الثلاثاء 18 يونيو 2024

توطيد العلاقات الاجتماعية بالتزاور والتلاقي وصلة الأرحام .. موضوع خطبة صلاة عيد الأضحى

صلاة العيد

تحقيقات15-6-2024 | 14:33

محمود غانم

تنشر بوابة "دار الهلال" نص خطبة صلاة عيد الأضحى المبارك، حيث تؤكد الخطبة على أن هذا اليوم من أعظم أيام الله، وفرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية بالتزاور والتلاقي وصلة الأرحام.

 إلى نص الخطبة

الحمد لله رب العالمين الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا، والحمد الله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سَيِّدَنا ونبينا محمدًا عبده ورسولُهُ اللَّهُمَّ صَلِّ وسلَّمْ وَبَارِكْ عَلَيه وعَلَى آلِهِ وصحبه، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحسان إلى يوم الدين، وبعد: 

فإن الأعياد أيام خير وبركة ومواسم فرحة وبهجة حيث تتلاقى الوجوه والقلوب، تحفها البسمة الصافية والسعادة الصادقة، يقول الحق سبحانه: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}، وعندما قَدِمَ نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم) الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمِ الْفِطْرِ، وَيَوْمِ النَّحْرِ).

ويوم عيد الأضحى المبارك من أعظم أيام الله عز وجل، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): (أَعْظَمُ الْأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ)؛ ويوم القَرّ: هو اليوم الذي يلي يوم النحر؛ لأن الناس يقرون فيه بمنى بعد فراغهم من أعمال يوم النحر.

وفي عيد الأضحى تتجلى مظاهر الفرح، وتتلاقى مواطن السرور؛ حيث يفرح حجاج بيت الله الحرام بأداء مناسكهم، بعد أن أتم الله عليهم النعمة وأجزل لهم المثوبة والمنة بطوافهم بالبيت الحرام وسعيهم بين الصفا والمروة، ووقوفهم على عرفات حيث التعرض للبركات والرحمات، كما يفرح المسلمون في بقاع الدنيا بذبح الأضاحي تقرباً إلى الله (عز وجل)، وإدخالا للسرور على الفقراء والمحتاجين، وتحقيقًا للتكافل والتراحم بين أبناء المجتمع.

وهنا نستحضر قصة الخليل إبراهيم (عليه السلام مع ابنه إسماعيل عليه السلام) بما تحمله من قوة الإيمان بالله وحُسن الانقياد والاستسلام لأمره سبحانه حيث تجلت فيها أعلى درجات التضحية وأصدق آيات التسليم لله رب العالمين، فقد رزق الله (عز وجل) خليله (عليه السلام) الولد بعد شوق وطول انتظار، فلما بلغ معه السعي ونضرة الصبا جاء الابتلاء العظيم، والأمر الإلهي بذبح الوالد لولده حيث يقول الحق سبحانه: {فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلَامٍ حَلِيمٍ * فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى}، فكانت الطاعةُ المطلقة لأمر الله (عز وجل) من إسماعيل (عليه السلام): {يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ}.

ثم جاءت عطاءات الله (عز وجل) المتتابعة، بعد أن استسلم الولد والوالد لأمر لله رب العالمين، فكان الفداء العظيم، حيث يقول تعالى: {فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ}، فسلام على سيدنا إبراهيم (عليه السلام)، وسلام على سيدنا إسماعيل عليه السلام وسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم).

الحمد لله والله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وعلى آله وصحبه أجمعين.

فنؤكد أن العيد فرصة لتوطيد العلاقات الاجتماعية بالتزاور والتلاقي وصلة الأرحام، ونشر المودة والرحمة بين الناس، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم)

(من أحَبَّ أن يُبسَطَ له في رزقه، ويُنسأ له في أثره فلْيَصِلْ رَحِمَه)، ويقول سبحانه في الحديث القدسي: (أَنَا الرَّحْمَنُ، خَلَقْتُ الرَّحِمَ، وَشَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِي، فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ، وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعْتُهُ)، ويقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): (صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْحِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ)، ويقول (صلى الله عليه وسلم): (لَيْسَ الوَاصِلُ بِالمُكَافِي، وَلَكِنَّ الوَاصِلَ الَّذِي إِذَا انْقَطَعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا).

اللهم احفظ بلادنا مصر وسائر بلاد العالمين وكل عام وأنتم بخير..