الأربعاء 19 يونيو 2024

زكريا الحجاوي.. كشف ساهم في انتشار الفن الشعبي؟

الكاتب والفنان زكريا الحجاوي

ثقافة4-6-2024 | 15:10

إسلام علي

تحل اليوم، 4 يونيو، ذكرى ميلاد زكريا الحجاوي، والذي يعد أحد أهم رواد الفن الشعبي في مصر، والذذي ساهم في اكتشاف العديد من مواهب الغناء الشعبي، وفن بينهم الريس متقال قناوي، وخضرة محمد خضر.

ونستعرض خلال الأسطر التالية أبرز المحطات في حياة زكريا الحجاوي وكيف ساهم في انتشار الفن الشعبي، كما يأتي: 

ولد زكريا الحجاوي، في عام 1915م في إحدى قرى محافظة الدقهلية، كان ملحنا ومؤلفا كاتب أغاني، اشتهر بتقديمه للتراث الشعبي عبر وسائل الإعلام الحديثة مثل الصحافة والإذاعة والتلفزيون وفضلا عن اكتشافة المواهب الغنائية والموسيقية في جميع أنحاء مصر.

وكان الحجاوي شغوفا بالفن الشعبي المصري، ورأى أنه ينطوي على إبداعات هائلة تستحق أن تقدم وتعرض على الشاشات، لذلك السبب قرر أن يجوب جميع أنحاء مصر، من محافظة إلى محافظة، ومن قرية إلى أخرى، وذلك للبحث عن المواهب الخام.

فكان يلتقي بالمغنيين الشعبيين في البيوت والمقاهي، ويستمع إلى غنائهم وموسيقاهم ويقوم بدراسه جميع المواهب، ونجح "حجاوي"، في اكتشاف العديد من المواهب، وساعدهم في بدء مسيرتهم الفنية، سواء في الإذاعة والتليفزيون، أو المسرح، وكان على رأسهم: محمد طه، والريس متقال قناوي، وخضرة محمد خضر.  

اكتشف الحجاوي العديد من المواهب المميزة خلال رحلاته، وساعدهم على بدء مسيرتهم الفنية، وقدمهم للجمهور من خلال أعماله الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية، وكام منها على سبيل المثال لا الحصر: برنامج مواهب، وهو برنامج إذاعي، قدمه من إذاعة الإسكندرية، فضلا عن تأسيس مسرح المقطم للفن الشعبي عام 1962م.

أما على المستوى الشخصي، فقدم العديد من الكتب ومنها كتاب "الفولكلور المصري" يعد  أهم أعماله، حيث جمع فيه قصص وحكايات وأمثال شعبية مصرية، "أغاني البحارة"، والذي تناول فيه الأغاني والأهازيج التي كان يغنيها البحارة المصريون، فضلا عن كتابه "الأمثال الشعبية المصرية" وهو مجموعة من الأمثال التي تعكس الثقافة والحكمة الشعبية المصرية.

ومن أحد أهم أعماله زكريا الحجاوي كتاب "سعد اليتيم"، وهو عمل روائي مستلهم من التراث الشعبي المصري، ويحكي في هذا العمل قصة شعبية عن شخصية "سعد اليتيم" ومعاناته وانتصاراته، وتعكس الصراعات الاجتماعية والثقافية في الريف المصري.

واعتاد زكريا حجاوي، أن يجلس في المقاهي المشهورة التي كان عادة ما يتواجد فيها المثقفين والأدباء، ومنها  مقهى "عبدالله" في ميدان الجيزة الذي كان يجلس به الكاتب الساخر محمود السعدني وزكريا الحجاوي، حيث لعبت المقاهي المصرية وقتها مركزا محوريا للتفاعل الثقافي والأدبي، حيث لم تكن في الماضي مجرد أماكن للاسترخاء.

لُقّب الحجاوي بـ "أستاذ الفن الشعبي" و "سفير مصر الفني، ونال العديد من الجوائز والتي منها: وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وشهادة تقدير من أكاديمية الفنون المصرية، فضلا عن نوط فضي ووسامي الثورة والوحدة من اليمن، مما يعكس تأثيره وانتشار أعماله على مستوى عربي.

توفي في قطر عام 1975، تاركا وراءه إرثا غنيا من الفن الشعبي المصري.