شهدت محافظة الإسكندرية نهضة ونموا بكافة القطاعات على ضوء الأولويات التى أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسي، وفي مقدمتها بناء الإنسان وتوفيرسبل الحياة الكريمة والتنمية المحلية المستدامة وتشجيع الاستثمار في محافظات الجمهورية، وتحتفل مصر بالذكرى الحادية عشرة لثورة 30 يونيو المجيدة، والتي ستظل خالدة في أذهان كل من عاصرها وشارك فيها، حيث انطلقت بعدها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذي تولى حكم البلاد في يونيو 2014، في معركتي البقاء والبناء.
وبعد مرور هذه السنوات العشر، بدأ المصريون يجنون ثمار ثورة 30 يونيو، حيث لم تشهد مصر طفرة في جميع المجالات مثلما حدث منذ 30 يونيو وبعد تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي حكم البلاد، حيث نالت جميع محافظات مصر اهتمامًا كبيرًا من الرئيس السيسي، وكان لكل المحافظات نصيب من المشروعات العملاقة التي يتم تنفيذها في كل ربوع مصر شرقًا وغربًا جنوبًا وشمالاً.
وقد شهدت محافظة الإسكندرية، خلال السنوات العشر الماضية، طفرة تنموية ونقلة حضارية كبرى، ربما لم تشهدها المدينة الساحلية على مدار عقود متواصلة في ظل الاهتمام والدعم والمتابعة المستمرة من الرئيس السيسي، من أجل خلق شرايين اقتصادية وتنموية وعمرانية بعروس البحر الأبيض المتوسط، وخاصة في مجال البنية التحتية التي ضربها الإهمال على مدار سنوات، سواء في مجال النقل والطرق أو في مجال المرافق كالصرف الصحي وحل أزمة تراكم مياه الأمطار.
وخلال الـ 10 سنوات الماضية، تم تنفيذ حزمة من المشروعات التي أدت إلى حلول جذرية في الأزمة المرورية، بالإضافة إلى الإسهامات الاقتصادية والتنموية والعمرانية لتلك الطرق والمحاور الجديدة.
ففي مجال الطرق والمواصلات، نفذت الدولة المصرية في عهد الرئيس السيسي عددًا من المشروعات العملاقة، لعل أبرزها محور المحمودية، ومحور المشير فخري فؤاد أبوذكري، ومشروع كوبري وأنفاق شارع محمد أنور السادات، وحاليًا بدأت الحكومة في تنفيذ أكبر مشروعين تنمويين في مجال الطرق مشروع توسعة الكورنيش، ومشروع مترو الإسكندرية، وهو المشروع الحلم الذي طال انتظاره لعشرات السنوات.
وقال محافظ الإسكندرية محمد الشريف إن المحافظة باعتبارها العاصمة الثانية حظيت بكامل الدعم والرعاية من الرئيس السيسي في ظل الجمهورية الجديدة، والدليل هذا الكم الهائل من المشروعات القومية والتنموية المنفذة على أرض الإسكندرية خلال السنوات التسع الأخيرة والتي ستسهم بشكل كبير في جعل عروس البحر الأبيض المتوسط مركزا لوجيستيا متكاملاً، مما سيعمل على دعم الحركة الاقتصادية بشكل عام، ويعود بنفع كبير على المدينة الساحلية الساحرة، مشيرا إلى أنه تمت صياغة المُخطط الاستراتيجي لمدينة الإسكندرية 2032.
وأشار الشريف في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إلى أن مشروعات الطرق من أهم المشروعات المُنفذة بالإسكندرية، ويأتي في مقدمتها مشروع محور المحمودية، ومشروع محور المشير أبو ذكري (محور التعمير)، وغيرها من المشروعات العملاقة بالإسكندرية.
ويعد محور المحمودية بالإسكندرية، أكبر مشروع قومى شهدته المحافظة منذ سنوات عديدة ، حيث ساهم في القضاء على زحام الطريق الرئيسية بالإسكندرية بعد أن كان الاعتماد الرئيسي على محور الكورنيش وطريق جمال عبد الناصر، وهو المشروع الذي بلغت تكلفته 5.5 مليار جنيه، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى بإنشاء هذا المحور المهم الذى يمثل شريان حياة جديد أو شريان الأمل لمحافظة الإسكندرية وحل الأزمة المرورية بها.
