تمكّن المركز القومي للبحوث من تطوير أقمشة خاصة تستخدم في علاج التقرحات الجلدية الناتجة عن الانضغاط، مثل قرح الفراش، باستخدام مواد طبيعية متوفرة في البيئة المصرية. تم تصميم هذه الأقمشة بحيث لا تلوث البيئة ويمكن التخلص منها بشكل آمن، كجزء من مبادرة المركز تحت اسم "بديل المستورد"، التي تهدف إلى تعزيز الصناعات التحويلية المحلية.
وقالت الدكتورة مروة عاطف رئيسة قسم هندسة الغزل والنسيج بالمركز في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الجمعة إن الفريق البحثي نجح في تصميم وإنتاج منتجات نسجية للوقاية من حدوث قرح الفراش أو المساعدة في تخفيف أعراضها عند بداية ظهورها، والتي تنتج بسبب ثبات الجسم على وضع معين فترات طويلة مما يسبب ارتفاع درجة حرارة الجلد التي تؤدي للإصابة بالبكتريا والفطريات مما يؤدي إلى تآكل طبقات الجلد وظهور القرح.
وأضافت أنه تم الاعتماد على أنواع مختلفة من الأقمشة المنسوجة والتريكو بتراكيب بنائية محددة وباستخدام خيوط من القطن، والقطن بوليستر ميكروفيبر، والبامبو/بوليستر بالإضافة إلى استخدام آلياف البوليستر القصير المجعد.
وأوضحت انه تمت المعالجة على المنتجات في مراحل مختلفة بمواد مركبة لتوفير عنصر الراحة الحرارية (مقدار الحرارة الكامنة، مقاومة الكهرباء الإستاتيكية، مقاومة النشاط البكتيري، والعزل الحراري) مما يحافظ على ثبات درجة حرارة الجسم بحيث يمنع ظهور قرح الفراش عند الثبات لفترة طويلة.
وأشارت إلى انه تم تصميم وإنتاج ثلاثة أنواع بتكلفة اقتصادية اقل من المنتج المستورد من تلك المنتجات بمواصفات وخواص وظيفية مختلفة تعالج مشكلة التخزين والتنظيف ويمكن استخدامها في المنازل و العناية المركزة وغرف المستشفيات .
ونوهت مروة إلى انه يمكن كذلك للأشخاص العاديين استخدام تلك المنتجات خاصة الذين تفرض عليهم الظروف الثبات على وضع معين لفترات طويلة مثل السائقين ومستخدمي أجهزة الكمبيوتر وغيرهم.
وكان المركز القومي للبحوث في شهر فبراير الماضي قد اطلق مبادرة "بديل المستورد" في إطار استراتيجية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بان يكون تحويل نتائج البحوث العلمية إلى ابتكارات ومنتجات شعار المرحلة القادمة.
وتستهدف المبادرة إعادة الثقة في المنتجات والابتكارات المصرية سواء للمستثمرين ورجال الصناعة أو للجمهور بعد فترة طويلة من الاعتماد على المنتج المستورد، كما تعمل على تقديم حلول علمية تكنولوجية للتغلب على المشاكل القومية وربط المنتجات البحثية بالصناعة، وتوجيها لخدمة المجتمع، ومواجهة التحديات التي تواجه النمو الاقتصادي، والاهتمام بمنتجات البحث العلمي المحلية كبدائل للمستورد.