الأربعاء 19 يونيو 2024

قصيدة «لا تصالح» وعلاقاتها بالسادات واتفاقية كامب ديفيد.. أبرز كتابات أمل دنقل

الشاعر أمل دنقل

ثقافة21-5-2024 | 13:43

إسلام علي

اشتهر الشاعر الثوري أمل دنقل، بقصائده التي لاقت رواجا كبيرا ليس فقط في مصر، بل في العالم العربي بأسره، وتنوعت قصائده في مواضيعها، فتناولت مجموعة واسعة من القضايا والمواضيع الشعرية التي تلامس جوانب مختلفة من الحياة والإنسانية.

تميزت قصائد دنقل بالتنوع الكبير في التعبير عما كان بداخله، سواء كان ذلك في شعر الحب والغرام، حيث تناول العواطف الرومانسية بتأثيرها العميق على الجوانب النفسية،وشعر الوطنية والهوية، حيث عبر في بعض قصائده عن حبه وولائه لوطنه وهويته، مسلطا الضوء على قضايا الوطنية والانتماء.

وعلى الصعيد الوجداني، تناولت قصائده مراحل حياة الإنسان المختلفة، معبرا عن مشاعره وتجارب الحياة، كما لم يغفل "دنقل" عن تناول القضايا السياسية والاجتماعية، مسلطا الضوء على التحولات والتحديات التي تواجه المجتمع.

وتناول أيضا القضايا الدينية والروحانية في بعض قصائده، معبرا عن تأملاته ومشاعره الدينية بشكل عميق ومؤثر، مما أضفى بعدا روحيا وفلسفيا على شعره.

قصيدة "لا تصالح".. وعلاقاتها بأنور السادات

تتناول هذه القصيدة، موضوع الصلح، وذلك على ضوء توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978، والتي أثارت جدلا واسعا في الأوساط العربية، تعبر القصيدة عن رفض قاطع للصلح والتطبيع مع العدو، وتعكس مشاعر الغضب والخيبة والإحباط من التنازلات التي رآها الشاعر وأمثاله كتضحية غير مبررة بحقوق الشعب الفلسطيني.

وأكد الشاعر على عدم جدوى الصلح مع من أراق الدماء وأذل الشعوب، وبذلك عبر الشاعر ليس فقط عن وجدانه هو فقط بل عن جموع الشعوب العربية وقتها.

 

الدفاع عن الكرامة والحقوق

دافع "أمل دنقل"، في هذه القصيدة عن كرامة كل عربي ومسلم، بحيث تحدثت القصيدة عن أهمية الحفاظ على الكرامة والحقوق، وعدم التنازل عنها بأي ثمن، وربط دنقل بين الصلح الذي فعله السادات مع العدو والخذلان، مؤكدا أن التنازل عن الحقوق هو خيانة للشهداء والجرحى.

التحذير من التنازلات

حذر "دنقل" في قصيدته، عن أن التنازلات والتصالح مع العدو ستؤدي إلى مزيد من الإذلال والهوان على المدى القريب، وأكد في ذات الوقت، على ضرورة الثبات والصمود، وعدم الاستسلام للضغوط السياسية.

الرمزية والدلالات التاريخية

استخدم  "دنقل" في تلك القصدية العديد من الرموز التاريخية والأسطورية ليعبر عن مشاعره، على سبيل المثال، يستحضر شخصيات مثل الحسين بن علي ليرمز إلى التضحية والفداء، ليقارن بين الفداء والتضحية عند المسلمين بما حدث في كامب ديفيد، ولبث قيمة التضحية التي يجب أن يكون عليها كل عربي ومسلم وذلك لتحرير الأرض من العدو الغاشم.

الأسلوب الشعر

يتميز الأسلوب الشعري في هذه القصيدة بالمباشرة والحزم، حيث يعبر الشاعر بوضوح دون تردد عن مشاعره، فضلا عن تكراره جملة "لا تصالح" يعمل على ترسيخ الرسالة في أذهان القراء، ويعبر عن الإصرار والتأكيد على الموقف.

 

وفي الأخير، أصبحت "لا تصالح" رمزًا للمقاومة والرفض لكل أشكال التطبيع مع العدو، واستخدمت على نطاق واسع في الأدبيات والنقاشات السياسية، تعكس القصيدة مشاعر الكثير من العرب الذين شعروا بالخيانة والغضب من توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل.

وجدير بالذكر، أن قصيدة "لا تصالح" لأمل دنقل هي تعبير شعري ووجداني عن موقف سياسي واجتماعي، وتظل واحدة من أبرز الأعمال الأدبية التي تناولت موضوع الصلح والتطبيع مع العدو من منظور قومي وعاطفي قوي.