لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.
لم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الملكات التي كان لها دورا في الحكم وذات طموح كبير.
تعد من ضمن الرواد اللذين نهضوا بالصحافة في مصر، ومؤسسه المجلة الأسبوعية "روز اليوسف"، كانت من أشهر الفنانات، بدأت التمثيل في سن صغيرة حتى قررت اعتلاء المسرح وعمرها 14 عامًا، إنها الصحفية والممثلة المسرحية "روز اليوسف".
ولدت روز اليوسف في 1 يناير عام 1898، في بيروت، هي ابنه محيي الدين اليوسف كان تركي الأصل، وعمل تاجرًا، اضطر ابيها للسفر إلى بيروت وتركها في رعاية أقاربه ولكن انقطعت أخباره ولم يتوصلوا إليه، حتى قررت تلك الأسرة أن تتولى تربيتها ورعايتها وأخفت عنها حقيقة عائلتها، وأطلقوا عليها "روز"، وكان اسمها الحقيقي "فاطمة".
جاءت روز اليوسف إلى مصر بعدما علمت حقيقة عائلتها، وقررت التمثيل حتى اكتشفها الفنان عزيز عيد، عملت في البداية كومبارس حتى جاءت لها الفرصة عندما اختارها عزيز عيد لدور سيدة عجوز رفضته كل ممثلات الفرقة، وقد قدمت دورها بعبقرية لاقت تفاعلًا كبيرا من الجمهور، كما أدت مقطوعات موسيقية مع محمد عبد القدوس، ثم تعرفت على المخرج المسرحي إسكندر فرح والذي علمها التمثيل وضمها إلى أسرته.
انضمت روز اليوسف لفرقة جورج أبيض عندما كوّنها عام 1912، ولمع أسمها أثناء عملها مع يوسف وهبي بعد أن كوّن فرقه رمسيس عام 1923، وكانت بطلة الفرقة، زادت شهرتها عندما مثّلت دور "مارجريت جوتيه" في رواية "غادة الكاميليا" ونالت لقب "برنار الشرق".
اعتزلت روز التمثيل واتجهت إلى الصحافة، وأصدرت مجلة "روز اليوسف"، في أكتوبر 1925م وتعد مجلة فنية، وقد انتشرت وحققت نجاحًا كبيرًا، حتى تحولت إلى مجلة سياسية، وبعد 10سنوات فشلت المجلة وأصدرت صحيفة روز اليوسف، حتى أصبحت جريدة قوية ومشهورة.
لم تتوقف اسهامت روز اليوسف الصحفية والأدبية فقد أصدرت الكتاب الذهبي وسلسلة كتب فكرية وسياسية، عام 1956م، ثم كتابًا بمذكراتها هو «ذكريات» ومجلة صباح الخير، فكان شعارها «للقلوب الشابة والعقول المتحررة» فكانت مثل الجامعة تخرج منها أكبر نجوم الصحافة في العصر الحديث.
تزوجت روز اليوسف 3 مرات فهم: محمد عبد القدوس وأنجبت منه الكاتب الكبير والأديب المصري المعروف "إحسان عبد القدوس" ثم تزوجت من المسرحي زكي طليمات، ثم من المحامي قاسم أمين حفيد قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة.
توفيت "روز اليوسف" في 9 ابريل عام 1958، التي كانت تعد أيقونة في عالم الفن والصحافة.