تتميز رمزية الأسد بظهورها في جميع الحضارات القديمة، بدءا من حضارات أقصي الغرب في قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية مثل حضارات المايا والإزتك، مرورا بالحضارة المصرية القديمة إبتعادا إلى أقاصي الأرض تحديدا بالشرق لدى الحضارات البوذية والهندوسية، وما يزال إلى الأن تصور منحوتات الأسد في العديد من الأماكن سواء في الفيلات والقصور الملكية.
امتلك الأسلاف معاني تعتبر أكثر عمقا عن معنى الأسد في العصر الحديث، ففي الوقت الحالي لا يمتلك إنسان العصر الحديث إلا معاني القوة والعزة عن الأسد ولكن يمتلك الأسد العديد من المعاني والصفات التي بمجرد معرفتها في العصر الحديث وتطبيقها على حياة إنسان القرن الواحد والعشرين سوف تضعه على مسار الإدراك الأعلى والوعي المستيقظ.
يطلق العصر الحديث على الأسد بعض الصفات التي يتخيل بأنها رمزية للأسد، مثل الروحانية والحكمة والشجاعة، فهي ليست إلا صفات سطحية، ليست ما توصل اليه القدماء من معلومات عن رمزية الأسد، حدد القدماء رمزية الأسد بمقارنة بسيطة وهي عندما نرمي بعصا على الكلب وعندما تكون هذه العصا على الأسد، فالكلب سوف يطارد هذه العصا أو يهرب منها، ولكن الأسد يطارد رامي تلك العصا.
فعرف القدماء حكمة التعامل مع قضايا العالم سواء الإقتصادية والسياسية والإجتماعية، وذلك عن طريق رد فعل الأسد وهي المواجهة وليس الهروب من القضية التي تواجهنا، كمثال العصا السابق، والذي رمي علي الكلب، فحدد القدماء إتجاهين وكان الأول وهو الهروب من المشكلة وعدم حلها، والإتجاه الثاني وهو حل المشكلة، فحل القضايا والمعضلات من وجهه نظر القدماء، تتمثل في العالم الداخلي إي داخلنا وليس العالم من حولنا ، فالمشكلة التي تظهر في العالم الخارجي أمامنا ليست إلا إنعكاس للمشاكل الداخلية.
فتميز القدماء بتحويل الإنتباه إلى الداخل وإلى البحث عن المشكلة في انفسنا، فالأسد يركز على المصدر ويهاجمه بشكل مباشر، فيتصدى لمصدر المشكلة وليس أعراض المشكلة التي تنتج بعد ذلك، ومن هنا يمكننا إكتشاف الذات وفهمها وتنميتها، فالنظر إلى أنفسنا لمحاولة فهم سبب حدوث مشكلة "العالم المادي" يضعنا على نوع من "المسار السريع" لفهم أفضل لطبيعتنا الحقيقية وتذكر من نحن.