وأدى تنفيذ المشروع القومى، إلى تحويل ترعة المحمودية من مستنقع للمخلفات والأوبئة إلى شريان مروري ومحور تنموي متكامل بطول 21 كيلو متراً، بدءًا من تقاطع الكوبرى الدولي الساحلي بالكيلو 55 ترعة المحمودية شرقاً حتى المصب بمنطقة الدخيلة بالكيلو 77 ترعة المحمودية غرباً، مع إنشاء 14 نقطة تنموية بطول المحور.
ويتخلل المشروع 25 محورا عرضيا لربط "الشريان" بالأحياء الداخلية، ليعطى قبلة الحياة للمدينة للخروج من أزمتها المرورية، فضلاً عن وضع الإسكندرية على خريطة التنمية الشاملة والمستدامة.
كما تضمن المشروع العديد من كبارى المشاة وعددها 14 كوبرى مشاة، تنتشر بطول محور المحمودية، وأصبحت تحفة معمارية جمالية تتميز بشكل جمالي يزين المحور، وهى تحمل أسماء شهداء الوطن، حيث تم إطلاق أسماء الشهداء على كل كوبرى للمشاة بطول المحور.
كما تم إنشاء 14 نقطة تنموية بإجمالى مساحة 72 ألف متر مسطح ضمن الأراضى المكتسبة من أعمال التغطية للمحور لخدمة الأهالى، وتشمل دور عبادة وساحات شعبية وحمامات سباحة وملاعب ونقاط أمنية ومرورية وحماية مدنية ومراكز تجارية ومدارس تعليم أساسى ومحطات وقود.
وقال المهندس الاستشاري السيد حسن، عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين المصرية، في تصريحات لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن مشروع تطوير محور المحمودية أدى إلى تحول ديموجرافى للأراضى على جانبي المحور مع التنوع في الأنشطة المختلفة، وتنوع المناطق الخدمية والاستثمارية، وتطوير لجميع شبكات المرافق لتتواكب مع المتطلبات الحالية والمستقبلية المحافظة، حيث يعد المشروع محورًا تنمويًا متكاملاً يلبي كل متطلبات التنمية والحركة والاستثمار وحل المشكلة المرورية بالإسكندرية، وكذا خدمة التوسعات العمرانية الجديدة.
وأشار إلى أن المحور تم انشاؤه من غرب الإسكندرية وصولا إلى محافظة البحيرة وتم ربطه بالطريق الزراعي والطريق الساحلي الدولي والطريق الصحراوي، وهو ما يعود علي الدولة بالاستفادة اقتصاديا وتجاريا وتوفير للطاقة وأصبح يمثل منظومة مرورية جيدة بعد تزويد المحور بأجهزة مراقبة السرعة ونقاط الارتكاز الأمني.
محور المشير فؤاد أبو ذكرى
وقد افتتح الرئيس السيسي في ديسمبر 2022، محور التعمير والذي تم تغيير اسمه إلى المشير "فؤاد أبو ذكري"، أحد أهم المحاور الرئيسية لتخفيف الأعباء المرورية بالمحافظة، ليكون أيقونة تنموية غربي الإسكندرية، ويبلغ طول المحور 35 كم ويقطع طريق مصر الإسكندرية الصحراوى وحتى طريق سيدى كرير - مطار برج العرب.
المحور يعد شريانا جديدا للحياة يربط الإسكندرية بالساحل الشمالي وامتداداتها العمرانية كما يخدم التوسعات الجارية بموانئ الإسكندرية والقباري والدخيلة.
جاءت تسمية هذا المحور باسم المشير فخري فؤاد محمد أبوذكري، تخليدًا لذكراه، حيث كان يعد أحد أبرز قادة القوات البحرية في التاريخ المصري الحديث، والذي شغل منصب قائد القوات البحرية في حرب أكتوبر1973، فضلا عن دوره في التخطيط لعملية تدمير المدمرة الإسرائيلية "إيلات" عام 1967.
المشروع استغرق تنفيذه عامين فقط خلال الفترة من أكتوبر 2020 حتى نوفمبر 2022 في ظروف شبه مستحيلة نظرا لطبيعة المكان والأرض موقع التنفيذ.
تم تصميم المحور بعدد 9 حارات لكل اتجاه وعدد 5 حارات للطريق الرئيسي و4 حارات طريق خدمة لحركة النقل الثقيل من وإلى الموانئ "الإسكندرية – الدخيلة – المكس"، وذلك بإجمالي 18 حارة مرورية.
