تتميز خريطة الأميرال بيري ريس بالدقة الكبيرة التي سبقت عصرها بمئات السنين، إذ عرضت تلك الخريطة سواحل أمريكا الجنوبية وأفريقيا والمحيط الأطلسي، ويرجع ذلك التميز إلى إستناد بيري إلى العديد من المصادر المتعددة مثل الخرائط القديمة لليونان والرومان، فضلا عن الإستعانة بملاحظات البحارة الأسبان البرتغاليين في عصره.
رسمت هذه الخريطة في عام 1513 في أيام الخلافة العثمانية، وتوضح سواحل المحيط الأطلسي وأجزاء من أمريكا الجنوبية، بالإضافة إلى جزر الكاريبي وبعض أجزاء من أمريكا الشمالية وأفريقيا، فضلا عن توضيح أماكن الجزر المختلفة في العالم والطريق البحرية التي كانت مشهورة بين سكان العالم في تلك الحقبة من الزمن، وبالنسبة إلى الدول التي أظهرتها تلك الخريطة هي : البرازيل، وأظهر بيري ريس العديد من الدول في الساحل الجنوبي الغربي لشبه الجزيرة الإيبيرية "أسبانيا والبرتغال، ومن ضمن الجزر التي وثقها في خريطته كانت جزر الأزور وكاب فيردي.
تعتبر هذه الخريطة دليلا على التقدم الجغرافي والمعرفي في الربع الأول من القرن السادس عشر الميلادي في الحقبة العثمانية، وعكست الخريطة قدرة البحارة العثمانيين على الوصول إلى معلومات دقيقة عن المناطق البعيدة، وأثارت تلك الخريطة اهتمام العديد من الباحثين والمؤرخين بسبب دقتها وتفاصيلها، وأصبحت موضوعا للعديد من الدراسات والبحوث التاريخية والجغرافية.
استطاع بيري ريس أن يرسم أجزاء من غرب العالم تحديد "الأمريكتين" قبل اكتشافها رسميا من قبل المستكشفين الأوروبيين، بعض الباحثين أن هذه الخريطة، تعد دليلا قاطعا على حضارة قديمة متقدمة لديها معرفة بالجغرافيا العالمية، بينما يعتقد آخرون أنها قد تكون مزيجا من خرائط ومصادر مختلفة كانت متاحة في ذلك الوقت، لا يزال إلى الآن الأصل الحقيقي ودقة خريطة بيري ريس محل جدال.