وصفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان بالرئاسة الإيرانية بأنه يشير إلى احتمال تخفيف حدة التوترات بين إيران والدول الغربية، رغم أنه قد يواجه تحديات كبيرة في تحقيق تغييرات داخل النظام.
وأوضحت الصحيفة في تقريرها الصادر اليوم أن الشعب الإيراني أظهر اهتمامًا أكبر من السابق بالمشاركة في الانتخابات الرئاسية، حيث اختاروا المرشح الإصلاحي الذي يسعى لإعادة الاتصالات مع الغرب وتخفيف القيود الأخلاقية الصارمة في البلاد.
وأشارت إلى أن خوفهم من التطرف دفعهم للتصويت لمسعود بزشكيان الذي وعد بالتخلص من قيود شرطة الأخلاق واستئناف المفاوضات النووية.
وفاز بزشكيان، الذي يبلغ من العمر 69 عامًا، بأكثر من 53% من الأصوات، متفوقًا على منافسه سعيد جليلي، وفقًا للنتائج الرسمية التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية ونقلتها التلفزيونات الرسمية، مع مشاركة بلغت 49.8%.
وأشارت إلى أن بزشكيان سيواجه الآن مهمة صعبة في إدارة السياسة الإيرانية والتعامل مع اقتصاد تضرر ومجتمع يشهد احتجاجات متكررة خلال السنوات العشر الماضية.
وأكدت الصحيفة أن ترشحه يعكس الضغوط التي يواجهها النظام الثيوقراطي في إيران، حيث كانت الحكومة تسيطر على الموافقة على المرشحين للرئاسة، ويتخذ المرشد الأعلى علي خامنئي القرار النهائي في السياسة.
وبالرغم من ذلك، فإن الحكومة سمحت بحملات انتخابية منافسة تحت رقابتها الصارمة، في محاولة لتقديم صورة إيجابية ومنع تصاعد الاحتجاجات ضدها.
وأشارت الصحيفة إلى أن بزشكيان، الذي وُلد في مدينة مهاباد الغربية، يُعتبر من الشخصيات المعروفة بمرونته، ما ساعده على البقاء في اللعبة السياسية، حيث تجنب تجاوز الخطوط الحمراء للنظام، ولا ينادي بإلغاء الحجاب الإلزامي وكان حاضرًا في المسيرات برفقة ابنته المحجبة.
وخلال حملته الانتخابية، أظهر بزشكيان انتماءً كبيرًا للنظام السياسي، وارتدى الزي الأخضر للحرس الثوري الإسلامي، وأشاد بالقائد الراحل قاسم سليماني، الذي قتل في هجوم أمريكي عام 2020.
وفقًا للصحيفة، يمكن أن يؤدي فوز بزشكيان إلى تخفيف التوترات بين إيران والغرب، بينما يواجه تحديات كبيرة في تحقيق التغيير داخل النظام المحافظ.