الثلاثاء 16 يوليو 2024

الغزل والنسيج .. استعادة قاطرة الصناعة المصرية لتعظيم العائد من الصادرات سنويا

صناعة الغزل والنسيج

اقتصاد11-7-2024 | 14:41

أنديانا خالد

تستهدف الحكومة الجديدة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، إعادة تشغيل المصانع المتوقفة خاصة الغزل والنسيج، حتى تحقق تكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي بالوصول إلى صادرات 100 مليار دولار سنويا، وفي هذا الإطار قام المهندس محمد شيمى، وزير قطاع الأعمال، في أولى جولاته بعد حلف اليمين، بتفقد مصانع الغزل والنسيج.

ورأى الخبراء في مجال الغزل والنسيج أن مصر قامت بتدشين أكبر مصنع للغزل في العالم بالمحلة الكبرى، بجانب إقامة أكثر من مجمع للصناعات النسيجية، منها مجمع  صناعات بمصر حلوان للغزل والنسيج، مما سيكون لها مردود إيجابي خلال الفترة المقبلة، ولكن يظل هناك بعض التحديات والتي على رأسها تراجع مساحة زراعة القطن طويل التيلة، بجانب استيراد الصبغة، وأيضا تقادم ماكينات المصانع.

فيما تواصل الحكومة تدشين مشروع مصانع الغزل والنسيج والملابس الجديدة بتكلفة تصل لنحو 50 مليار جنيه فمن المستهدف أن يصل الإنتاج السنوي إلى 188 ألف طن من الغزول، و198 مليون متر من النسيج، و15ألف طن من الوبريات، إلى جانب 50 مليون قطعة ملابس، حيث هناك توقعات تشير إلى أن الصادرات سوف تزداد بنحو 2.5 مليار دولار سنويا.

ووصلت حجم الصادرات من صناعة الغزل والنسيج إلى  615 مليون جنيه صادرات خلال الفترة من اغسطس 2023 حتي نهاية يونيو 2014، منها 5 ملايين دولار صادرات خلال النصف الثاني من العام المالى الماضى.

وتقوم الحكومة الآن بإقامة 6 مصانع متكاملة لتصنيع الغزل والنسيج وهي، مصنع الصباغة والتجهيز، مصنع الغزل، مصنع النسيج، مصنع تحضيرات النسيج، مصنع التفصيل، مصنع البرم، بجانب أن هناك  مجمع مصانع شركة مصر صباغي البيضا بكفر الدوار، يضم 6 مصانع هي: الغزل، النسيج، تحضيرات النسيج، الصباغة والتجهيز، التفصيل، البرم على مساحة نحو 175 ألف متر،  بقيمة 2.3 مليار جنيه، كما يتضمن مشروع شركة دمياط إنشاء 4 مصانع جديدة للغزل والنسيج والتحضيرات والصباغة بمساحة إجمالية نحو 103 آلاف أمتار، ويتمثل منتجها النهائي في أقمشة الجينز، بقيمة 1.5 مليار جنيه.  

وهناك مجمع مصانع حلوان تضمن الطاقة الإنتاجية 11 مليون متر من الأقمشة والملايات سنويا، و تبلغ طاقة مصنع الحياكة والتفصيل  3 ملايين قطعة قماش شهريا   مصر شبين الكوم وخطة التطوير، بجانب مجمع مصر شبين الكوم" للغزل والنسيج بمحافظة المنوفية، تضم  7 مصانع 4 منها لإنتاج الخيوط القطنية والمخلوطة بالألياف الصناعية وآخران لإنتاج خيوط الاكريليك الصوفي والطرف المفتوح ومصنع جديد لإنتاج خيوط الغزل المدمج.

زراعة القطن في مصر

وبدأت الدولة الاهتمام بزراعة القطن بعد أن بدأت تندثر خلال السنوات الماضية، حيث وصل إنتاج محصول القطن خلال الفترة من 2014-2015 إلى نحو 95 ألف طن، ثم انخفض في 2015-2014، ولكن عاد للصعود مرة أخرى ليصل إلى 258 ألف طن في 2016-2017، ويستمر في الارتفاع ليصل إلى 350 ألف طن خلال 2023، إلا أن خبراء الغزل والنسيج يرون أنه يجب زيادة هذه المساحات خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن مصر منذ نصف قرن ماضي كان حجم الزراعة يصل إلى 2 مليون فدان من القطن.

 وبدأ التعاون بين وزارتي قطاع الأعمال العام والزراعة، للسماح بزراعة 10 آلاف فدان من الأقطان قصيرة التيلة بالتعاون مع القوات المسلحة والقطاع الخاص لتناسب الآلات الحديثة.

 وتم بالفعل تجربة زراعة القطن قصير التيلة بمنطقة شرق العوينات على مساحة نحو 219 فدانًا، وكذلك الجني لإحلال الواردات من القطن قصير التيلة، وبلغ متوسط إنتاجية الفدان الواحد 9.85 قناطير في عام 2021، وبلغت المساحة المزروعة في  2022 نحو 250 فدانا.

