قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إنه على الرغم من مليارات الدولارات من الأسلحة الإضافية والمساعدات الأمنية التي أعلن عنها حلف شمال الأطلسي (الناتو) هذا الأسبوع لأوكرانيا، أكد مسئولون من الحلف أن أوكرانيا لن تكون مستعدة لشن هجوم مضاد كبير أو استعادة مساحات كبيرة من الأراضي من روسيا حتى العام المقبل.
وأضافت الصحيفة، في تقرير اليوم الجمعة، أن المساعدات التي تشمل الصواريخ والمركبات القتالية والذخيرة والدفاعات الجوية من الولايات المتحدة والدول الأوروبية ستستغرق أسابيع، إن لم يكن أشهر، للوصول إلى الخطوط الأمامية، مضيفة أن بعض الأسلحة التي تعهد الناتو بتقديمها حديثا لم يتم شراؤها أو تصنيعها بعد.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى تصريح وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بأن الطائرات المقاتلة من طراز"إف-16" التي طال انتظارها سيتم تسليمها إلى أوكرانيا هذا الصيف، لكن قد يتم استخدامها في الغالب لأغراض دفاعية، حيث كان الحلفاء يناقشون على هامش قمة الناتو في واشنطن ما إذا كان بإمكان الطائرات الحربية التحليق في المجال الجوي الروسي لشت هجمات.
وفي السياق، قال رئيس ليتوانيا، جيتاناس نوسيدا، أمس أول /الأربعاء/ "في العديد من المناسبات، يمكنك أن ترى أننا قادرون على اتخاذ القرار، لكن لسوء الحظ لا يمكننا التنفيذ بكفاءة. وهذه خيبة أمل كبيرة بالنسبة لي شخصيا، لأن الأوكرانيين يتوقعون وصول تلك المعدات.. لكن هذا لا يحدث".
وفي سياق شكره للحلفاء على تقديم مساعدات عسكرية، أمس الخميس، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي: "نتوقع تسليمها في أقرب وقت ممكن، حتى يمكن إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح".
وتم وصف معظم التعهدات لأوكرانيا في قمة الناتو بأنها التزامات طويلة الأجل للمساعدة في ضمان أمن البلاد على مدى العقد المقبل، وهي تشمل إنشاء مركزا جديدا لتنسيق الأسلحة والتدريب يديره حلف شمال الأطلسي، ومقره في ألمانيا، وتبرعات من أجل ضخ دعم بقيمة 43 مليار دولار من دول الحلف في عام 2025.
وقال مسئول كبير في حلف شمال الأطلسي إن الدعم سيضع أوكرانيا على الطريق نحو القدرة على صد روسيا العام المقبل، بينما تنتظر أوكرانيا وصول المزيد من الأسلحة الغربية وتحرك المزيد من قواتها إلى الجبهة.
وبشكل منفصل، قال مسئول دفاعي أمريكي كبير إن الأوكرانيين سيبقون في موقف دفاعي للأشهر الستة المقبلة، لكن في ظل اضطراب مستمر في ساحة المعركة قد يفشل في النهاية في تحقيق مكاسب كبيرة.
ويقول مسئولون ومحللون أمريكيون إن الوضع في ساحة المعركة تغير بشكل كبير في الأسابيع القليلة الماضية، حيث بدأت المساعدات التي وافق عليها الكونجرس في شهر مايو بنحو 61 مليار دولار في تعزيز الدفاعات الأوكرانية، ويقول المسئولون إن أوكرانيا أبطأت من خلال عملية تجديد الموارد التقدم الإقليمي الروسي في دونيتسك في الشرق وأوقفت هجوما روسيا مضادا بالقرب من خاركيف في شمال شرق البلاد.