الجمعة 27 سبتمبر 2024

«أيام أكل وشرب وذكر لله» ..مناسك الحجاج والسنن المستحبة في أيام التشريق

رمي الجمرات

تحقيقات17-6-2024 | 10:09

أماني محمد

بدأ اليوم أول أيام التشريق، والتي تستمر من ثاني أيام عيد الأضحى وحتى رابع أيام العيد، وفيها يواصل الحجاج أداء مناسك الحج، بعد أن أدوا ركن الحج الأعظم في يوم عرفة، وتأديتهم لمناسك رمي جمرة العقبة الكبرى والحلق والتقصير وطواف الإفاضة أمس الأحد أول أيام عيد الأضحى.

وأيام التشريق من الأيام الوارد فضلها في السنة النبوية والتي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم إنها "أيام أكل وشرب وذكر لله"، أما الحجاج فيؤدون فيها مناسك رمي الجمرات الثلاثة.

ما هي أيام التشريق

وقال الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، إن أيام التشريق هي الأيام اللي ذكرها الله تبارك وتعالى في قوله تعالى "واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه من تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى"، موضحا أن أيام التشريق هي ثلاثة أيام، من 11 وحتى 13 من ذي الحجة، واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها أيام اكل وشرب وذكر لله.

وأكد في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن هذه الأيام يؤدي الحجاج مناسك رمي الجمرات، ويكون رميهم في اول يوم بعد الزوال، ويبيتون في منى، مشير إلى أن الحكمة من هذه الأمور أن الله تبارك وتعالى يجمع الحجاج في مكان واحد وفي وقت واحد وعلى لسان واحد كلهم ينادون بشعار لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك.

لماذا سميت أيام التشريق بهذا الاسم؟

ويوضح أن أيام التشريق، سميت بذلك لان الناس في القدم لم تكن هناك ثلاجات ولا فريزرات، لحفظ اللحوم او غيرها، فكانوا ينشرون اللحوم، وهي لحوم الأضاحي في الشمس، ولكثرة نشرها سميت بأيام التشريق، بسبب إشراق الشمس على هذه اللحوم، مضيفا أنه يحرم فيها على غير الحاج الصيام لأنها أيام اكل وشرب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ، والناس يكبرون فيها عقب الصلوات، وتنتهي أيام التشريق إلى آخر يوم، عقب صلاة العصر.

وأضاف أنه في التعجل في الحج، فقد رخص الله سبحانه وتعالى الأمر للناس من الحجاج، وهو الذي بين سبل هذه المسألة، فمن أراد أن يتعجل في يومين، في رمي الجمرات فليتعجل، ومن أراد أن يبقى الثلاثة أيام في منى فليبقى، موضحا أن الأمر من اجل سهولة الأمر على الناس وتيسيره عليهم وضع الأمرين، فهذا كله موافق لأمر الله الذي شرع ذلك.

وعن آخر وقت لذبح الأضاحي، فقال إنه ينتهي وقت ذبح الأضاحي في آخر يوم من أيام التشريق وهو رابع أيام العيد وقبل غروب الشمس، لكن إسراع في الذبح في الأيام الأولى مطلوب، مضيفا أن الله سهل الأمر فلا ينبغي تعقيد المسائل، ومن لم يستطع أول أو ثاني أو ثالث أيام العيد، فالأمر مفتوح معه لآخر أيام العيد فالله يريد اليسر ولا يريد العسر.

مناسك الحج في أيام التشريق

وتبدأ أعمال أيام التشريق بالنسبة للحج من المبيت بمنى ليلة الحادي عشر والثاني عشر، وكذلك الثالث عشر، والمبيت بمنى أيام التشريق سنة ليس واجبًا عند جماعة من الفقهاء كالسادة الحنفية، وهو قول للإمام أحمد وقول للإمام الشافعي، بناء على أنَّ المبيت ليس مقصودًا في نفسه، بل مشروعيته لمعنى معقول، وهو الرفق بالحاجّ؛ بجعله أقرب لمكان الرمي في غده، فهو مشروع لغيره لا لذاته، وما كان كذلك فالشأن فيه ألا يكون واجبًا، وعليه: فمن احتاج أن يكون بمكة ليلًا أو حتى جدة فلا بأس بتقليد مَن لم يوجب المبيت.

والمطلوب فعله أيام منى هو رمي الجمرات الثلاث، كل واحدة بسبع حصيات متعاقبات، يُكَبِّر مع كل حصاة، يبدأ بالأولى وهي أبعدهن عن مكة، ويقف بعد رمي الجمرة الأولى والوسطى يدعو اللَّه مُسْتَقْبِلًا القبلة، ولا يقف بعد رمي الأخيرة.

وأوضحت الإفتاء أنه يجوز رمي الجمرات قبل الزوال وبعده، كما هو مذهب طائفة من السلف والخلف، ومَنْ أتَمَّ الرمي في اليوم الثاني عشر، وهو ثاني أيام التشريق، فله أن يتعجّل فيخرج من منى قبل غروب الشمس، والأفضل أن يتأخر فيرمي الجمرات الثلاث في اليوم الثالث عشر؛ قال الله تعالى: ﴿وَاذْكُرُوا اللهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: 203].