الإثنين 8 يوليو 2024

محطات في تاريخ العلاقة بين الأزهر وتايلاند.. مسيرة علمية ودعوية وتعليمية مشرقة

الأزهر الشريف

أخبار5-7-2024 | 20:17

دار الهلال

يولي الأزهر الشريف اهتماماً كبيراً للطلاب الوافدين، ويعمل جاهداً على التغلب على العقبات التي تعترض طريقهم لينتفعوا بالمنهج الوسطي المعتدل، ويساهموا في نشر السلام والفكر الوسطي في بلدانهم، خاصة طلاب تايلاند والمسلمين فيها، حيث يعدون نموذجاً مثالياً وتطبيقاً عملياً لطلاب العلم. يأمل الأزهر أن يعود هؤلاء الطلاب إلى بلدانهم ليطبقوا ما تعلموه من الأزهر الشريف.

وفي تقرير صادر اليوم الجمعة، وتزامناً مع زيارة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، رئيس مجلس حكماء المسلمين، إلى تايلاند، أوضح الأزهر أن عدد المسلمين في تايلاند يقدر بنحو خمسة ملايين مسلم، معظمهم من منطقة "فطاني"، وأن بانكوك يضم المركز الإسلامي الوحيد في البلاد، إلى جانب العديد من الجمعيات الخيرية والمؤسسات التعليمية الإسلامية. ويوجد العديد من المعاهد المتخصصة في تعليم الشريعة والدراسات الإسلامية، بالإضافة إلى المدارس الإسلامية الصيفية، ويبلغ عدد المعاهد التي تعادل شهادات الأزهر الشريف في تايلاند 172 معهداً.

ويبلغ عدد الطلاب الذين يدرسون في الأزهر من تايلاند 2970 طالبًا وطالبة في جميع مراحل التعليم. يستفيد الطلاب التايلانديون من 642 منحة دراسية من الأزهر الشريف، تتوزع بين 402 منحة داخل المدينة و240 منحة خارجها.

ويدرس 2328 طالبًا على حسابهم الخاص أو بمنح من جهات أخرى غير الأزهر.

وأشار المتحدث إلى وجود 21 مبعوثاً من الأزهر في تايلاند، يقومون بمهام دعوية ونشر تعاليم الإسلام في مختلف أنحاء البلاد. يقوم المبعوثون الأزهريون أيضًا بتعليم الطلاب والطالبات العلوم الشرعية واللغة العربية، ويُعرفون بـ "أصحاب اللغة"، حيث يستفيد من تعليمهم جميع أفراد المجتمع من خلال المحاضرات والدروس في المساجد والفعاليات الدينية.

وأكد الأزهر أن الشعب التايلاندي، محب للأزهر الشريف، ويحرص على إرسال أبنائه إلى مصر؛ كي يتعلموا في الأزهر ثم يعودون بعد ذلك بما حملوه من علم وأخلاق، وهي أمور من شأنها أن ترتقي بمكانة المجتمع التايلاندي، ويتجلى ذلك في تقبلهم للآخر وحسن معاملتهم مع غيرهم من أبناء الشعوب الأخرى؛ ما يجعل من التايلانديين خیر أداة لنشر الفكر الديني الأزهري الوسطي المعتدل ليس في مجال التعليم فقط بل في أي مكان يذهبون إليه، سواء أكان ذلك الأزهري التايلاندي طبيباً أو معلماً أو عاملاً أو في أي مكان يكون داعياً ناشراً للفكر الأزهري الوسطي بحسن تعامله.

ويستضيف الأزهر، أئمة تايلاند لتدريبهم في أكاديمية الأزهر العالمية لتدريب الأئمة والوعاظ، وتقديم الفهم الصحيح حول مختلف القضايا والمستجدات على يد كبار علماء الشريف تهدف لرفع الكفاءة العلمية للدعاة والوعاظ، وصقل مواهبهم الدعوية، وتزويدهم بمنهج الأزهر الوسطي الذي يدعو إلى نشر قيم التسامح والسلام، من خلال فهم النصوص الشرعية فهما صحيحا وحسن تنزيل آيات الكتاب والسنة، ومراعاة فهم الواقع وفقه الأولويات وفقه المآلات، لأن من يتقن هذه الأدوات يتقن المنهج الوسطى، كما يفهم آيات الأحكام وأحاديث الأحكام، فهما يليق بالواقع ومقتضيات العصر الذي نعيشه اليوم.