أكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الدكتور رضا حجازي، العلاقات الوثيقة التي تربط مصر بدول القارة الإفريقية، مشيرًا إلى حرص الدولة على تعزيز هذه العلاقات من أجل تعزيز التعاون وتحقيق التنمية المستدامة في القارة.
جاءت هذه التصريحات خلال لقاء وزير التربية والتعليم والتعليم الفني اليوم الاثنين مع وفد وزراء التربية والتعليم من مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (SADC)، الذي ضم ممثلين من عدة دول، بينها أنجولا، بوتسوانا، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وليسوتو، وغيرها.
وأثنى الوزير على دعم الدولة المصرية لقطاع التعليم وتحولها الرقمي، مشيرًا إلى أن وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تعمل بجد على تعزيز هذا التحول الرقمي كجزء من استراتيجيتها، بهدف تلبية احتياجات سوق العمل وتطوير المهارات الرقمية للطلاب.
واستعرض الوزير برنامج إصلاح التعليم في مصر والذي بدأ عام 2018، مشيرًا إلى أن الخطة الاستراتيجية 2024 / 2029، مبنية فى ضوء برامج عمل الحكومة الثلاثة بناء الإنسان المصري، والتعليم من أجل التشغيل، وحماية الأمن، وهناك ثلاثة محاور أساسية استراتيجية، وهي الإتاحة والجودة، والحوكمة، مشيرًا إلى أن التحول الرقمي يتداخل مع كل هذه المحاور.
وأوضح الوزير أن مصر لديها تجربة قوية وواضحة في إعداد بنوك الأسئلة والامتحانات الإلكترونية، مشيرًا إلى أنه يتم سحب الاختبارات من بنوك الأسئلة وفق المواصفات الفنية للامتحانات القائمة على الفهم البسيط والفهم العميق والمستويات العليا.
وأشار إلى أنه يتم إجراء الامتحانات الإلكترونية للصفين الأول والثاني الثانوى من خلال 2500 مدرسة مزودة بشبكة فايبر، ويتم ربطهم بقاعدة بيانات، مضيفًا أن عملية التصحيح فى الثانوية العامة تتم إلكترونيًا.
وتابع حجازي أن مصر من الدول القليلة التي استكملت التعليم أثناء جائحة كورونا، وذلك لوجود بنية تكنولوجية قوية، وكوادر بشرية قادرة على استخدام التكنولوجيا، كما اهتمت الوزارة بتوفير المصادر الرقمية المتنوعة للطالب على موقع الوزارة من خلال منصة البث المباشر حصص مصر، ومنصة التعليم المصري، وبوابة التعليم الإلكتروني، حيث توفر هذه المنصات الكتب وأدلة المعلم الرقمية، وقنوات البث الفضائي والمناهج التفاعلية للمواد الدراسية، من خلال برمجيات تفاعلية تتيح للطالب التعلم عبر هذه البرمجيات وتقييم مدى تعلمه، فضلًا عن وجود السبورات الذكية، كما أن هناك اهتمام بالمدارس الذكية التي تخدم المناطق ذات الكثافة العالية.
وأكد الوزير اهتمام الوزارة بتدريس الطلاب بداية من الصف الرابع الابتدائي تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وكذلك في المرحلة الإعدادية، مضيفًا أن الوزارة تمتلك سبل وآليات التعليم الإلكترونى لدعم المعلم بالتكنولوجيا ومساعدته في أداء دوره بكفاءة.
كما أشار الوزير إلى أن الوزارة احتفلت أمس بتكريم الفائزين في المسابقة الوطنية (معلم مبتكر من أجل الغد) لإنشاء المحتوى الرقمي بالتعاون مع اليونسكو، حيث يتم تدريب المعلمين على إنتاج مواد تعليمية رقمية.
وأضاف الوزير أن معظم الدول تعاني من الكثافة العالية للطلاب والعجز في أعداد المعلمين وأن التحول الرقمى هو أحد أهم الحلول لهذه المشكلات من خلال اتباع نهج دمج التكنولوجيا في التعليم.
