تتسارع وتيرة المجاعة في قطاع غزة مع مواصلة قوات الاحتلال فرض الحصار على القطاع، ومنع إدخال المساعدات، مما أسفر عن كارثة إنسانية يتعايش فيها أهالي القطاع، ضمن جريمة الإبادة الجماعية المستمرة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وتفاقمت مستويات انعدام الأمن الغذائي بشكل مضطرد في جميع أنحاء قطاع غزة نتيجة إصرار الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه كسلاح حرب، في إطار جريمته الأشمل في الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في القطاع، بما في ذلك منع وتقييد إدخال الإمدادات الإنسانية وإغلاق المعابر وفرض الحصار المشدد، حسمبا يذكر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان.

ووفقًا للمرصد، فإنه تم تسجيل نحو 49 حالة وفاة بين الأطفال في قطاع غزة بفعل الجوع وانعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه 3500 طفل خطر الموت بسبب سوء التغذية ونقص المكملات الغذائية والتطعيمات ما أصابهم بالهزال والضعف الحاد والأوبئة، حيث باتوا يعانون بشدة من أجساد نحيلة ووجوه شاحبة وباهتة.

وبرغم أن الولايات المتحدة الأمريكية كانت تعول على إيصال المساعدات إلى القطاع من خلال الرصيف البحري، إلا أنه في الأخير لم يلبي نحو واحد في المائة من حاجة القطاع من الغذاء.

ويوضح إحدى التقارير الدولية لمراقبة الجوع، أن خطر المجاعة لا يزال قائمًا في جميع أنحاء قطاع غزة، مشيرًا إلى أن المسار الأخير لتقديم مساعدات الإغاثة في غزة سلبي وغير مستقر إلى حد كبير، مؤكدًا على أن نحو 96 في المائة من سكان القطاع يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام حاد للأمن الغذائي.

الجوع يهدد مليون طفل

وتشير بيانات مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن سوء التغذية يهدد بشكل مباشر حياة أكثر من مليون طفل في القطاع، بالإضافة إلى أن 3500 طفل من أبناء قطاع غزة باتوا أقرب للموت؛ بسبب انعدام الغذاء والتطعيمات.

ويقول المكتب، إن القطاع يتجه بشكل متسارع نحو المجاعة، ولا سيما في محافظتي غزة والشمال، ويضيف أن حرق وتدمير الجيش الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح يحرم 25 ألف مريض ومصاب من السفر لتلقي العلاج ويعيق إدخال 15 ألف شاحنة مساعدات للقطاع.

ومنذ السابع من يشن جيش الإحتلال الإسرائيل حربًا مدمرة على قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 123 ألف ما بين شهيدًا وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة عشرات الأطفال.