حوار: موسي صبرى
تميزت الفنانة عبير منير بأدوار متنوعة منذ بدايتها الفنية ؛ فقد بزغ نجمها في مسلسلى «المصراوية» و«مباراة زوجية» ، كما تألقت في أدوار الأمومة ، وهي صاحبة أداء مميز وملامح بريئة مكنتها من إبراز مناطق تمثيلية بعيدة عن شخصيتها عبير لديها أيضا إمكانيات فنية لم تظهر بعد ، تمرنت علي كافة الألوان الدرامية التي لعبتها في السنوات الأخيرة تحدثت لـ" الكواكب " عن أسرار كثيرة في مسلسل «السبع بنات» وحكت عن سر تميزها فيه والكيمياء الخاصة ا لتي تجمعها بالمخرج محمد النقلى كل ذلك في ثنايا هذا الحوار ....
كيف رسمت ملامح شخصية الأم المتسلطة في مسلسل «السبع بنات»؟
في البداية أمسكت بكافة تفاصيل الدور وتفننت في إبراز الشخصية بشكل يبهر الجمهور مع استخدام أدوات فنية محددة في مفاتيح دور المرأة الطماعة والشريرة التي عكست جزءاً كبيرا متناقضا في شخصيتي الحقيقية ، لأن هذا الدور استفزني دراميا وأخرج مني طاقات ومناطق تمثيلية لم أجسدها من قبل في أي عمل فني آخر.
وإلي أي مدي استطاع المخرج محمد النقلي توظيفك لإبراز الدور بهذا الشكل المبهر ؟
تناقشت معه حول ماهية الدور والإشكاليات التي أحاطت بالشخصية دراميا وتحدثنا حول مفردات الحوار والمسارات التصاعدية للأحداث ، وكيف نغلفها بشكل ومضمون يحافظ علي أدائي طوال أحداث المسلسل.
ولماذا يعتمد النقلي باستمرار علي مجموعة معينة في تسكين أعماله الدرامية من وجهة نظرك؟
النقلي يشعر براحة كبيرة ويطمئن مع بعض الأشخاص الذين يسهلون له مهامه الإخراجية بمنتهي الدقة خاصة أن بعض الفنانين الذين يعملون معه يركزون مع كل مشهد في بدايته ونهايته ويدققون في كل شيء وهذا ينعكس علي العمل إيجابيا بدرجة كبيرة .
تركت من أدوار المرأة الطيبة والمسالمة أحياناً وانتقلت إلي أدوار أخري تميل إلى الشر هل هذا تمرد منك؟
لقد حصرني بعض المخرجين لمدة كبيرة في دور المرأة الطيبة كنوع من الاستسهال أو ربما نجاح نوعية هذه الأدوار مع الجمهور ، ولكن بمرور الوقت تمردت علي أسري داخل دور واحد وقدمت دور المرأة الشريرة في مسلسل «كيد النسا» مع سمية الخشاب وفيفي عبده ومسلسل آخر مع الفنان القدير صلاح السعدني يحمل اسم «عدي النهار» وأشاد النقلي بي في هذه النوعية من الأدوار وأكد أنني امتداد للفنانة ليلي فوزي ونوال أبوالفتوح من خلالها.
ظهرت بشخصية متناقضة في مسلسل «السبع بنات» أحياناً تتعاطفين مع الشخصية وأحياناً أخري تكرهينها فهل تعمدت ذلك كيف ترجمت ذلك درامياً؟
هذا حقيقي ... فهناك صراع دائم في ذات الشخصية لأنها ترتدي ثوب الأمومة بعطفها وحنانها مع ابنتها وتؤدي دورها «ميريهان حسين» وتخاف عليها من غدر الزمان ؛ ولكن علي النقيض هناك الوجه الآخر من هذه الشخصية نفسها التى تسير علي وتيرة واحدة عبر الأحداث ، وفي امرأة بلا مبادئ أو ضمير كل همها جمع الأموال علي حساب وفائها وإخلاصها لزوجها لتكون النظرة المادية هي الغالبة علي مجريات الأمور والأحداث في العمل.
