قدم الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، تصريحًا خلال لقاءه الأسبوعي في برنامج "مع المفتي" مع الإعلامي شريف فؤاد على قناة الناس، حيث أكد على أهمية العلم النافع بكافة فروعه في حياة المسلمين.
وأضاف المفتي، أن العلم النافع يعد جزءًا لا يتجزأ من الدين، ولا يتجزأ عنه، وهو توأم للدين بحيث يتكاملان، وليس هناك تناقض بينهما.
وأوضح أن علماء المسلمين برعوا في العلوم الدينية والدنيوية على حد سواء.
وأشار مفتي الجمهورية إلى أن هناك علاقة قوية بين العلم والفتوى، حيث إن الفتوى الرشيدة لا تنفصل عن الواقع، بل يتطلب تطبيق الأحكام الشرعية فهمًا دقيقًا للواقع ومعرفة شاملة بالعلوم المختلفة.
وأوضح أن فهم الشريعة بشكل صحيح يتطلب فهمًا متعمقًا للواقع الاجتماعي والفكري، والتواصل مع الأفكار والأشخاص والأحداث، حيث يساهم هذا التفاعل في تحسين جودة الفتاوى وتطبيقها بشكل ملائم وسليم.
وأكد المفتي أنَّ موقع الفتوى يتطلب مسؤولية كبيرة واهتمامًا دقيقًا، إذ إن المفتي يُعتبر وكيلا عن رب العالمين وخليفة للأنبياء والمرسلين. أكد أيضًا على أن حاجة الناس للفتوى ترتبط بحاجتهم إلى فهم وتطبيق الكليات الخمس، وهي الأركان الأساسية للإسلام، مما يعني أهمية الفتوى في توجيه الناس لأداء الواجبات الشرعية بشكل صحيح.
وأوضح أن الشريعة الإسلامية تحث على الرجوع لأهل العلم والمتخصصين، مؤكدًا على دور العلم والتخصص في تحسين الحياة الاجتماعية وتطوير المجتمعات. وقد استعانت دار الإفتاء بالمتخصصين في مختلف المجالات لضمان أساس علمي قوي للفتاوى، كما أنها أصدرت موسوعة "المعلمة المصرية في العلوم الإفتائية" لتوضيح العلاقة بين العلوم الإفتائية والعلوم الحديثة.
وأكد المفتي على أن أهمية تقدير العلماء وتوقيرهم، مشددًا على أن العلم في جميع مجالاته يحظى بالتقدير في الشريعة الإسلامية، وأن طلب العلم من فروض الكفاية في الشريعة، مؤكدًا على عدم وجود تناقض بين العلوم الدينية والدنيوية أو بين الفتوى الرشيدة والعلم النافع.
وأكد المفتي على أن الاجتهاد يعد ضرورة أساسية في العمل العلمي، حيث يتعامل الفقيه مع النصوص الشرعية لتطبيقها على واقع الناس في بلاد مختلفة وظروف متنوعة.
وأشار إلى أن الهدي النبوي جعل الاجتهاد الشرعي واجبًا عند التعامل مع التحديات الجديدة والتغيرات في الواقع، معتبرًا أن النصوص الشرعية قابلة للتطبيق في كل الأحوال والظروف.
وأضاف المفتي أنه لا يوجد اجتهاد محظور في العقل الفقهي، بل يجب على الفقهاء الاستجابة لمتطلبات العصر وإيجاد حلول للمشكلات التي تطرأ بناءً على تطور المجتمع وتغير الظروف. وأكد على أنه يجب أن يتم الاجتهاد وفقًا للضوابط الشرعية والعلمية، ويجب على الفقهاء أن يكونوا مؤهلين للتعامل مع النصوص الشرعية.
واختتم المفتي حديثه بالتأكيد على أهمية الأخلاق في البحث العلمي، مؤكدًا أن العلماء في مجالات مختلفة يصرون على تفعيل الأخلاقيات في بحوثهم، مما يبرز أهمية هذه القيم في تقدم العلوم وتطور المجتمعات.