الخميس 20 يونيو 2024

في ذكرى دخولها إلى مصر.. تعرف على مسارات رحلة العائلة المقدسة

مسار العائلة المقدسة

أخبار1-6-2024 | 14:52

سارة أشرف

تحتفل بعض الكنائس اليوم بذكرى دخول العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وذلك في إطار رحلتهم للهرب من بيت لحم في فلسطين بسبب اضطهاد هيرودس، الذي كان يخطط لاغتيال السيد المسيح، وفي رؤيا، ظهر الملاك للسيدة مريم العذراء وأمرها بأخذ الطفل والفرار به إلى مصر لحمايته من التهديد.

وقامت السيدة مريم ويوسف النجار والسيد المسيح برحلة الهروب إلى مصر عبر مسار غير مألوف، حيث تخلَّلت الهضاب والصحارى، ولم يسلكوا أيًا من الطرق الرئيسية المعروفة آنذاك، واتجهوا إلى مصر عبر مسار يعتبر غير تقليدي، وانتهت رحلتهم بوصولهم إلى الحدود المصرية في أولى محطات رحلتهم.

مسارات رحلة العائلة المقدسة إلي أرض مصر

ـ عبرت العائلة المقدسة من بيت لحم إلى غزة، ثم اتجهت إلى محمية الزرانيق غرب العريش، ودخلت مصر من الشمال عبر الصحراء السيناء، بالقرب من الفرما بين العريش وبورسعيد.

ـ وصلوا إلى مدينة تل بسطا بالقرب من الزقازيق، وخلال دخولهم وقعت الأوثان التي كانت موجودة في المدينة، فساءت معاملتهم، فتركوها وتوجهوا جنوباً.

ـ غادرت العائلة مدينة تل بسطا، وصولاً إلى بلدة مسطرد المحمة، حيث أحمت العذراء المسيح وغسلت ملابسه، ومن ثم انتقلوا إلى بلبيس، وفي الطريق استظلوا تحت شجرة عرفت باسم شجرة العذراء مريم.

ـ سافروا من بلبيس إلى منية سمنود عبر نهر النيل، وكانت استقبالاً حسناً.

ـ ومن سمنود، رحلوا إلى منطقة البرلس، ووصلوا إلى مدينة (سخا - خاست - بيخا ايسوس) في محافظة كفر الشيخ، حيث ظهرت قدم السيد المسيح على حجر، واكتشف هذا الحجر منذ حوالي 13 عامًا فقط بعد أن كان مخفيًا لفترة طويلة خوفًا من السرقة في بعض العصور.

ـ  ومن مدينة سخا، عبرت العائلة المقدسة نهر النيل (فرع رشيد) متجهة نحو غرب الدلتا، ثم اتجهت جنوباً نحو وادي النطرون (الاسقيط)، حيث بارك المسيح وأمه هذا الموقع.

ـ  ومن وادي النطرون، انطلقت العائلة المقدسة جنوباً نحو مدينة القاهرة، وعبرت نهر النيل متجهة نحو المطرية وعين شمس.

ـ وفي المطرية، استظلت العائلة المقدسة تحت شجرة تُعرف حتى اليوم باسم شجرة مريم، ومن هذا المكان، انبعثت عين ماء بواسطة السيد المسيح، شرب منها وباركها، ثم غسلت السيدة العذراء ملابس الطفل يسوع، وسكبت الماء على الأرض، فنبت في تلك البقعة نباتٌ عطريٌ يُعرف بنبات البلسم أو البلسان، الذي يُضاف إلى العطور والأطياب التي يصنع منها الميرون المقدس.

ـ ومن المطرية وعين شمس، سارت العائلة المقدسة متجهة نحو مصر القديمة، واستراحت في طريقها بمنطقة الزيتون.

ـ  وفي الطريق من الزيتون إلى مصر القديمة، مرت على المنطقة التي تضم الآن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بحارة زويلة، وكذلك على العزباوية بكلوت بك.

ـ وصلت العائلة المقدسة إلى مصر القديمة، وتعتبر هذه المنطقة من أهم المحطات التي توقفت فيها العائلة المقدسة خلال رحلتها إلى أرض مصر، حيث تضم العديد من الكنائس والأديرة.