وقال المهندس السيد حسن إن محور المشير أبوذكري من أهم المحاور التي تم تطويرها لربط وسط المدينة بغربها وصولا للساحل الشمالي بعد زيادة عدد الحارات من الجانبين بالإضافة إلي طرق الخدمة مع رفع السرعة المقررة للطريق من 80 كم ف الساعة إلى 120 كم في الساعة مما يوفر سهولة مرورية وتوفير للطاقة والوقت للوصول من والي وسط الإسكندرية.
مشروع نفق وكوبري شارع "أنور السادات"
شهدت محافظة الإسكندرية، إنشاء نفق وكباري شارع 45 "أنور السادات" بطريق الكورنيش، وذلك تخفيفا على المواطن السكندري من أعباء الزحام المروري وخاصة في موسم الصيف، حيث يصل عدد سكان الإسكندرية خلاله نحو 9 مليون مواطن ما بين سكان المدينة وزوارها.
ويعتبر شارع محمد أنور السادات أو شارع "45"، كما يعرفه أهالي الإسكندرية من أهم المحاور في محافظة الإسكندرية حيث يربط الطريق الدولي الساحلي والطريق الصحراوي والزراعي بكورنيش الإسكندرية مباشرة.
ويشمل المشروع نفق من شارع السادات بعرض 19 مترا، عبارة عن 3 حارات للدخول، و 3 حارات للخروج بطول 150 مترا تقريبًا مفتوح من الأعلى، ويستمر النفق أسفل طريق الجيش بعرض 3 حارات دخول 3 حارات خروج بطول 60 مترا بارتفاع 6 متر وبعرض 25 متر ويشمل نفق يمين ونفق يسار للمشاة بعرض 2.5 متر وارتفاع صافي 2.5 متر.
وينتهى النفق من جهة البحر بالدوران ناحية اليسار، بعدد (2) كوبري عبارة عن حارات للخروج 3 حارات للدخول لكل منهما ويتم انفصالهم عن بعض وذلك بطول 200 متر تقريباً لمطلع الخروج من النفق وطـول 130 متر تقريباً لمنزل الدخول إلى النفق، بالإضافة إلي ممشى سياحي على طريق الكورنيش موازي للبحر على غرار كوبري ستانلي العريق.
الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار
وعلى مستوى المرافق الخدمية، جاء مشروع الاستراتيجية المتكاملة لإدارة مياه الأمطار بالإسكندرية، لحل أزمة تراك مياه الأمطار، بعدما عانت المحافظة لسنوات عديدة من تراكم مياه الأمطار فى الشوارع، حتى تفاقمت الأزمة وبلغت ذروتها فى شتاء عام 2015.
ويعد المشروع، من أهم المشروعات التي تشهدها المحافظة، وذلك بناء على توجيهات من الرئيس السيسي، حيث بدأت المحافظة في إنشاء شبكة صرف مياه أمطار منفصلة بالكامل عن شبكة الصرف الصحي، بتكلفة بلغت 1.4 مليار جنيه، بهدف رفع كفاءة منظومة الصرف الصحي وحل أزمة تراكمات مياه الأمطار في أغلب النقاط الساخنة داخل المحافظة.
ولفت محافظ الإسكندرية إلى أن المشروع يهدف إلى الفصل الجزئي لشبكات الأمطار والصرف الصحي في بعض المناطق المتضررة من تداعيات التغيرات المناخية في موسم نوات الشتاء على أقرب مسطح مائي مباشر، ويتم تنفيذ الاستراتيجية على عدة مراحل، حيث تشمل المرحلة الأولى تنفيذ مشروعات تستهدف حل مشكلات تراكم وتجمع مياه الأمطار.
وأوضح المحافظ أنه تم الانتهاء من المرحلة الأولى للمشروع في مناطق الشاطبي، وكليوباترا، ولوران، داخل أحياء وسط وشرق والمنتزه أول، وفي شارع النقل والهندسة وميدان فيكتور عمانويل بسموحة وبشارع محمد نجيب وخالد بن الوليد وشارع 57 بمنطقة سيدي بشر، حيث كانت هذه المناطق نقاطا ساخنة في أوقات النوات وأماكن لتراكم مياه الأمطار بكميات كبيرة، والتي كانت تعيق الحياة الطبيعية للمواطنين أثناء فترات النوات، بسبب عدم استيعاب شبكة الصرف الصحي لكميات الأمطار الهائلة التي تتعرض لها المحافظة في فترة قصيرة.