الثلاثاء 26 نوفمبر 2024

عرب وعالم

نيويورك تايمز: زيارة بوتين لكوريا الشمالية إشارة على تعميق العلاقات العسكرية

  • 17-6-2024 | 19:01

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

طباعة

رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكوريا الشمالية المقررة غدا للقاء زعيمها كيم جونج أون، إشارة على أن الدولتين تعملان على تعميق علاقاتهما العسكرية لدعم الحرب الروسية في أوكرانيا باستخدام الأسلحة الكورية الشمالية.

وذكرت الصحيفة - في تقرير اليوم الإثنين - أن هذه الزيارة بالنسبة إلى كيم تعتبر لحظة نادرة إذ تسعى بلاده المنبوذة من الدول الغربية للحصول على حليف، أما بالنسبة لروسيا فهذه الزيارة تعزيز للعلاقات مع دولة تزودها بالذخائر التي تحتاجها بشدة في حربها مع أوكرانيا.

يُشار إلى أن آخر زيارة قام بها بوتين لكوريا الشمالية كانت عام 2000؛ حيث كان أول زعيم روسي أو سوفييتي يزورها، لكن زيارة الغد تسلط الضوء على الأهمية الاستراتيجية المتنامية لكوريا الشمالية بالنسبة لروسيا وخاصة في ظل قدرتها على توفير الأسلحة التقليدية التي يحتاجها الجيش الروسي لحربه في أوكرانيا. 

وكانت بيونج يانج وموسكو، حليفتين في حقبة الحرب الباردة، ولكن فترت علاقاتهما بعد تفكك الاتحاد السوفييتي، إلا أنهما خلال العامين الماضيين ازداد قربهما مرة أخرى نتيجة للعداوة المشتركة تجاه الولايات المتحدة من جانب روسيا بسبب حربها ضد أوكرانيا ومن جانب كوريا الشمالية بسبب برنامجها للأسلحة النووية.

وكان بوتين وكيم قد التقيا في روسيا - خلال سبتمبر الماضي - وكان هذا اللقاء بداية عصر جديد للعلاقات بين البلدين.

وأعلن الكرملين اليوم عن زيارة الرئيس الروسي لكوريا الشمالية وقال في بيان إنه بناء على دعوة من كيم جونج أون سيقوم بوتين بزيارة دولة ودية إلى كوريا الشمالية يومي 18 و19 يونيو. وقبل أيام من الإعلان عن الزيارة تعهد الكرملين بتعزيز التعاون مع كوريا الشمالية في جميع المجالات.

ومع استمرار الحرب في أوكرانيا وجدت روسيا نفسها في حاجة ماسة إلى الأسلحة التقليدية، خاصة قذائف المدفعية والصواريخ، ولدى كوريا الشمالية الكثير لتقدمه في هذا الجانب، وفي المقابل يريد الزعيم الكوري الشمالي تحديث أنظمة أسلحته وروسيا لديها التقنيات العسكرية المتقدمة والمساعدات أخرى لتقدمها.

فمنذ أن بدأت روسيا عمليتها العسكرية في أوكرانيا - خلال فبراير 2022 - أرسلت كوريا الشمالية إلى روسيا آلاف الحاويات من الذخائر وردت موسكو بالمثل بإرسال آلاف الحاويات المليئة بالمساعدات الاقتصادية وغيرها، وفقا لمسؤولين من الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية.

وقبل زيارة بوتين المقررة بعدة أسابيع، قام كيم بزيارة مصانع الذخيرة في كوريا الشكالية ليتفاخر بما يمكن أن يقدمه لروسيا حيث أشاد بزيادة الإنتاج واستعرض مستودعات مليئة بالصواريخ الباليستية قصيرة المدى من نوع مماثل للصواريخ التي قالت واشنطن إن روسيا أطلقتها على أوكرانيا.

وعلى الرغم من أن موسكو وبيونج يانج تنفيان تجارة الأسلحة ولكن في قمة مجموعة السبع في إيطاليا - الأسبوع الماضي - أدان زعماء مجموعة السبع التعاون العسكري المتزايد بين البلدين وتصدير بيونج يانج للصواريخ الباليستية واستخدام روسيا لها ضد أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي الكوري الجنوبي تشانج هو جين "إن حقيقة قيام بوتين بهذه الزيارة تعني أن روسيا في حاجة ماسة لأسلحة كوريا الشمالية بسبب حربها في أوكرانيا، وسيحاول الكوريون الشماليون الحصول على أكبر قدر ممكن في المقابل".

وأوضح تشانج أن "كوريا الجنوبية حذرت موسكو من أنها لا ينبغي أن تتجاوز خطوطًا معينة"، حيث تكهن بعض المحللين في كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية ستسعى إلى الحصول على مساعدة روسية في تحسين قدراتها في مجال الأسلحة النووية ومحاولة إعادة التحالف العسكري الذي يعود إلى حقبة الحرب الباردة مع موسكو، حيث كانت الأمور تبدو قاتمة بالنسبة لكيم حتى هيأت الحرب في أوكرانيا فرصًا له.

يأتي ذلك في ظل دمار الاقتصاد الكوري الشمالي بسبب العقوبات التي فرضها مجلس الأمن الدولي لردع برنامج الأسلحة النووية، والتي قابلها كيم بتعزيز برنامجه النووي عندما توقع نشوب "حرب باردة جديدة"؛ حيث تأمل بلاده في رفع قيمتها الاستراتيجية بالنسبة للصين وروسيا في شمال شرق آسيا بينما توسع الولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية تعاونها العسكري.

كانت كوريا الشمالية من بين الدول القليلة التي دعمت العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، ولمواجهة الضغوط الدولية بسبب الحرب في أوكرانيا، عزز بوتين علاقاته مع خصوم الولايات المتحدة في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الصين وإيران وكوريا الشمالية مما يشكل تحديات لواشنطن خارج أوروبا.

وذكرت الصحيفة أن التعاون الوثيق بين بيونج يانج وموسكو له آثار أمنية على الولايات المتحدة وحلفائها. وقال خبراء الدفاع إن استخدام الصواريخ الكورية الشمالية في ساحة المعركة في أوكرانيا يمكن أن يزود كوريا الشمالية ببيانات قيمة حول أدائها ضد أنظمة الدفاع الصاروخي الغربية، مضيفين أن هذه العلاقات الوثيقة تحد من الجهود الدولية الرامية إلى خنق قدرة كوريا الشمالية على كسب العملة الصعبة.
ويخشى المحللون الكوريون الجنوبيون أيضا من أنه في مقابل الأسلحة الكورية الشمالية، قد تسمح موسكو لمزيد من العمال المهاجرين من كوريا الشمالية بالعمل في روسيا وكسب المال الذي يحتاجه كيم بشدة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة