الجمعة 27 سبتمبر 2024

"بشترى راجل" .. عودة لابتسامة نيللى كريم ونجم شباك بمواصفات غير تقليدية

27-2-2017 | 10:50

كتب : محمد نبيل

لم يكن من السهل إعطاء الفرصة للفنان الراحل أحمد زكى فى بداية مشواره الفنى كى يلعب أدوار البطولة فى السينما، حيث لم يكن يمتلك إمكانيات الفتى الأول أو نجم الشباك كما يطلق عليه فى وجهة نظر الكثير، ولا سيما فى وجود نور الشريف ومحمود عبد العزيز، بالإضافة إلى حسين فهمى وقبله محمود ياسين، حتى أثبت زكى عن جدارة أنه أهل للثقة بموهبته وأدائه المميز، كذلك الفنان الواعد الصاعد بسرعة الصاروخ محمد ممدوح خلال دوره فى فيلم "بشترى راجل"، استطاع أن يحطم مفهوم الأغلبية عن أبطال الأفلام الرومانسية.. تدور الأحداث حول شخصية شمس، وهى امرأة في مُنتصف الثلاثينيات، ذات شخصية عملية صارمة وحادة الطباع، مُتحققة في عَملها. تَكتشف أن فرصتها في الانجاب أصبحت قليلة ولأنها مُعقدة من الرجال تُفكر في طريقة للإنجاب دون زواج. تقوم بعمل إعلان للبحث عن زوج صوري لتُنجب طفلها عن طريق عملية الأنابيب، أما بهجت فهو طبيب بيطري في أواخر الثلاثينيات من عمره، ذو شخصية عَفوية وتلقائية ومُتعثر مادياً، يَتجاوز مُضطراً عن صرامة شمس وحدة طباعها طمعا منه في مقابل مادي لزواجه الصورى منها. يكون العائق الأكبر أمامه هو كيفية إخفاء الأمر عن رفيقته سالي والتي وعدها بالزواج فور تحسن حالته المادية.

والتحية واجبة فى حقيقة الأمر إلى دينا حرب منتجة الفيلم لأكثر من سبب، حيث تحمست للمؤلفة إيناس لطفي فى أول أعمالها على الإطلاق، بل إنها أسست ورشة للسيناريو تعطى الفرصة للمواهب الشابة وهذا الفيلم هو باكورة أعمالها، فضلا عن استخدامها إسلوبا خاصا بل وفريداً من نوعه فى الترويج للأفلام المصرية عن طريق مقطع مصور تم بثه على شبكة الإنترنت لفتاة تبحث عن حيوانات منوية من رجل بمقابل مادى من أجل الإنجاب، حيث إنها تحلم بالأمومة ولكنها لا تريد الزواج، وبالفعل وقعنا جميعا بالفخ وتناقلت وسائل الإعلام المختلفة هذه القضية المثيرة للجدل، وفى الوقت المناسب كشفت الشركة المنتجة أن هذا المقطع هو بمثابة دعاية لفيلمها الجديد "بشترى راجل"، وأصبح المشاهدون أكثر شغفا بمشاهدة هذا العمل الجرئ، خاصة فى وجود حملات إعلانية ذكية ومبتكرة على وسائل التواصل الاجتماعى.

خاضت النجمة نيللى كريم التحدى وقبلت بطولة الفيلم بل وتحمست للمشاركة بأجرها كاملا فى الإنتاج، هى والمخرج محمد على، حيث إنها بالتأكيد كانت تريد تقديم تجربة جديدة ومختلفة شكلا ومضمونا، فى ظل جرعات ربما فاقت الحد من التراجيديا عبر ثلاثة مسلسلات درامية قدمتها منذ عام 2014 من "سجن النسا" إلى "تحت السيطرة" وصولا الى "سقوط حر"، وبالفعل استطاعت وربحت نيللى الرهان وبدلت جلدها بمنتهى الأريحية، لتثبت أنها تستطيع أن تلعب كل الأدوار بمنتهى الحنكة.

اللافت فى الفيلم منذ الوهلة الأولى هو استخدام ديكورات وأزياء متناغمة تماما برعت فى تقديمها نادية عادل وإنجي المر، بالإضافة الى مولد موهبة جديدة فى الموسيقى التصويرية وهو أمير هداية والتى لم تكن تجربته الأولى موفقة فى فيلم "على جثتى"، وأضافت كادرات مدير التصوير عبد السلام موسى الكثير من التأثير وساعدت فى شد إيقاع الشريط السينمائى، وبدا حرصه واضحا فى استخدام اللقطات المفتوحة فى المزرعة التى يمتلكها محمد ممدوح مع شروق الشمس، فى رمزية عن فكرة التمسك بالأمل فى الأمومة التى تسعى وراءها نيللى للإنجاب.

محمد على المخرج لم نشعر به إطلاقا كوسيط يفسد للعلاقة بين المتفرج والعمل الفنى، وتناول هذا الموضوع الشائك بصورة ساخرة وجذابة، ونجح ببراعة فى توصيل رسالة "بشترى راجل" لبر الأمان، حيث يتجاوز الأمر مجرد فكرة مجنونة خطرت بذهن سيدة ناجحة فى عملها تكره فكرة تحكم الزوج بها مستندة على فشل العلاقة قبل بدايتها بارتفاع نسب الطلاق بصورة ملحوظة، وبرغم توقع عدة محاور مفصيلة فى الأحداث، إلا أن ذلك لم يفسد متعة المشاهدة.

ولا يجب ان ننهى الحديث عن الفيلم دون الثناء على مشهد ظهور الفنان بيومى فؤاد الخاطف، والذى دائما ما يحمل فى جعبته الجديد بمجرد ظهوره على الشاشة، وأيضا سلاسة أداء الفنانة ليلى عز العرب والتى لعبت دور والدة شمس، أو براعة الفنان محمد حاتم فى تجسيد دور خال "تايسون" وما يحمله ذلك من مفارقات.