استطاع باحثون في جامعة هارفارد الأمريكية من إنشاء خريطة رقمية تظهر دماغ الإنسان بالتفصيل، وذلك إستنادا إلى عينة أخذت من أنسخة المخ، بمقياس مليمترا واحدة، وأتضح بعدها أنها تحتوي على مليون و400 ألف من الجيجابايت من المعلومات، وحوالي 57 ألفا من الخلايا و150 مليون مشبك عصبي، وهي روابط بين الخلايا العصبية.
وعقب أحد المشاركين في نتائج تلك الدراسة ويدعى فيرن جين، بأن الأمر محير للغاية وأتفهم عن كيفية تداول وفهم كل ذلك التعقيد من ملايين الخلايا العصبية وآلاف المعلومات في منطقة لا تتجاوز نصف حبة الأرز.
أخذت تلك العينة من دماغ أحد المصابين بالصرع، تحديدًا من النصف الأمامي الأيسر من الدماغ وهو الجزء المسئول عن تذكر الأشياء والكلمات والحقائق، فضلا عن جميع تجارب الإنسان في حياته.
استخدم الباحثون والعلماء مجهرًا إلكترونيًا لأجل تصوير ما يقارب من 5000 شريحة من النسيج، إذ بلغ جحم كل منها 30 نانومتر، وكان الهدف هو الحصول على رؤية عالية الدقة لهذه القطعة من الدماغ، وقال أحد العلماء الذين رجعوا لنتائج هذه الأبحاث أن هناك الكثير من الأشياء الجديدة التي وجدتها والتي تختلف تمام الاختلاف عما تم دراسته في الكتب المدرسية.
فعلى سبيل المثال، عثر الباحثون على نقاط بحثية جديدة وهي: أن الخلايا العصبية ترتبط مع بعضها البعض عن طريق مشبك عصبي 50 مشبكًا عصبيًا، فمن المتعارف عليه، أن هناك مشبكًا عصبيًا واحدًا وهو المسئول عن الربط بين تلك الخلايا العصبية أو بحد أقصى ثلاثة مشابك.
كما لاحظ فريق الباحثين حالات من المحاور، وهي اللوامس الموجودة على الخلايا العصبية التي تنقل الرسائل، تلف نفسها بعقد لكنهم لم يتمكنوا من معرفة السبب، في حين أن عينة الأنسجة لم تظهر أي دليل على المرض، ولم يتمكن الباحثون في الأخير من معرفة ما إذا كانت هذه المفاجآت التي وجدوها بداخل نسيج الدماغ مرتبطة بطريقة ما بالصرع الذي يعاني منه الشخص أم العلاجات التي كان يتلقاها.
فيما قال تيم موسكا وهو عالم الأعصاب بجامعة توماس جيفرسون: "لا يعد هذا إنجازًا تكنولوجيا مثيرًا للإعجاب فحسب، بل إنه أداة ومورد يهدفان حقا إلى المشاركة مع العالم وإخراج كل هذه المعلومات إلى العالم، لقد قامت هذه المجموعة بعمل مذهل في تصميم كل الأدوات والخطوط الأنابيب الجديدة لجعل هذا متاحًا لأي شخص يريد النظر إليه، ويريد التفكير فيه، ويريد استخدامه في أبحاثه"، وذلك نقلا عن مجلة سميثسونيان.