الأربعاء 4 ديسمبر 2024

ثقافة

الروائي محمد صالح البحر يُمسرح رواية خالتي صفية والدير لبهاء طاهر | خاص

  • 3-6-2024 | 19:19

الروائي محمد صالح البحر

طباعة
  • دعاء برعي

قُدمت مسرحية "حجر القلب" التي أعدها الروائي محمد صالح البحر عن رواية "خالتي صفية والدير" للأديب بهاء طاهر، وأخرجها محمد محمد المعتصم على مسرح قصر ثقافة قنا ضمن مهرجان إقليم جنوب الثقافي، في الموسم المسرحي للهيئة العامة لقصور الثقافة والذي ضم 16 عرضًا مسرحيًا مختلفًا من محافظات قنا، والأقصر، وأسوان.

تحكى الرواية عن صفية وهي فتاة قروية جميلة تقيم مع بعض أقاربها وتحب ابن عمها حربى وهو شاب قوى ووسيم لكنه لا يدرك مدى حب صفيه له، ويخطط لزواجها من البك القنصل الغنى.

وهنا توافق صفية على الزواج من البك رغم فارق السن الكبير ولكنها لا تغفر لحربى تجاهله لحبها وتتوالى أحداث الرواية وتنجب صفية الطفل حسان وتحقق حلم البك الذى طال انتظاره، ومع مرور الوقت تحدث محاولة اعتداء على حسان وهنا تأتى فرصة صفية من الانتقام من حربى وتقنع البك أن حربى هو الفاعل.

وحول تجربته لإعداد المسرحية يقول محمد صالح البحر في تصريح لبوابة "دار الهلال": "عندما انتصرتْ المغامرة الإبداعية بداخلي، قررت أن أخوض التجربة بروح كاتب السيناريو السينمائي، لا الكاتب المسرحي، أخوضها برؤيتي الخاصة، وبلا أدنى التزام بأحداثها، وهو ما حدث بالفعل بعدما أعدت قراءة الرواية من جديد، فلم ألتزم بعنوان الرواية، ولا بمنظور الراوي الطفل الذي اتكأتْ عليه، بل جعلته شابا مراهقا، ومشاركا في الأحداث، ولا ألتزمتُ بصفية وحربي كشخصيتين أساسيتين، بل صارت كل الشخصيات رئيسية بذات القدر، وأوجدتُ دافعا مغايرا لرفض حربي، وقوة انتقام صفية منه، ولم تأخذني الأحداث الخارجية للرواية، بقدر ما اتكأتُ على إبراز المشاعر الداخلية والأفكار لكل الشخصيات التي شاركتْ في خلق أسطورة قوية لقصة حب، جمدتها قسوة القلوب التي ترتكن إلى الثابت، كقانون يصعب الحياد عنه، وشوهتها التناقضات الداخلية للإنسان قبل التناقضات الاجتماعية، وقتلها الصمت، وعدم احترامنا لفضيلة البوح، وبالتالي فحجم الاختلاف أثناء إعداد المسرحية لم يكن كبيرًا، لأن المعد المسرحي من المهم أن يلتزم بفكرة الرواية الأساسية وأحداثها الرئيسية، وتدخلاته تأتي لسد الثغرات التي يراها، وتحديد الأحداث المضيئة في الرواية من وجهة نظره، ثم البحث عن تقنية وضعها جميعا في بؤرة مكانية واحدة".