ويكون حجم الطلب المحلي والعالمي على الملابس المصنعة من الأقطان قصيرة التيلة يمثل 97%  من إجمالي الأقطان المزروعة مقارنة بـ(2:3%) للأقطان طويلة التيلة، فإن التوسع في زراعة الأقطان قصير التيلة في الصحراء يوفر واردات مصر منها البالغ قيمتها 2 مليار دولار سنويا.

 

دراسة السوق العالمي أولا 

وفي هذا الإطار قال المهندس مجدي طلبة،  رئيس المجلس التصديري للغزل والنسيج والملابس الجاهزة والمفروشات المنزلية سابقا، إن الحكومة الجديدة سيكون عليها عاتق دراسة الوضع الحالي وتقييم المصانع المراد إعادة تشغيلها، فهناك مصانع عليها مديونات لدى البنوك، بجانب تقادم الماكينات، لذا سيكون مسئلة إعادة تشغيل المصانع يحتاج إلى وضع دراسة.

وأضاف خلال حديثة لبوابة «دار الهلال»، أنه يجب تشكيل مجلس يتضمن كل الوزراء بحيث يكون هناك تكاتف لإعادة مصر على خريطة صناعة الغزل والنسيج عالميا، ودراسة الأسواق العالمية واحتياجاتهم، خاصة بعد التطور التكنولوجي ودخول صناعات البتروكميات في الغزل والنسيج، مشيرا إلى أن إعادة تشغيل المصانع بعد تجمد لمدة تصل إلى أكثر من 20 سنة يحتاج إلى تشريح دقيق للواقع.

وأشار، إلى أنه أثناء تولية المجلس التصديري للغزل والنسيج والملابس الجاهزة خلال 2019-2020، قدم استراتيجية تستهدف زيادة الصادرات من 3 مليار إلى 14 مليار  دولار خلال 4 سنوات، إلا أن هناك بعض المعوقات التي منعت تنفيذها خلال هذا الوقت، والتي كانت تستهدف البداية بزراعة القطن طويل التيلة الذي تمتاز به مصر.

وأوضح أن صناعة الغزل والنسيج تبدأ من زراعة القطن طويل التيلة الذي لا يوجد دولة في العالم لديها مثل هذا القطن وعليه طالب عالميا، فقد انخفضت مساحة زراعة القطن من 2 مليون فدان إلى أقل من 200 ألف فدان، مشيرا إلى أن السبب في تقليص المساحة هو أن مساحة الأراضي الزراعيه تراجعت، ووجود بعض التشريعات والقوانين التي خفضت المساحة.

توصيات لإنقاذ الصناعة

وفي السياق ذاته صرح الدكتور حماد عبدالله، رئيس شعبة الغزل والنسيج بنقابة المهندسين، في وقت سابق ، إن هيئة الاستثمار قامت بتخصيص منطقة حرة لصناعة الغزل والنسيج، والتي كانت نتيجة توصيات قدمتها الشعبة منذ 2016 حتى يتم إنقاذ هذه الصناعة، مشيرا إلى أن الشعبة خلال السنوات الماضية كانت دائما ترصد أبرز المشاكل التي تواجه العاملين في المجال، وعرضها على كل الجهات الحكومية.

وتابع ، أن الشعبة سوف تعرض كل التوصيات التي توصلت إليها على  نائب رئيس الوزراء للصناعة المهندس كامل الوزير، كخريطة طريق تقدمها الشعبة لإنقاذ هذه الصناعة الاستراتيجية المهمة وحماية هذه الصناعة الوطنية.

وأشار، إلى أن الفترة الماضية كان هناك منافسات وصفها بأنها غير شريفة  في مجال الغزل والنسيج،حيث وقعت مصر عدة اتفاقيات خلال السنوات الماضية ضرت الصناعة، والتي كانت على رأسها اتفاقية التيسير العربية، بجانب سياسة الاحتكار في سوق الغزل والنسيج، لذا يجب على الحكومة الجديدة أن تتصدى لمثل هذه الممارسات.

وفي نفس السياق أوضح سامي،  نائب رئيس قطاع الصناعات النسيجية بمركز تحديث الصناعة،أن أكبر المشاكل التي تعاني منها صناعة الغزل والنسيج هي أن معظم المصانع لديها ماكينات تعود إلى خمسينيات القرن الماضي، وهو ما يعطي إنتاجية ضعيفة ويستهلك طاقة أكبر،الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تكلفة المنتج النهائي.

وتابع ، أن أبرز المشاكل أيضا التي تواجه الصناعة هي تهريب المنسوجات والملابس إلى مصر وارتفاع أسعار الطاقة وتأخر صرف حافز التصدير، لذا من الضروري أن يتم صرف حافز التصدير بشكل سريع وزيادة القيمة المضافة في «الدروباك»، مشيرا إلى أن جذب استثمارات أجنبية في مجال صناعات الغزل والنسيج سوف يساهم في إعادة إحيائها.

وأوضح أن  إحدى المشاكل التي تواجه الصناعات النسيجية هي استيراد جميع منتجات الصباغة، مشيرا إلى أن مصر قامت بتدشين أكبر مصنع للغزل في العالم بالمحلة الكبرى، بجانب إقامة أكثر من مجمع للصناعات النسيجية، منها مجمع  صناعات بمصر حلوان للغزل والنسيج، مما سيكون لها مردود إيجابي خلال الفترة المقبلة.