الخميس 27 يونيو 2024

ديوان العرب.. يا راكِبا إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن.. قصيدة دريد بن الصمة

تعبيرية

ثقافة22-6-2024 | 01:41

فاطمة الزهراء حمدي

تُعد قصيدة «يا راكِبا إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن» للشاعر دريد بن الصمة، إحدى أهم القصائد التي عرفها تاريخ الشعر العربي، والتي حفظها العرب، وتناقلوها فيما بينهم.

 

ويعرف « دريد بن الصمة» بأنه أحد أبرز الشعراء في العصر الجاهلي الذين كتبوا قصائد تميزت بالوصف والإنسانية وقوة التشبيه، وعلى رأسها قصيدة «يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن».

 

تعتبر قصيدة «يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن»، من أجمل ما قيل في الشعر العربي، ومن أشهر القصائد، وتحتوي على 17 بيتًا، وصف بها الشاعر صراعه مع الزمن، ومع نفسه، وتباهيه بقوته وكرمه.
وإليكم القصيدة..


يا راكِباً إِمّا عَرَضتَ فَبَلِّغَن
أَبا غالِبٍ أَن قَد ثَأَرنا بِغالِبِ
قَتَلنا بِعَبدِ اللَهِ خَيرَ لِداتِهِ
ذُؤابَ بنَ أَسماءَ بنِ زَيدِ بنِ قارِبِ
وَأَبلِغ نُمَيراً إِن مَرَرتَ بِدارِها
عَلى نَأيِها فَأَيُّ مَولىً وَطالِبِ
وَعَبساً قَتَلناهُم بِحُرِّ بِلادِهِم
بِمَقتَلِ عَبدِ اللَهِ يَومَ الذَنائِبِ
جَعَلنا بَني بَدرِ وَشَمخاً وَمازِناً
لَنا غَرَضاً يَزحَمنَهُم بِالمَناكِبِ
فَلِليَومِ سُمّيتُم فَزارَةَ فَاِصبِروا
لِوَقعِ القَنا تَنزونَ نَزوَ الجَنادِبِ
فَإِن تُدبِروا يَأخُذنَكُم في ظُهورِكُم
وَإِن تُقبِلوا يَأخُذنَكُم بِالتَرائِبِ
وَإِن تُسهِلوا لِلخَيلِ تُسهِل عَلَيكُمُ
بِطَعنٍ كَإيزاعِ المَخاضِ الضَوارِبِ
إِذا أَحزَنوا تَغشَ الجِبالَ رِجالُنا
كَما استَوفَزَت فُدرُ الوُعولِ القَراهِبِ
تَكُرُّ عَلَيهُم رَجلَتي وَفَوارِسي
وَأُكرِهَ فيهُم صَعدَتي غَيرَ ناكِبِ
وَمُرَّةَ قَد أَخرَجنَهُم فَتَرَكنَهُم
يَروغونَ بِالصَلعاءِ رَوغَ الثَعالِبِ
وَأَشجَعَ قَد أَدرَكنَهُم فَتَرَكنَهُم
يَخافونَ خَطفَ الطَيرِ مِن كُلِّ جانِبِ
وَثَعلَبَةَ الخُنثى تَرَكنا شَريدَهُم
تَعِلَّةَ لاهٍ في البِلادِ وَلاعِبِ
وَلَولا جَنانُ اللَيلِ أَدرَكَ رَكضُنا
بِذي الرِمثِ وَالأَرطى عِياضَ بنَ ناشِبِ
فَلَيتَ قُبوراً بِالمَخاضَةِ أَخبَرَت
فَتُخبِرُ عَنّا الخُضرَ خُضرَ المُحارِبِ
رَدَ سناهُمُ بِالخَيلِ حَتّى تَمَلَّأَت
عَوافي الضِباعِ وَالذِئابِ السَواغِبِ
ذَريني أُطَوِّف في البِلادِ لَعَلَّني
أُلاقي بِإِثرٍ ثُلَّةً مِن مُحارِبِ