السبت 5 اكتوبر 2024

«نيويورك تايمز»: فوز بزشكيان برئاسة إيران يجدد الآمال في حدوث انفتاح دبلوماسي مع الغرب

مسعود بزشكيان

عرب وعالم7-7-2024 | 13:03

دار الهلال

قالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن فوز المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان برئاسة إيران جدد الآمال في حدوث انفتاح دبلوماسي مع الغرب في عهده .

وذكرت الصحيفة - في مقال نشرته اليوم الأحد - إنه مع بزشكيان رئيسا، قد تشهد إيران تخفيفا لسياستها الخارجية المتشددة وحتى فرصة لانفتاح دبلوماسي جديد، كما يرى مسؤولون وخبراء حاليون وسابقون .

وأشارت إلى أن بزشكيان، طبيب القلب وعضو البرلمان ووزير الصحة السابق، يتمتع بخبرة مباشرة قليلة في السياسة الخارجية، لكنه تعهد بتمكين معظم الدبلوماسيين الإيرانيين من النخبة والمؤيدين للعولمة من إدارة أجندته الخارجية، مما زاد الآمال في علاقة أكثر دفئا مع الغرب .

وقال دينيس روس - الذي عمل كمساعد خاص للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما ومفاوض منذ فترة طويلة في الشرق الأوسط - إن بزشكيان "يمثل موقفا أكثر براجماتية وموقفا أقل تصادميا تجاه الخارج والداخل"، ومع ذلك، أشار روس إلى أن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي "سيفعل الكثير للحد" من الأجندة الدولية لبزشكيان. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين ومحللين أن السياسات الخارجية الإيرانية أصبحت متشددة بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، وقد يستمر هذا الاتجاه في عهد بزشكيان .. ويشمل ذلك ترسيخ التحالفات مع دول أخرى - كما فعلت إيران من خلال تسليح روسيا بطائرات بدون طيار وصواريخ لمهاجمة أوكرانيا - وتصوير نفسها كقوة لا يستهان بها، في كل من الشرق الأوسط والغرب، على الرغم من الاضطرابات الداخلية واقتصادها المضطرب.

ويقول المحللون إن التأثير الأكبر للرئيس الإيراني على المستوى الدولي هو تشكيل كيفية النظر إلى سياسات إيران في جميع أنحاء العالم، إلى حد كبير من خلال الدبلوماسيين الذين يختارهم.. وفي هذا الصدد، فإن التناقض بين بزشكيان وأبرز منافسيه، المحافظ المناهض للغرب سعيد جليلي، صارخ.

وأوضح خبراء أنه خلال فترة الرئاسة المتشددة للرئيس الإيراني الأسبق محمود أحمدي نجاد، عارض جليلي بشكل قاطع التوصل إلى اتفاق مع القوى العالمية للحد من برنامج إيران النووي مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية المؤلمة.. وبدلا من ذلك، دفع باتجاه تخصيب اليورانيوم إلى مستويات صالحة لصنع الأسلحة. وقال علي فايز، مدير شؤون إيران في مجموعة الأزمات الدولية، إن نهج جليلي "أدى إلى عزلة إيران.. إنه لا يؤمن بقيمة التعامل مع الغرب"، معربا عن اعتقاده بتزايد احتمالات تحقيق انفراجة دبلوماسية في عهد بزشكيان.

كما أوضح فايز إن بزشكيان لم يطرح أي مقترحات محددة في السياسة الخارجية ، وهو صريح إلى حد ما بشأن افتقاره إلى الخبرة الدولية.. لكن كبير مستشاري السياسة الخارجية لحملته كان محمد جواد ظريف، وزير الخارجية السابق الذي توسط في اتفاق نووي مع القوى العالمية في عام 2015، وهو دبلوماسي ذكي يتحدث الإنجليزية وعاش في الولايات المتحدة، مما عرضه للسخرية من المتشددين داخل إيران . ولفتت الصحيفة إلى أن الاختبار الرئيسي لاهتمام إيران بالدبلوماسية مع الغرب هو ما إذا كانت ستستجيب للجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي لعام 2015، وهي القضية التي تعقدت بسبب ترشح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب .

وقال الخبراء إن الحرب في غزة أدت إلى تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة والقوات المدعومة من إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، مما قلل من إمكانية التوصل إلى اتفاقيات جديدة بين واشنطن وطهران. ومع ذلك، يدرك الإيرانيون أن الولايات المتحدة عازمة على تجنب توسيع الصراع في الشرق الأوسط، وكانت هناك رسائل عبر القنوات الخلفية بين العاصمتين للتأكيد على المخاطر.

وأنعش تبادل السجناء العام الماضي بين البلدين الآمال في مزيد من التعاون الدبلوماسي، كما حدث خلال المحادثات غير المباشرة بشأن البرنامج النووي .. لكن إيران تركز الآن على كيفية - أو ما إذا كانت - ستتعامل مع ترامب إذا فاز مرة أخرى بمنصب الرئيس في نوفمبر المقبل، كما تتوقع الطبقة السياسية الإيرانية على نحو كبير.

وقال دينيس روس إن الرئيس الإيراني الجديد سيكون لديه بعض الحرية في ضبط التوازن بين "البراجماتية أو الالتزام بالمعايير الأيديولوجية التي يضعها المرشد الأعلى" في اتخاذ القرارات الحكومية . لكن روس يرى أن هذا لن يصل إلى أبعد من ذلك في تعاملات بزشكيان في السياسة الخارجية، وخاصة مع الولايات المتحدة، حيث وضع خامنئي حدودا واضحة، حتى أنه نأى بنفسه عن الاتفاق النووي لعام 2015.