريقة التي تحكي قصص من التاريخ وتسلط الضوء على شخصيات بارزة في التاريخ المصري عبر مختلف العصور، ومن هذه الشوارع شارع أمير الجيوش في قلب القاهرة الفاطمية.
يقع شارع أمير الجيوش في منطقة القاهرة الفاطمية بالقرب من باب الفتوح، ويبدأ تحديدًا من ميدان باب الشعرية وينتهي في شارع المعز لدين الله الفاطمي، ويشتهر الشارع بنشاط تجارة الأواني المعدنية ومعدات المطاعم.
يعد شارع أمير الجيوش من أقدم الشوارع التاريخية في منطقة القاهرة الفاطمية، ويرجع سبب تسميته بهذا الاسم نسبة إلى بدر الدين الجمالي الذي يلقب بـ «أمير الجيوش» وهو وزير الخليفة الفاطمي المستنصر بالله ومجدد القاهرة الفاطمية.
مولد ونشأة أمير الجيوش
ولد أمير الجيوش عام 1015، وكان أرميني الأصل حيث شهد العصر الفاطمي ظهور شخصيات أرمينية عديدة خدمت في البلاط الفاطمي.، وتوفى في عام 1094م.
توليه الوزارة في مصر
كان مملوكًا أرمينيا، وأصبح أمير الجيوش في الشام، حيث استدعاه الخليفة المستنصر من الشام ليوليه الوزارة في عام 173م إبان الشدة المستنصرية وهي الأزمات التي كادت تودى بدولة المستنصر.
واجه أمير الجيوش عدد من الأزمات مثل الصراعات بين فصائل الجيش التركية والأفريقية، وهجمات من البربر على الدلتا ومجاعة مستمرة بسبب انخفاض مستوى النيل وأوبئة ومجاعات، واستيلاء السلاجقة على أجزاء من الشام، وكانت مصر مهددة من كل النواحي.
أعاد أمير الجيوش بناء سور القاهرة لتقويته ولزيادة مساحة القاهرة، وأصبحت القاهرة مدينة دفاعية مسورة لصد هجمات السلاجقة المحتملة عليها، وقد بقيت أجزاء من هذا السور وبعض أبوابه الشهيرة مثل باب النصر، باب الفتوح، باب زويلة.
استطاع التخلص من قادة الفتنة ودعاة الثورة، وبدأ في إعادة النظام إلى القاهرة وفرض الأمن والسكينة في ربوعها.
معالم الشارع
يوجد بالشارع سبيلان أحواضهما مصنوعة من الرخام، كما يوجد علي امتداد الشارع 3 مباني أثرية، صممت خصيصًا لتكون «كتاتيب» لتحفيظ وتدريس القرآن، وكان يأتي للتدريس فيها كبار مشايخ بلاد الشام.
وبمرور السنوات أصبح الآن شارع أمير الجيوش مركز لتصنيع عربات الطعام المتنقلة وتتميز المنطقة بأصواتها الرنانة والضجيج الناتج عن تصنيع العربات المعدنية المتنقلة مثل عربات الفول والفشار وغزل البنات والكبدة والكُشري.