السبت 21 سبتمبر 2024

شوارع المحروسة.. شارع السيوفية سكن فيه الطبقة الحاكمة وصفوة المماليك

شارع السيوفية

ثقافة10-6-2024 | 01:52

أحمد البيطار

يعد شارع السيوفية من أهم الشوارع بمصر الإسلامية فهو جزء من الشارع الأعظم الذي يبدأ من تقاطع شارع محمد علي وينتهي عند تقاطعه من شارع الصليبة، وسمي بهذا الإسم نسبة لورش السيوف التي كانت منتشرة فيه خلال العصر المملوكي.

شارع السيوفية

يعكس شارع السيوفية التطور التاريخي لهذه المنطقة، حيث أن بداية نشأته كانت جزء من مدينة القطائع، وشهد عمرانًا ملموسًا بالعصر الفاطمي، وكان في العصر الأيوبي محاطًا بالبساتين ويطل على بركة كبيرة يطلق عليها "بركة الفيل"، وكان لتشييد قلعة صلاح الدين سنة 572هـ/ 1176م أثرًا كبيرًا في امتداد العمران إلى تلك المنطقة، وأصبح الشارع بعد ذلك في العصر المملوكي سكنًا لأفراد الطبقة الحاكمة وصفوة المماليك، واستمر الوضع هكذا في العصر العثماني وعصر أسرة محمد علي.

يضم شارع السيوفية مجموعة من الآثار الإسلامية بأنواعها المختلفة من قصور ومساجد وتكايا وقباب ضريحية، وأسبلة والتي ترجع إلى عصور مختلفة ومن أشهر تلك الآثار قصر الأمير طاز والتكية المولوية .

قصر الأمير طاز

يقع قصر الأمير طاز بشارع السيوفية، وهو أحد القصور التاريخية التي أنشئت خلال عصر المماليك في مصر، أنشأه صاحبه الأمير سيف الدين طاز بن قطغاج، أحد الأمراء البارزين في عصر دولة المماليك البحرية، والذي بدأ يظهر اسمه خلال حكم عماد الدين إسماعيل بن الناصر محمد بن قلاوون إلى أن أصبح في عهد أخيه الصالح زين الدين حاجى أحد الأمراء ممن بيدهم الحل والعقد في الدولة في ذلك الوقت.

تبلغ مساحة القصر الاجمالية أكثر من ثمانية آلاف متر مربع وهو عبارة عن فناء كبير في الوسط خصص كحديقة تتوزع حولها من الجهات الأربع مباني القصر الرئيسية والفرعية وأهمها جناح الحرملك والمقعد أو المبني الرئيسي المخصص للاستقبال واللواحق والتوابع والإسطبل.

أما الآن فلم يتبق من هذه المباني سوي الواجهتين الرئيسية المطلة علي شارع السيوفية والخلفية المطلة علي حارة الشيخ خليل وهي التي بدأ منها الانهيار والمقعد الذي تم تجديده في عهد علي أغا دار السعادة صاحب السبيل والكتاب الملحقين بالقصر وجزء صغير من قاعات الحرملك فضلا عن القاعات المستحدثة التي استخدمت كمخازن أو قاعات دراسية في عصور لاحقة.