ـ  ثم انطلقت العائلة المقدسة من مصر القديمة جنوباً، حتى وصلت إلى منطقة المعادي، إحدى ضواحي منف - عاصمة مصر القديمة.

ـ  بعد إقلاعها في مركب شراعي على نهر النيل، توجهت العائلة المقدسة نحو الجنوب، مارة ببقعة معروفة الآن بكنيسة السيدة العذراء المعروفة باسم العدوية، حيث من المعتقد أنها عبرت النيل من هذه البقعة في رحلتها إلى الصعيد، ومن هنا جاء اسم المعادي، ولا يزال السلم الحجري الذي نزلت عليه العائلة المقدسة إلى ضفة النيل موجودًا وله مزار يفتح من فناء الكنيسة.

ـ  وبعد ذلك، وصلت العائلة المقدسة إلى قرية دير الجرنوس (أرجانوس)، التي تقع على بعد 10 كم غرب أشنين النصارى - مركز مغاغة، وبالقرب من الحائط الغربي لكنيسة السيدة العذراء، يوجد بئر عميق يقال إن العائلة المقدسة شربت منه.

ـ ثم انطلقت العائلة من بلدة البهنسا نحو الجنوب حتى وصلت إلى بلدة سمالوط، ومن هناك عبرت النيل نحو الشرق، حيث يقع الآن دير السيدة العذراء بجبل الطير (أكورس) شرق سمالوط، ويعرف هذا الدير جنوب معدية بني خالد بحوالي 2 كم، واستقرت العائلة في المغارة الموجودة بالكنيسة الأثرية هناك.

ـ غادرت العائلة المقدسة من جبل الطير وعبرت النيل من الشرق إلى الغرب، متوجهة نحو الأشمونيين (أشمون الثانية)، حيث شهدت هذه البلدة العديد من العجائب وسقوط أوثانها، وباركت العائلة المقدسة الأشمونيين.

ـ ثم انطلقت العائلة المقدسة من الأشمونيين جنوبًا لمسافة تقدر بحوالي 20 كم نحو ديروط الشريف في فيليس.

ـ ثم غادرت من ديروط الشريف إلى قرية قسقام (قوست قوصيا)، حيث سقط الصنم الذي كانوا يعبدونه، وانهارت عاداتهم الوثنية، فطرد سكان المدينة العائلة المقدسة خارج أسوارها، فأصبحت المدينة خرابًا.

ـ وفروا العائلة المقدسة من قرية قسقام، واتجهوا نحو بلدة مير ميره التي تقع على بعد حوالي 7 كم غرب القوصية، وتلقوا تكريمًا من أهل مير وباركهم الرب يسوع والسيدة العذراء.

ـ ثم انتقلوا إلى جبل قسقام حيث يقع الآن دير المحرق، وهذه المنطقة من أهم المحطات التي استقرت فيها العائلة المقدسة، حتى أطلقوا عليها لقب "بيت لحم الثاني".

ـ  وفي طريق العودة، سلكوا طريقًا جديدًا ينحرف إلى الجنوب قليلاً حتى وصلوا إلى جبل أسيوط المعروف بجبل درنكة، وباركته العائلة المقدسة هناك، حيث بُني دير باسم السيدة العذراء على بُعد ٨ كم جنوب غرب أسيوط.

ـ  ثم وصلوا إلى مصر القديمة، ثم المطرية، ثم المحمة، ومنها إلى سيناء، ثم فلسطين، حيث استقروا في قرية الناصرة بالجليل.

وهكذا انتهت رحلة المعاناة التي استمرت أكثر من ثلاث سنوات ذهابًا وإيابًا، قاطعين فيها مسافة تزيد عن ألفي كيلومتر، ووسيلة مواصلاتهم الوحيدة كانت السفر على ضوء الفجر، في النيل، أحيانًا في السفن، وأحيانًا بالمشي على الأقدام، فكانت رحلة شاقة بكل معنى الكلمة، تحملها السيد المسيح وهو طفل مع أمه العذراء والقديس يوسف.