لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.
لم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الكاتبات والمؤلفات المشهورين.
لم تستسلم لليأس، خاضت معارك لتحظى بحقها في الالتحاق بالمحاماة، حتى أصبحت أول محامية ترتدي روب الدفاع، إذ فجأت الجميع بدخولها لقاعة المحكمة، وهي مرتدية روب المحاماة وبدأت مرفعتها ودفعها عن كل من فتحى رضوان، وأحمد حسين، والصحفى والناشط حافظ محمود، فكانوا الثلاثة من رموز الحركة الوطنية في مصر ضد الاحتلال البريطاني، كما كانت ضمن أول خمس فتيات التحقن بجامعة القاهرة، إنها المحامية نعيمة الأيوبي.
وُلدت نعيمة الأيوبي في 19 يناير 1914، في محافظة الإسكندرية، فوالدها المؤرخ إلياس الأيوبي، الذي شجعها على القراءة والثقافة واكمال تعليمها، فالتحقت بمدرسة محرم بك الابتدائية بالإسكندرية، ثم انتقلت إلى القاهرة للدراسة بمدرسة البنات الثانوية في الحلمية الجديدة.
بعد إنهائها المرحلة الثانوية، قررت الالتحاق بكلية الحقوق، فكانت تقتدي بعمها وتقول دائمًا: " إنني لن اترافع إلا في قضايا المظلومين لأنتصف لهم من الظالمين، وسأخصص حياتي لخدمة المهنة التي شغفت بها منذ كنت طفلة، ومنذ رأيت عمي محاميًا يفخر برداء المحاماة على أي شيء آخر في الحياة"، ولكن كان هناك عقبة في التحقها بالجامعة فلم يكن مسموح للفتيات دخول الجامعة في ذلك الوقت، فلجأت هي وزميلتها لعميد الأدب العربي طه حسين ووعدهم بتحقيق حلمهم والالتحاق بالجامعة، حتى حدث ذلك لتكون من أول خمس فتيات التحقن بجامعة القاهرة عام 1929.
تخرجت الأيوبي من كلية الحقوق، وبدأت طريقها للعمل بالمحاماة الذي لم يكن باليسير، فخاضت كثير من المعارك لتحصل على حقها وترتدي روب المحاماة، فواجهت رفض المجتمع كغيرها من الفتيات لدخول فتاة لمجال المحاماة، ولكنها لم تستلم حتى قدمت بطلب لمحكمة الاستئناف لقبول قيد اسمها في جدول عموم المحامين، ووفق على طلبها.
فدخلت الأيوبي المحكمة لأول مرة كمحامية للدفاع، ما أثار دهشة الحاضرين، فتولت الدفاع عن ثلاثة رجال من رموز الحركة الوطنية ضد الاحتلال الإنجليزي، وهم: فتحي رضوان، وأحمد حسين رئيس حركة مصر الفتاة، وحافظ محمود نقيب الصحفيين وقتها، فاستطاعت تبرئتهم، لتكون بذلك أول محامية مصرية ترتدي روب الدفاع.
اتجهت الأيوبي إلى العمل بالخدمة الاجتماعية، وتركت المحاماة، رحلت نعيمة الأيوبي في 3 سبتمبر 2002، فكانت خير قدوة لغيرها من الفتيات ليسعوا دائما لتحقيق حلمهم مهما واجهوا من صعوبات.