الخميس 20 يونيو 2024

دور الموسيقى في التأثير على القرارات.. أسطورة أورفيوس

أسطورة أورفيوس

ثقافة6-6-2024 | 17:23

إسلام علي

تناولت أسطورة أورفيوس، شابا سميت على أسمه الأسطورة، والذي كان يمتلك موهبة موسيقية لم يسبقه إليها أحد من قبل، فكانت الأشجار والطيور والحيوانات تتحرك من مكانها وتأتي إليه من كل مكان لأجل أن تستمع إلى موسيقاه.

أراد أورفيوس ذات يوم أن يتزوج من حورية جميلة تسمى يوريديس، ولكن لسوء الحظ، توفيت في يوم الزفاف بسبب لدغة أفعى، ولم يستطع أورفيوس العيش بدون محبوبته، فقرر النزول للعالم السفلي المليء بالمخاطر، ولكن عن طريق موسيقاه، تمكن من تهدئة شياطين العالم السفلي وإقناع حارسه سيربيروس، من السماح له بدخول بوابة العالم السفلي.

التقى هناك أورفيوس، بإله وملكة العالم السفلي وهم هاديس وبيرسيفوني، وقررا منح فرصة ليوريديس للعودة إلى الحياة مرة أخرى، ولكن بشرط ألا ينظر إليها أبدا حتى صعودهما إلى العالم العلوي، موطنهم، ولكن في طريق عودتهم إلى عالمهم، لم يستطع أورفيوس مقاومة نفسه للنظر إلى محبوبته يوريديس، ففقدها إلى الأبد.

حزن أورفيوس مرة أخرى لفقدانه محبوبته، وعاش وحيدا بعيدا عن الناس، وانتهت حياته بشكل مأساوي عندما هاجمته مجموعة من الناس الذين رفضوا حبه، وقتلوه، ويقال أن رأسه انفصل عن جسده، وذهبت روحه إلى العالم السفلي واتحد مع محبوبته يوريديس.

عكست أسطورة أورفيوس، قدرة الفن والموسيقى، على تحريك مشاعر كل المخلوقات حتى الكائنات من العوالم الأخرى وذلك لكي يمتثلون لأمره، وهذا يدل على قوة الموسيقى في تغيير المزاج العالم للكائنات، ودلت شروط آلهة العالم السفلي لكي يسترجع أورفيوس محبوبته، على أن يتحكم الإنسان بنفسه وأن يثق بها لكي يتخطى كل العقات في حياته.

عكست رحلة أورفيوس إلى العالم السفلي، مدى حبه وتضحيته من أجل يوريديس، وذلك تدعيما لقيمة الحب الحقيقي، وبرز موضوع الحزن والفقدان، في تلك الأسطورة، كدليل على تأثير الحزن في الإنسان وإبداعه، فضلا عن نتائجه في الإنعزال التام.