الإثنين 17 يونيو 2024

«توشكى الخير».. قاطرة الدولة نحو زيادة الانتاج الزراعي من المحاصيل وتحقيق الأمن الغذائي

مشروع توشكى

تحقيقات25-5-2024 | 10:50

محمود غانم

حقق القطاع الزراعي على مدى السنوات الماضية، طفرة نوعية وغير مسبوقة، مما أسهم في تحقيق العديد من المكاسب الاقتصادية، لاسيما فيما يتعلق بتقليل حجم الاستيراد للمحاصيل الإستراتيجية كالقمح.

وأعاد مشروع "توشكى الخير" الذي افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسي، المرحلة الأولى منه في أواخر عام 2021، مشروع جنوب أسوان للحياة مرة أخرى، وذلك ضمن خطة البرنامج الرئاسي لزراعة 4 مليون فدان.

ويعتبر من أهم المشروعات القومية للتغلب على الفجوة الغذائية، ويهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية بنحو 1.1 مليون فدان، مما يؤدي إلى تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية؛ ويسهم في خفض العجز في الميزان التجاري، وتوفير فرص عمل للشباب، خاصة شباب صعيد مصر، بالإضافة إلى التشجيع على إعمار وتنمية تلك المناطق وتخفيف الضغط البشري على "الوادي" و"دلتا النيل".

 

بداية المشروع

ترجع بداية مشروع "توشكى" إلى عام 1997، ويعتمد المشروع على نقل المياه من بحيرة ناصر بجنوب أسوان إلى ترعة عرضها 200 متر أُطلق عليها اسم "الشيخ زايد"، وتمر في طريقها بمنخفض توشكى ثم إلى الواحات الثلاث الخارجة والداخلة والفرافرة بطول 850 كلم تقريبا كمرحلة أولى.

وآنذاك، كانت الدولة تسعى إلى إضافة مساحة زراعية جديدة تبلغ حوالي 600 ألف فدان، يمكن أن تصل في المستقبل إلى حوالي مليون فدان.

وفي عام 2014، أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسي، المشروع إلى الحياة تحت اسم مشروع "توشكى الخير"، وذلك ضمن خطة الدولة لإطلاق عدد من المشروعات الكبرى.

سجل عام 2020، بداية المرحلة الأولى للمشروع عن طريق زراعة 30 ألف فدان، إضافة لإنهاء تجهيز 100 ألف فدان قابلين للزراعة.

وتم استصلاح 85 ألف فدان من إجمالي 100 ألف فدان وزراعة ٢.٣ مليون نخلة على مساحة ٣٧ ألف فدان، منها 1.35 مليون نخلة على مساحة 21 ألف فدان، بالإضافة إلى بعض الزراعات التحميلية حول أشجار النخيل، بتكلفة وصلت 6.4 مليارات جنيه.

شارك في إنشاء المشروع 11 شركة مصرية وطنية، وتحت إشراف مركز الدراسات والتصميمات للمشروعات المائية، بحجم عمالة 5 ألف مهندس وفني وعامل.

وفي إطار سعي الدولة لتوفير جميع الخدمات لمشروع "توشكى" وإزالة كافة المعوقات التي تواجهه؛ جرى حفر وتبطين ترع بإجمالي طول 19,8 كم، تبع ذلك العمل في حفر ترع بطول 18,2 كم، وتم إنشاء عدد 52 محطة طلمبات تضم 219 طلمبة؛ لضخ المياه لأجهزة الري المحوري، أعقب ذلك العمل على إنشاء العديد من المحطات الأخرى.

كما جرى مد شبكات ري بإجمالي أطوال 420 كم بأقطار تتراوح من 180 مم إلى 1200 مم، إلى جانب توريد وتركيب وتشغيل 497 جهاز ري محوري بمناطق الأسبقية العاجلة، واستكمالها لتصل لنحو 800 جهاز للمرحلة الأولى.

علاوة على ذلك، تم العمل على إنهاء 415 كم من شبكات الطرق الرئيسية والمدقات، أعقبها العمل على تنفيذ 677 كم أخرى من إجمالي 1092 كم المستهدفة، فضلا عن الانتهاء من تنفيذ جميع أعمال الكهرباء لتغذية محطات الطلمبات، وأجهزة الري المحوري متمثلة في عدد 2907 برج هوائي بإجمالي 650 كم هوائيات، وأيضا وصول شبكات السكة الحديد.

 

رؤية الرئيس

وفي أغسطس الماضي، أكد الرئيس السيسي، أن ما تشهده منطقة توشكى من إنجاز يقف وراءه جهد كبير من المصريين العاملين بهذا المشروع القومي، لافتا إلى أنه من المستهدف زراعة 4 ملايين فدان خلال مدة زمنية لا تزيد عن عام من هذا الحين.

وأوضح، أن ما تشهده المنطقة هو جهد خطوة واحدة من خطوات كثيرة يتم تنفيذها، مضيفًا أن التنمية ليست قاصرة على مكان واحد، ولكن في كل مكان في توشكي وشرق العوينات وسيناء ومزرعة في بني سويف ٦٠ ألف فدان.

وأكد على أنه يتم استغلال كل ما هو متاح، وكل نقطة مياه موجودة من خلال أحدث أساليب الزراعة والري الحديث.

 

 القمح الهدف الرئيسي

ويعد الهدف الرئيس من مشروع "توشكى الخير"، ففي العام الماضي كان المستهدف زراعة 450 ألف فدان بزيادة 200 ألف فدان، أما العام الجاري المستهدف الوصول إلى 600 ألف فدان.

في الوقت نفسة، عملت الدولة على زيادة حجم المساحة المزروعة من التمور من 37 ألف فدان إلى 40 ألف فدان، فضلا عن الزراعات الطبية والعطرية والذرة والليمون والعنب والمانجو وغيرها من المنتجات، بالإضافة إلى المنشآت الصناعية في المنطقة مثل مصنع لإنتاج السكر ومصنع للأخشاب، وهذا على سبيل المثال لا للحصر.