الأحد 30 يونيو 2024

رجال من ذهب| سلامة موسى.. رائد الاشتراكية المصرية

سلامة موسى

ثقافة27-6-2024 | 15:45

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم باسهامتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وأخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.

يٌعد من كبار المثقفين الذين نادوا بتبسيط اللغة العربية وقواعدها، ودعا للكتابة بالعامية، رغم إجادته التحدث بأكثر من لغة ومنها مثل العربية والإنجليزية والفرنسية، ورغم مؤلفاته الكثيرة، إنه الكاتب والأديب، ورائد الاشتراكية المصرية سلامة موسى، الذي تتلمذ على يديه نجيب محفوظ، ونصحه قائلًا: "عندك موهبة كبيرة، ولكن مقالاتك سيئة" مما دفع محفوظ لتطوير كتابته وانتقاء كلماته بعناية.

وُلد سلامة موسى في 4 فبراير 1887، في قرية قرب مدينة الزقازيق، كان والده موظفاً بالحكومة وتوفي بعد عامين من مولد ابنه، التحق سلامة بمدرسة قبطية، ثم بالمدرسة الابتدائية بالزقازيق، وانتقل إلى القاهرة والتحق هناك بالمدرسة التوفيقية ثم الخديوية حتى حصل على شهادة البكالوريا "الثانوية" سنة 1903.

قضى سلامة ثلاث سنوات بفرنسا، تعرف هناك على الفكر والفلسفة الغربيين، وقرأ العديد من المؤلفات مثل، فولتير وتأثر بأفكاره وقرأ لكارل ماركس، ثم سافر إلى إنجلترا لدراسة الحقوق وعاش هناك أربع سنوات، لكنه أهتم بالقراءة أكثر، انضم إلى جمعية العقليين، والجمعية الفابية والتقى فيها بالمفكر والمؤلف المسرحي الإيرلندي جورج برنارد شو.

عاد سلامة موسى إلى مصر وأصدر كتابة "مقدمة السوبرمان" عام 1910، كما نشر أول كتاب عن الإشتراكية في العالم العربي عام 1912، وأصدر هو وشبلي شميل صحيفة أسبوعية اسمها "المستقبل" سنة 1914، لكنها أُغلقت بعد 16 عدداً.

أسهم سلامة موسى ومحمد عبدالله عنان في تأسيس الحزب الاشتراكي المصري، ولكنه انسحب واكتفى بالنشاط الفكري، وترأس مجلة "الهلال" عام 1923 لمدة ست سنوات، كما أسس المجمع المصري للثقافة العلمية، وأصدر مجلة سميت بـ"المجلة الجديدة"، وسرعان ما أغلق المجمع، لذا كون جمعية المصري للمصري، وكان معروف عنه إجادته العديد من اللغات الأجنبية خاصة الإنجليزية والفرنسية، الأمر الذي حقق له نموًا معرفيًا وتكوينًا ثقافيًا موسوعيًا، وانعكس بشكل مباشر على ازدهار موهبته.

ترك موسى العديد من المؤلفات في مختلف الاتجاهات الفكرية، حيث أصدر حوالي أربعين كتاباً منها، مقدمة السوبرمان، الاشتراكية، والحرية وأبطالها في التاريخ، وحرية العقل في مصر، والنهضة الأوربية، والدنيا بعد ثلاثين عاماً، وأحلام الفلاسفة، وهؤلاء علموني، والمرأة ليست لعبة الرجل، كما دوّن سيرته الذاتية في كتابه "تربية سلامة موسى"، ورحل سلامة موسى في الرابع من أغسطس عام 1958م، بعد أن أثرى المكتبة العربية بإبداعاته وكتاباته الخالدة.

الاكثر قراءة