ضُرب بها المثل، فهي صاحبة المثل الشعبي الفكاهي المعروف "فاكرة نفسك السفيرة عزيزة"، فتلك السيدة هي فخر لكل مرأة مصرية، فتحملت المسؤلية مُنذ الصغر، أسست أول دار حضانة فى الريف المصري، وأول سفيرة مصرية وعربية في الأمم المتحدة، مثلت مصر فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وضعت البرنامج المصرى لتنظيم الأسرة وللقضاء على ظاهرة ختان الإناث، فهي السفيرة "عزيزة سيد شكرى دحروج".
وُلدت عزيزة سيد شكرى دحروج، فى قرية ميت يعيش التابعة لمدينة ميت غمر، بمحافظة الدقهلية، في عام مميز قامت فيه ثورة 1919 ، اسماها والدها عزيزة نسبه لجدتها، كان له دور كبير ومؤثر في حياتها حيث تمسك بتعليمها رغم الظروف الصعبة التي واجهتهم.
أصيبت والده عزيزة بمرض الزهايمر فواجهت صعوبة في رعاية أولادها الخمسة، تولى الأب تربيه أولاده وتحملت عزيزة المسؤلية وساعدت والدها في الاهتمام بأشقائها على الرغم من عمرها الصغير، ولكنها لم تقصر في دراستها، فتخرجت من مدرسة الأم المقدسة، وتعلمت بها اللغة الفرنسية، ثم التحقت بالجامعة الأمريكية، وأجادت هناك اللغة الإنجليزية، بعد تخرجها من الجامعة ابتدت مسيرتها في العمل الاجتماعي.
تطوعت عزيزة للعمل فى الجمعيات الخيرية، في نادى سيدات القاهرة، وكان لها دور مؤثر في دعمها للمرأة، استمرت في انجازتها حتى تزوجت من أحمد بك حسين، أول سفير لمصر فى الولايات المتحدة الأمريكية عقب ثورة يوليو،، لم يعرقل الزواج حياتها، فيُعد نقطة انطلاقها فكان زوجها من الشخصيات المؤثرة في حياتها.
أنشأ أحمد بك حسين جمعيه مصلحة الفلاح، وساعدته زوجته عزيزة في دعم الفلاحات في الريف لمعرفة مشاكلهن ومساعدتهن، كما أسست أول دار حضانة فى الريف المصري في قرية سنديون بالقليوبية.
انتقلت عزيزة مع زوجها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بناء على دعوة من منظمة الأمم المتحدة، حصلت هناك على لقب السفير كخبيرة اجتماعية، وأول سيدة مصرية تمثل بلادها فى الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كتبت الصحف الأميركية والعالمية عن السفيرة عزيزة، بصفتها أول مصرية وعربية فى العمل الاجتماعى، فألقت محاضرات عن التنمية البشرية والعمل الاجتماعى فى حوالى 40 ولاية أمريكية وحققت شهرة واسعة.
شاركت عزيزة فى كتابة الاتفاقية الدولية لمنع التمييز ضد المرأة، وقادت حركة تنظيم الأسرة، ورأست جلسات المجلس الدولى للرعاية الاجتماعية مطلع السبعينيات، واجتماعات اليونسكو فى باريس 1978، كما تولت منصب رئيسة الاتحاد الدولى لتنظيم الأسرة فوضعت البرنامج المصرى للقضاء على ظاهرة ختان الإناث.
حصلت السفيرة عزيزة على جائزة الاتحاد عام 2000، ونالت ميداليتها المرموقة من منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة، والتي حصلت عليها "الأم تريزا، وأنديرا غاندى"، تقديرًا لدورهما في دعم المرأة والأسرة محليًا وعالميًا بمشروع تنظيم الأسرة، استمرت اسهامات السفيرة عزيزة حتى رحلت فى 19 يناير 2015، وتركت مسيرة حافلة بالإنجازات، والتحديات، فهي خير نموذج للمرأة.