لماذا تأخر ظهورك علي الساحة الفنية رغم عملك بالمسرح أثناء دراستك بالجامعة؟
أنا درست المسرح الإنجليزي ، وقدمت سلسلة من المسرحيات علي خشبة الجامعة منها أعمال عن شكسبير وغيرها ولكني توقفت عن التمثيل وقتذاك لظروف خاصة منعتني من التواجد والاستمرار وهذه الظروف وقفت ضدي وكانت عائقا أمام تحديات أخري واجهتني ولكني تغلبت عليها وبدأت في مرحلة عمرية معينة ولكن هذا التأخير عطل مسيرتي الفنية بكل تأكيد.
وهل لعب زوجك الكاتب الكبير الراحل أسامة أنور عكاشة دوراً كبيراً في إبراز موهبتك وشخصيتك الفنية في الظهور؟
اطلاقاً فقد ظن الناس خطأ أنه هو من ساهم في ذلك ؛ لكن الحقيقة عكس ذلك تماما فقد تعرف علي بعد عودتي مجدداً إلي الساحة من خلال دور مهم قدمته مع إنعام محمد علي في مسلسل «مباراة زوجية» وهي من تسببت في علاقتي به واقتنع بموهبتي ورشحني للجزء الأول من المسلسل الشهير «المصراوية» وأعجب بدوري لدرجة أنه تمني أن يعطيني بطولة في الجزء الثاني منه وحتي بعد الزواج كان يرفض التوسط لي لدي المخرجين والمنتجين لدخولي أي تجربة مفضلا أن تكون أعمالي هي التي تجعل الجميع يبحث عني وليس الاعتماد علي مبدأ التودد لديهم.
حدثت خلافات كثيرة حول الجزء السادس من مسلسل «ليالي الحلمية» قبل تصويره لدرجة أن البعض تصور أن هذا العمل ملكية خاصة لـ «أسامة أنور عكاشة وأبطاله حقيقيون» ولا يحق لأي فرد الاستيلاء عليه فما تعليقك؟
هذا كلام غير صحيح بالمرة ، فمن من أي مبدع أو فنان كتابة أجزاء أخري من المسلسل ولا يحق لأحد الاعتراض علي ذلك حتي مبدأ الانتقاد الذي تعرض له العمل ومقارنته قبل تصويره بالأجزاء السابقة أمر رفضته تماما ، ويحق للجميع الإبداع فيه ولا غضاضة في ذلك فقد تكون هناك رؤى ووجهات نظر تكميلية تصب في صالح العمل ولن تضره وهذا ما حدث في الجزء الأخير من المسلسل والذي لاقى استحسان الجمهور والنقاد علي حد سواء.
كيف تقيمين أداء ابنتك ملك قورة؟ وهل ترينها تسير بخطوات فنية ثابتة؟
بالطبع ولديها طابع وحس فني عال يميزها وكاريزما تفوقت بها علي نفسها في الأعوام الماضية وأحب جميع أدوارها الجميلة التي تجسدها بمنتهي التلقائية والبساطة وأتوقع لها النجومية في أقرب وقت ممكن.
هل من الممكن أن تعترضى علي تقديمها لأدوار جريئة ؟
نتناقش كثيرا في طبيعة أدوارها بسلاسة ومرونة ، ونحن متفاهمتان لأقصي درجة ، وأنا أتصور أن ملك لديها القدرة علي التميز بين نوعية هذه الأدوار .
ما المطروح علي أجندتك الفنية خلال الفترة القادمة؟
أعكف حاليا علي قراءة نص مسرحي من بطولتي وسأقدمه علي المسرح القومي للطفل وأقدم من خلاله دور طبيبة تعمل في أحد المستشفيات وتقدم رسالة توعية للأطفال.