يحكى أنه فى زمن من الأزمان، خرج العطر يفوح من كل مكان، سار الناس وراء الرائحة الطيبة يتساءلون من أين أتت، ليتفاجئوا بمكان يملأ الحب قلوب ساكنيه.
وقف الجميع منبهرا بما حوله، بيوتا بيضاء كالثلوج، أطفالا كالأميرات فى قصص الكارتون، وفتيات كالملكات يتزين بالورود.. لابد أن تلك هى الجنة، نعم وهؤلاء الحوريات، فلا يمكن أن تكون تلك مدينة على كوكبنا، كيف لعالم مثل ذلك أن يكون بيننا، ولكنها الحقيقة تلك القطعة من الأرض موجودة فى إحدى دول أفريقيا.
كان فى قديم الزمان فتاة تدعى آجوران، تلك الفتاة الصغيرة كبرت فأصبحت إمبراطورة تحكم جزءا من أرض الصومال، فى القرن الخامس عشر الميلادى.
بداية الحكاية، تفاعلت تلك الفتاة مع كافة القيود التى كانت تواجهها لسبب واحد فقط "أنها فتاة" واستطاعت بذكائها وحنكتها أن تتغلب على كافة القيود والمشاكل التى كانت مفروضة عليها، فى مجتمع يتعامل بكل قسوة مع النساء.
فمعنى كونها أنثى لا يمكن أن يكون لها رأى، لم تكن آجروان فقط هى من عانت فى فترتها من تلك الأمور، فبالرغم من كوننا فى عصر التقدم والتكنولوجيا إلا أن المجتمع الشرقى لا يمكن أن يحاول تغيير فكرة تملكته تجاه النساء.
آجروان حاربت أهلها، حاربت جميع من كان يحاول أن يقف ضد تحقيق حلمها، حاربت الجميع بمفردها وبسلاح واحد فقط عقلها وقلبها الممتلئين بالإصرار والعزيمة.
أصبحت إمبراطورة وحكمت بلادها وجعلتها من أفضل وأعظم البلاد، جعلت الجميع يتحاكون ببلادها، ويتفاجئون حينما يعرفون أن من وراء هذا الجمال امرأة.
كانت آجروان مجرد بطلة فى رواية، ولكن هناك الكثير منها حولنا، مجتمعاتنا فقط هى الوحيدة التى لا تعترف بأن النساء لديهن قدرة القيادة بل فى بعض الأحيان أفضل بكثير من الرجال، فهل سيأتى اليوم الذى من الممكن أن تتغير تلك الفكرة.