 ويتابع "بحكم وجودي في الجنوب كنت راصدا دقيقا لكل المجالات الثقافية التي تتم ممارستها فيه، ومنها المسرح، والمساحة الشاسعة التي ظهرت لي بين ما كنت أقرأه من مسرحيات عربية وعالمية، وما أراه على خشبة المسرح الجنوبي من فقر فني وكتابي، جعلتني أركن محبتي للمسرح جانبا لفترة طويلة، حتى طلب مني أحد الأصدقاء المخرجين أن أحصل له على موافقة بهاء طاهر، لتحويل روايته "خالتي صفية والدير" إلى مسرحية، كنت أعلم أن الرواية قد تم إعدادها للمسرح كثيرا، أعرف منهم إعدادين على الأقل، لكنني كنت أعلم أيضا شغف صديقي بالرواية، وحلمه بتجسيد رؤيته لها، فآثرت أن أقف معه، وعندما حصلت له على مراده، فوجئت بطلبه الآخر لي كي أقوم بإعدادها، لأجدني محاصرا بين محبتي القديمة لفن المسرح، وثبات المسرح الجنوبي على ذات الحال التي أبعدتني عنه منذ عشرين عاما، خصوصا وأن رواية "خالتي صفية والدير" تدور أحداثها في الجنوب، حول الحب والانتقام والقتل والثأر، فيما أنا عاشق للكتابة التي تحمل طابعا فلسفيا، ويمكن تعميمها على الإنسانية كلها".

ويؤكد صالح البحر أنه لم يشعر بلذة انتصار مغامرة الإبداع داخله إلا بعدما توالتْ المسرحيات، وتكررتْ التجارب التي تخصه، بعد أن انتهى من تأليف مسرحيات "موت وردة" و"صحراء واسعة معتمة"، و"عتمة صبحي" و"ساعة ضبط النفس" ليعرف أن للإبداع وجوهًا كثيرة ومتعددة، وكلها صالحة للحب، وإثارة جذوة الجنون في روح المبدع.

ومن ناحية حركة المسرح الجنوبي يضيف "ربما لا يزال المسرح الجنوبي يعاني من نمطية الموضوعات التي يتناولها، وقلة الخبرات الفنية لكل العاملين به، إلا أنه يتطور بإمكانياته الفردية، وتبادل الخبرات الذي يحدث كلما أتى مخرج قاهري، أو تمت الاستعانة بممثلة من خارج الجنوب، وأظنه قادر في الفترة المقبلة على أن يلحق بركب المسرح المصري المعاصر، كحركة ثقافية قوية، لها وجودها وتأثيرها".

ويرى الروائي صالح البحر أن المغالاة في قيمة الإنتاج المسرحي التي حدثت مؤخرا، أدَّتْ إلى عرقلة طريقه، وقلصتْ من حجم وجوده الكبير بين الناس، وقدرته على التأثير فيهم. ويوضح "من المهم أن نهب المسرح حرية الإنتاج والوجود في كل قطاعات الحياة، أن نُعيد بعثه من جديد في المدارس والنوادي ومراكز الشباب، والفرق الحرة، وحتى في الشوارع، وألا نحصره في المؤسسة الثقافية ليكون رهنا لروتين الاعتياد، أو الفرق الخاصة لنجوم الكوميديا ليكون رهنا للتدهور، ومخاطبة الغرائز، أعتقد أن كل ما نقوم به من أداء حركي، أو لفظي، أمام الأهل أو الأصدقاء، لنقص عليهم موقفا ما مررنا به، هو شكل من أشكال مسرحة الحياة، ربما لو اهتممنا به، وطورناه، لأوجدنا الكثير من الأشكال المسرحية الجديدة، غير المسبوقة".

ويضيف: "في العامين السابقين حدث في قنا أن فقدت الحياة المسرحية الكثير من عناصرها التمثيلية، بسبب كِبر السن، وحالات الوفاة، وتغير ظروف الحياة، ولم ينقذها إلا المسرح الكنسي، الذي كبر أفراده على محبة المسرح، فخرجوا إلى الحياة ليمارسوا دورا أكبر، يستطيع أن يحتوي مواهبهم التي كبرتْ أيضا، وأرادتْ أن تُجسد أحلاما أخرى لمشاعر إنسانية أكبر، لذا من المهم أن نوسع نطاق الحياة المسرحية في كل مكان وزمان، لأنها حياة تشبه تتابع الموج على رمل الشاطئ، حياة متجددة لا تكف عن التأثير، ولا يمكن التنبؤ بحجم وشيشها في نفوس الناس وأرواحهم، وكلما انتهى فيها جيل احتاجتْ إلى أجيال بدلا منه".      

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة