صدر عن مؤسسة "أروقة" للنشر والترجمة، رواية بعنوان "أنف واحد لوطنين"، للروائى اليمنى سامى الشاطبى، ضمن سلسلة "إبداعات الرواية العربية".
تمثل الرواية - حسب البيان الصادر عن الدار- اتجاهاً شديد الحساسية فى التعامل مع الواقع، حيث تتناول قضية اجتماعية وإنسانية تختص بمأساة الأفراد الذين يولدون من أب يمنى وأم أثيوبية، ويتعرضون لشتى أنواع التهميش والقهر والاغتراب، وهم موزعون بين هويتين ووطنين ويعانون من عدم الاعتراف بهم سواء من المجتمع اليمنى أو المجتمع الأثيوبى، حيث تطرح ما تمثله من انكسارات على مستوى الذات من خلال شخصية صادق هذا المولّد "الهجين".
الرواية تبرز ما تعكسه هذه الحالة من تشريح للمجتمع اليمنى ونظرته العنصرية لهذه الفئة من الأفراد.
يعتمد الراوى نوعين من السرد وهما: السرد الخارجى حيث يقدم صورة شاملة لعلاقات الذوات الحاضرة فى النص، حيث يصف سيرة الأب منذ هجرته قسراً من قريته بعد نزاع مع أخيه على الميراث ثم سفره إلى أثيوبيا للتجارة فى العسل وزواجه من أمه الأثيوبية وحتى وفاة الأب والأم.. وهنا تبدأ معاناته الحقيقية سواء مع عائلة أبيه وخاصة عمه الكبير الذى يسلبه ميراثه، وكذلك مع المجتمع الذى يرفض الاعتراف به بل ويرفض أن يتيح له فرصة للعمل أو المأوى.
أما السرد الداخلى فهو يقدم صورة البطل من الداخل مشاعره وأحاسيسه وانفعالاته بكل هذه الأحداث فى لغة فنية متميزة وتقنيات سردية مختلفة مع قدرة على تجسيد هذا العالم النفسى لتلك الشخصية وينفتح المكان الروائى على أماكن يمنية مثل "تعز، صنعاء، ذمار، الحديدة، حزيز، بير عبيد، باب اليمن، الزبيرى، مأرب، عمران، بهعان" وكذلك أماكن أثيوبية مثل "أديس أبابا، ماركاتو، أسلا" بكل ما تمثله تلك الأماكن من خصوصية اجتماعية وإنسانية .