تحل اليوم، 13 يونيو، ذكرى وفاة الكاتب والفيلسوف الفرنسي، روجيه غارودي، الذي أثار جدلا واسعا حول أفكاره التي تتنوع من الدين والتاريخ إلى النقد الثقافي.
ولد "روجيه غارودي"، في 17 يوليو من عام 1913، ولد لأسرة كاثوليكية، ثم توجه للمذهب البروستانتي، وعاد بعدها إلى المذهب الكاثوليكي، وأعتنق الإسلام في الأخير.
كان في بداية حياته عضوا في الحزب الشيوعي الفرنسي، ولكنه طرد من الحزب بسبب انتقاده الشديد لغزو السوفيت لتشيكوسلوفاكيا وخلال حياته، كتب غارودي العديد من الكتب التي تناولت مواضيع متنوعة تشمل الفلسفة، والسياسة، والدين، والتاريخ، والنقد الثقافي.
اعتبر غارودي مفكرا عميقا ومستقلا يسعى لفهم وتفسير القضايا المعقدة بطريقة شاملة، فحصل على تقدير واسع بسبب شجاعته في تناول مواضيع جدلية وانتقاده للمؤسسات القوية ، وواجه غارودي انتقادات حادة وذلك بسبب انتقاده لما يحدث في العالم من حروب ومجاعات، فضلا عن مهاجمته الديكتاتورية، كما رأى البعض أن تحوله المتكرر بين الأديان والأيديولوجيات يعكس عدم استقراره الفكري.
كتب "روجيه غارودي"، العديد من الأعمال ومنها كتابه "وعود الإسلام"، والذي كتبه بعد إعلان إسلامه، و استكشف فيه التعاليم الإسلامية وتأثيرها الإيجابي على الإنسانية، بحثيث ناقش المبادئ الأساسية للإسلام مثل التوحيد، والعدالة الاجتماعية، والأخلاق، ويقارنها مع القيم الغربية، ويعتبر الكتاب محاولة لفهم الإسلام من منظور غربي، وأشاد به العديد من النقاد لمقاربته المتوازنة والمنصفة للدين الإسلامي، لكنه أيضا واجه انتقادات لكونه يقدم نظرة مثالية غير واقعية أحيانا.
وتناول في عمله الثاني، "الإسلام في الغرب"، التفاعل بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، مع التركيز على التأثيرات الثقافية والعلمية المتبادلة، يبرز غارودي مساهمات المسلمين في العلوم والفنون والفكر الغربي، وحظي الكتاب بتقدير لكونه يسلط الضوء على الجوانب المجهولة أو المغفلة من التاريخ الإسلامي والغربي، ومع ذلك، اعتبر بعض النقاد أنه يغفل بعض الجوانب السلبية لهذا التفاعل.
ودعا روجيه، في عمله، "نداء للأحياء"، للتأمل في قضايا الإنسانية الكبرى مثل السلام والعدالة والبيئة، إذ دعا الكاتب إلى تغيير شامل في النظام العالمي من أجل تحقيق مستقبل أفضل للبشرية، وأشاد النقاد برؤية غارودي الإنسانية والشاملة، لكنهم أشاروا إلى أن بعض أفكاره قد تكون طوباوية أو صعبة التحقيق.
توفي الكاتب والفيلسوف "روجيه غارودي" عام 2013، عن عمر يناهز ال95 عاما، ويبقى غارودي شخصية مثيرة للجدل في الفكر الفرنسي والعالمي، حيث جمع بين الفلسفة والنقد الاجتماعي والديني والسياسي في أعماله، مما جعله موضوعا دائما للنقاش والتحليل