ومن جانبه، أعرب وفد تنمية الجنوب عن سعادته بهذا اللقاء المهم، مشيدًا بما تحقق من تطوير في منظومة التعليم قبل الجامعي في مصر، وما تحقق من نجاحات للشراكات مع القطاع الخاص.
وخلال اللقاء تم استعراض دور المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي ومهامه في تحديد السياسات الخاصة بتقييم الطلاب، والاهتمام في النظام التعليمي الجديد بتغيير سياسة التقييم في المرحلة الثانوية، القائمة على قياس المستويات المعرفية العليا بدلا من الحفظ والاستذكار، وإعداد بنوك للأسئلة، وتدريب عدد من المعلمين والخبراء على كيفية كتابة المفردات الاختبارية، وسحب الأسئلة وفق خريطة الاختبار.
كما تطرق اللقاء لأهم ملامح تطوير المناهج والتي تعتمد في المرحلة الابتدائية على المهارات الحياتية والقيم الإنسانية، واستكمال التطوير لمناهج المرحلة الإعدادية والتي تركز على تحسين جودة الطلاب وأسرهم، وكذلك الاهتمام بنواتج التعلم والمشروعات البحثية واللغات ومجالات تكنولوجيا الاتصالات والبرمجة وريادة الأعمال وإدماج القضايا المعاصرة في المناهج من أجل بناء شخصية الطالب.
وقد ناقش اللقاء أيضا آليات الوزارة للارتقاء بمستويات أداء المعلمين وتطوير مهاراتهم وقدراتهم المهنية بما يتماشى مع التطوير المستهدف للمنظومة التعليمية، وذلك من خلال تطوير مجموعة من البرامج والحقائب التدريبية التي تتماشى مع أحدث التوجهات العالمية؛ لمواكبة التطور المعرفي والتكنولوجي وتحقيق جودة العملية التعليمية.
كما تناول اللقاء ملامح استراتيجية الوزارة لتطوير التعليم الفني والتى تضمنت تحسين ضمان جودة برامج التعليم الفني بإنشاء أكاديمية مستقلة، وإعادة بناء مناهج التعليم الفني على أساس منهجية الجدارات، وتدريب معلمي التعليم الفني على تدريس المناهج الجديدة وتقييم طلابها، وإشراك القطاع الخاص فى تطوير التعليم الفني.
وقد رحب الوزير بالتعاون مع مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (SADC) وتبادل الخبرات والزيارات في هذا المجال، وإنشاء منصات تعليمية مشتركة بين دول المجموعة لخدمة كل من الطلاب والمعلمين بما يدعم تطوير وتنفيذ استراتيجيات دول المجموعة.
حضر اللقاء من مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (SADC) نثوي رابابا وزير التعليم في ليسوتو، وأنجيل ماكومبو نتومبا نائب الأمين التنفيذي للتعليم الإقليمي، ولويزا ماريا جريلو وزيرة التعليم في أنجولا، و إستر آنا نجيبوندوكا وزيرة التعليم والفنون والثقافة في ناميبيا، ونوريانا مونيكو مسيتيكا الأمين الدائم لوزارة التعليم في زامبيا..كما حضرت صايمة شانيكا المسئولة عن الدعوة والشراكة الاستراتيجية ببرنامج الغذاء العالمي.
وحضر من جانب وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور أحمد ضاهر نائب الوزير للتطوير التكنولوجي، والدكتور رمضان محمد مساعد الوزير للامتحانات والتقويم التربوي، والدكتورة شيرين حمدي مستشار الوزير للعلاقات الدولية والاتفاقيات والمشرف على الإدارة المركزية لشئون مكتب الوزير، والدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، والدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني، والدكتورة هالة عبد السلام رئيس الإدارة المركزية للتعليم العام، والدكتورة رضا حسين بالإدارة العامة للعلاقات الدولية.