تحل اليوم، 19 يونيو، ذكرى وفاة الروائي والشاعر ويليام غولدنغ، والحاصل على جائزة نوبل للأدب عام 1983.
ولد ويليام في 19 سبتمبر 1911، في قرية سانت كولومب ماينور في إنجلترا، لعائلة مثقفة، فكان والده أليك غولدنغ، أحد المدافعين عن التعليم العلماني، ووالدته ميلدريد كانت ناشطة نسوية، تلقى تعليمه الأولى في مدرسة مارلبورو غرامر سكول، وأظهر في سن مبكرة اهتماما كبيرة بالأدب والكتابة .
التحق "غولدنغ" بجامعة أوكسفورد في عام 1939لدراسة العلوم الطبيعية برغبة من والده، ولكن لم يكمل دراسته في ذلك المجال، وانتقل لدراسة الأدب الإنجليزي، وبعدها بأربع سنوات، أثناء دراسته في أوكسفورد، نشر أول مجموعة شعرية له.
شارك "غولدنغ"، في الحرب العالمية الثانية، والتي كانت لها أكبر الآثر بعد ذلك على كتاباته، وفي عام 1954، نشر روايته الأولى والتي كانت من أشهر رواياته على الأطلاق وهي "أمير الذباب"، تناول فيها مجموعة من الصبية الذين تقطع بهم السبل في جزيرة مهجوة، ويحاولون تنظيمن أنفسهم للعودة، ولكن سرعان ما تتحول صفاتهم إلى الهمجية والعنف.
تعتبر هذه الرواية، أحد أهم المصادر لدراسة الطبيعة البشرية، فقد تعمق الكاتب في تحليل الصفات الإنسانية، ووجد طريقه لنقد الصفات السلبية، ووصف النقاد هذه الرواية بأنها نقد للمجتمعات الحديثة.
وفي عمله الثاني، "الورثة"، قدم مقارنة خيالية بين تفاعل إنسان العصر الحديث مع الإنسان البدائي، إذ استكشف تطور فهم الإنسان منذ العصر البدائي لمعاني مثل الخير والشر والبقاء والأخلاق والتطور، بالإضافة إلى دراسته المتعمقة في تلك الرواية عن الطبيعة البشرية.
تناول في روايته "الهرم"، قصة الحياة الاجتماعية في قرية صغيرة بإنجلترا، والتي سلط فيها الضوء على التفاعلات الدقيقة بين أفرادها وتأثيرها على حياتهم وقراراتهم، وقارن الكاتب في تلك الرواية بين الواقعية النفسية والتقاليد الثقافية ليكشف عن التناقضات الداخلية والتحديات التي يواجهها الأفراد في مثل هذه البيئات المحدودة.
وفي الرواية الثالثة، "الإله العقرب"، تحدث فيها عن الأساطير والديانات القديمة، بأسلوب رمزي، فاستكشف فيها جوانب مثل الروحانيات والإيمان بالخالق والخوف والتضحية، إذ تدخل هذه الرواية القاريء في عالم مليء بالغموض والتعقدات النفسية، ذلك لأمتزاج الجوانب النفسية بالروحانية وأثرها في تكوين الديانات القديمة.
حصل "ويليام غولدنغ"، على العديد من الجوائز منها لقب فارس من قبل الملكة إليزابيت الثانية عام 1988، فضلا عن وسام الإمبراطورية البريطانية في عام 1966 ،فضلا عن جائزة نوبل نظرا لإسهاماته الكبيرة في المجال الأدبي.