الثلاثاء 18 يونيو 2024

خلال استقباله وفدا فلسطينيا.. البابا تواضروس: نستنشق منكم الروائح المقدسة

جانب من اللقاء

أخبار29-5-2024 | 17:59

دار الهلال

استقبل قداسة البابا تواضروس الثاني، وفدا وزاريا فلسطينيا ضم كلًا من: وزير السياحة هاني الحايك، وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الدكتورة فارسين شاهين، بالإضافة إلى سفير فلسطين بالقاهرة السفير دياب اللوح.


وقال البابا تواضروس الثاني - خلال اللقاء في المقر البابوي بالقاهرة، اليوم الأربعاء، "سعداء بزيارتكم للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ونستنشق منكم الروائح المقدسة الآتية من فلسطين، فأرض مصر وأرض فلسطين لهما مكانة خاصة في الكتاب المقدس، حيث ذكرت مصر نحو 700 مرة، وكذلك فلسطين".


وأضاف: "السيد المسيح بعدما ولد في أرض فلسطين جاء إلى مصر هاربًا من وجه الطاغية هيرودس، وهكذا كانت مصر بالنسبة له، أرض الحراسة والحماية، لذا فمصر تسمى أرض الكنانة".


وبشأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، قال البابا تواضروس "نتألم كثيرًا لما يحدث في قطاع غزة والضفة الغربية، وهذه الأحداث تكشف بوضوح عن السواد الذي يملأ قلوب البشر.. وإن كان هناك شئ إيجابي في المشهد، فهو اعتراف الأمم المتحدة وبعض الدول الأوروبية، مؤخرًا، بدولة فلسطين"، مشيرا إلى أن هناك بعض الدول التي بدأت تدرس توقيع عقوبات على كيان الاحتلال الإسرائيلي على خلفية ما يحدث في فلسطين.


وأكد ثقته ويقينه في أن الله قادر على أن يصنع خيرًا في الأراضي المقدسة، ويحمي كافة المقدسات، مشيدا بجهود قيادات الدولة الفلسطينية، بقيادة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) والدكتور محمد مصطفى رئيس الوزراء.


واختتم البابا تواضروس، كلمته خلال اللقاء، بالقول "إن مشاهد الأطفال الذين يعيشون الأحداث القاسية أمر يؤرقنا ويؤلمنا بسبب التأثير السلبي لتلك الأمور على هؤلاء الأطفال حاليًّا ومستقبلًا".


ومن جهته، نوه وزير السياحة الفلسطيني إلى تقدير الفلسطينيين، حكومة وشعبًا، لمصر وللرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك للكنيسة القبطية ولقداسة البابا على الدعم الدائم لفلسطين، مثمنا مشاركة مصر الدائمة لفلسطين في تحمل الألم والمعاناة التي تطال الشعب الفلسطيني، ولاسيما الإبادة الجماعية التي يواجهها الفلسطينيون حاليا، فضلا عن الدعم الذي تقدمه مصر بمجالات الصحة والتعليم والإغاثة.


وقال "إنه رغم الظروف الصعبة الحالية، إلا أن وزارة السياحة مستمرة في جهودها لتشجيع السياحة الدينية من مصر والأردن والمحيط العربي إلى فلسطين والأراضي المقدسة، متى تحسنت الأوضاع، الأمر الذي يسهم بقوة في دعم الاقتصاد والقضية الفلسطينية"، معربًا عن أمله في انتهاء الأزمة الحالية قريبًا لتعود الزيارات والسياحة إلى فلسطين.


وبدورها، شددت وزيرة الدولة لشؤون وزارة الخارجية الفسطينية أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في أقرب وقت، وكذا ضرورة الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط بشكل عام، وفي فلسطين بشكل خاص.


وأشارت إلى ما تقوم به المؤسسات الفلسطينية المسيحية البالغ عددها حوالي 300 مؤسسة من دور كبير في خدمة المجتمع الفلسطيني كله، اقتصاديا واجتماعيا، قائلة "إن المسيحيين في فلسطين رغم قلة عددهم إلا أن تأثيرهم الداعم من خلال تلك المؤسسات كبير جدًا، وهو أمر يجب الحفاظ عليه لأجل فلسطين".


ونقل السفير الفلسطيني بالقاهرة تحيات الرئيس أبومازن ورئيس الوزراء الفلسطيني والشعب الفلسطيني لقداسة البابا، مثمنًا دعم قداسته المستمر للفلسطينيين.. وقال: "دائمًا نتعلم منكم ومن مواقفكم، تعلمنا منكم صناعة وصيانة الوطنية، ولاسيما المقولة التاريخية: وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن". 


وأضاف: "النموذج الناجح للتعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في مصر يجري تطبيقه في المجتمع الفلسطيني"، موضحا أن الاعتداءات طالت المقدسات الفلسطينية دون تمييز، فتم تدمير 3 كنائس، كما أن الـ36 ألف شهيد والـ80 ألف جريح بينهم بالطبع مسيحيين".


وفي ختام اللقاء، قدم الوفد الوزاري الفلسطيني هدية لقداسة البابا عبارة عن قطعة حجرية من كنيسة المهد، وبعض الأيقونات المسيحية المصنوعة بجودة عالية بأيدي فلسطينية، فيما أهداهم قداسته أيقونة العائلة المقدسة، وبعض الهدايا التذكارية.
وحضر اللقاء كل من: نيافة الأنبا أنطونيوس مطران الكرسي الأورشليمي والشرق الأدنى، والقمص سرجيوس سرجيوس وكيل عام البطريركية بالقاهرة، والراهب القس كيرلس الأنبا بيشوي مدير مكتب قداسة البابا، والقمص موسى إبراهيم المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وعدد من الآباء الرهبان من القدس.