الخميس 27 يونيو 2024

جائزة الشيخ زايد للكتاب والبيت العربي ينظمان «ألف ليلة وليلة» في إسبانيا

المشاركون في المؤتمر

ثقافة19-6-2024 | 17:15

دعاء برعي

تزامنًا مع انعقاد معرض مدريد الدولي للكتاب، نظمت جائزة الشيخ زايد للكتاب التابعة لمركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي، مؤتمراً أكاديمياً حول التأثير  الذي تحظى به "ألف ليلة وليلة" في إسبانيا، بالتعاون مع مؤسسة "البيت العربي" في مدريد يونيو الجاري وبمشاركة نخبة من المتحدثين الأكاديميين والمتخصصين في اللغة العربية وآدابها.

 

انعقد المؤتمر تحت عنوان "ألف ليلة وليلة: رحلة عبر الزمان والمكان من أبوظبي إلى مدريد مروراً بطوكيو ولندن"، وهدف إلى تعزيز علاقات التعاون بين الجائزة ومؤسسة "البيت العربي" ومد جسور التواصل بين الثقافتين العربية والإسبانية، وتعزيز الحوار والتفاهم بين الثقافات من شتى أنحاء العالم.

 

حضر المؤتمر الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، والأمين العام لجائزة الشيخ زايد للكتاب؛ والأستاذ عبد الرحمن محمد النقبي، مدير إدارة الجوائز الأدبية في مركز أبوظبي للغة العربية؛ وعمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية؛ والسفيرة هالة كيروز، وسفيرة الجمهورية اللبنانية لدى إسبانيا؛ والسفير خليفة الخرافي، سفير دولة الكويت لدى إسبانيا، والسفيرة رغد السقا، وسفيرة المملكة الأردنية الهاشمية لدى إسبانيا؛ وزينب سالم، سفيرة موريتانيا لدى إسبانيا؛ وعبد الله حلاق، القائم بأعمال السفير السوري لدى إسبانيا؛ وهشام النوري، الملحق الثقافي لسفارة اليمن لدى إسبانيا. كما شهد مشاركة عدد من الشخصيات المهمة ونخبة من الأكاديميين والأدباء والكتاب العرب والإسبان.

 

وقال د.علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، وأمين عام جائزة الشيخ زايد للكتاب: "تسعى جائزة الشيخ زايد للكتاب إلى ترسيخ قيم التسامح والحوار والتعاون المشترك بين مختلف ثقافات وشعوب العالم وإثراء المشهد الثقافي المحلي والعالمي. وإسبانيا هي المحطة الأولى للمؤتمر تليها محطتين أخريين في اليابان والمملكة المتحدة ضمن الجهود المتصلة بتعزيز ونشر الثقافة العربية على المستوى الدولي.

ونتمنى أن المؤتمر كان بمثابة مصدر إلهام للمزيد من المفكرين والباحثين والمترجمين والطلبة وحافزاً لهم على الدراسة والبحث في الثقافة العربية بما يساهم في التواصل الثقافي مع إسبانيا ومد جسور التبادل الحضاري والتقريب بين الشعوب".

 

من جهتها قالت إيرين لوزانو دومينجو، مديرة مؤسسة "البيت العربي: "نتطلع في مؤسسة ’البيت العربي‘ إلى هذا التعاون مع "جائزة الشيخ زايد للكتاب" إذ اندرج تنظيم هذا المؤتمر المخصص لواحد من أهم الأعمال في الثقافة العربية ’ألف ليلة وليلة‘ في إطار حرصنا على التواصل والتعاون الوثيق مع الجهات المعنية في المجالات الإبداعية بالمنطقة العربية.

ولا شك أن شراكتنا مع جائزة الشيخ زايد للكتاب تعتبر فرصة لتعزيز مكانتنا ودورنا كمؤسسة تمثل إسبانيا في المنطقة، الأمر الذي يساهم في بناء جسور الحوار والتفاهم والتبادل الثقافي بين مجتمعاتنا".

 

و"ألف ليلة وليلة" بحكاياتها وقصصها وشخصياتها الخالدة من الأعمال الإبداعية التي ساهمت في إثراء الأدب العالمي، التي تعد جسراً للتواصل بين الثقافة العربية والثقافات الأخرى والشرق والغرب عموماً، حيث تُرجمت إلى العديد من اللغات العالمية وألهمت مخيلة العديد من الأدباء والفنانين والشعراء في أعمالهم لتصبح تراثاً إنسانياً ينهل منه الجميع وتتناقله الأجيال على مر العصور، وما زال العمل حتى يومنا هذا يحظى بمزيد من الدراسة والنقد والتحليل شرقاً وغرباً.

 

واستضاف المؤتمر جلسة حوارية حول "تأثير الليالي العربية / ألف ليلة وليلة في إسبانيا"، بمشاركة نخبة من الباحثين والمتخصصين جاء منهم منيرة سليمان أستاذة اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة، التي شاركت في تحرير كتاب الثقافة الشعبية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: نظرة ما بعد الاستعمار (2013)، والذي تستكشف فيه خيال "ألف ليلة وليلة" في الثقافة الغربية، ولويس ألبرتو دي كوينكا، الذي يعد شخصية أدبية رفيعة المستوى في إسبانيا، فهو كاتب وشاعر وناقد ومترجم وأكاديمي مشهور، شغل منصب وزير الثقافة في إسبانيا مرتين وكان مديراً سابقاً للمكتبة الوطنية الإسبانية، وحاصل على الجائزة الوطنية للشعر في إسبانيا عام 2015، وألقى لويس كلمة رئيسية خاصة في المؤتمر.

 

كما شارك في الجلسة الحوارية من الباحثين والمتخصصين باولو ليموس هورتا، أستاذ مساعد في الأدب في جامعة نيويورك أبوظبي، وقد نشر بحثاً شاملاً عن "ألف ليلة وليلة"، وحقق مؤخراً طبعة جديدة مشروحة، ترجمتها ياسمين سيل؛ وسلفادور بينيا مارتن، أستاذ اللغة العربية والترجمة في جامعة ملقا، ودرس أيضاً في جامعات بغداد، وليدز، وغرناطة، وتطوان، وكاستيلا لامانشا، وركزت كتاباته السابقة على استقبال "ألف ليلة وليلة" في إسبانيا، وفي عام 2017 حصل على جائزة الترجمة الوطنية في إسبانيا عن ترجمته الإسبانية لكتاب "ألف ليلة وليلة".

 

وقدم الفنان التشكيلي العراقي حنّوش حنّوش خلال المؤتمر عرضاً سمعياً وبصرياً مستوحى من معرضه الأخير شهرزاد وألف ليلة وليلة.  ويعد حنّوش رساماً ومدرساً للفن الحديث. أقام أكثر من خمسين معرضاً وطنياً ودولياً وفاز بخمسة وثلاثين جائزة في الرسم. وقد حظي باحتفاء واسع في إسبانيا لدوره في تعزيز الروابط الثقافية بين إسبانيا والعالم العربي، تم عرض أعماله المستوحاة من ألف ليلة وليلة في الحديقة النباتية الملكية في مدريد.

وختم المؤتمر برنامجه بحفل موسيقي للفنانة اللبنانية العالمية عبير نعمة ليكون بمثابة احتفال بقوة ومتانة العلاقات الثقافية بين إسبانيا والعالم العربي، بالإضافة إلى مسيرتها الفنية كمغنية وملحنة، تعمل عبير على تسهيل الحوار الثقافي والموسيقي في العالم العربي وخارجه. وصاحب عبير خلال الحفل فرقة إسبانية لتقديم عرض موسيقي للموشحات الأندلسية وغيرها من الأغاني التي تحتفي بالثقافتين العربية والإسبانية.