متابعة : يحيي مجدي

قدمت فرقة «صوفي» للفنون الأدائية على مسرح الجزويت العمل المسرحي (حادثة) عن نص (الاوتوبيس) لوكاس بيرفوس. يناقش العرض فكرة الاصلاح الداخلي للأشخاص والتي تختلف من شخص لاخر، وكيفية رؤية الشخصيات الرئيسية لهذا الإصلاح وانعكاسه علي تعاملها مع بعضهم البعض، كما يركز العرض علي فكرة البشر وإيمانهم بوجوب التخلص من الاثام والاثمين كتنفيذ لأوامر الرب ومخططه بالمقارنة مع مفهوم الجرائم والعقاب. يلقي العرض الضوء كذلك علي الصراع النفسي الشديد داخل البشر بين التطرف والفكر والجرائم البشعة التي يرتكبونها إيمانا منهم بضرورة مشاركتهم في التخلص منها كان العرض جيداً ومختلفاً عن معظم العروض المنافسة لأنه كان باللغة العربية الفصحي مما جذب انتباه كافة المشاهدين لتركز في المعاني وفهم المضمون وقد ذكر المخرج أحمد فؤاد انه مؤسس لفرقة «صوفي» للفنون الأدائية مخرج في مركز الابداع في الاوبرا كما أنه حصل علي جائزة الدولة للإبداع للفني للدراسة بالأكاديمية المصرية للفنون بروما وقد أخرج عروضاً أخري شاركت في المهرجان القومي للمسرح مثل (مكبث) واختير عرضه (بلا مخرج) في الدورة الثالثة عشرة بمهرجان الشباب المبدع بالمركز الثقافي الفرنسي وحاز العرض علي جائزة أفضل ممثل وممثلة .. «حادثة» عن نص (الاوتوبيس) لوكاس بيرفوس السويسري تابع للمؤسسة الثقافية السوسرية نتاج ورشة صعيد ترك تعمل علي نصوص أسرية بمنظور مختلف يتم تسليمها لمخرجين محترفين للعمل عليها وكنت أنا أحد المخرجين الذي وقع عليه الاختيار وقمت بالعمل علي هذا المشروع في مارس 2016 وهذه هي المرة الأولى للإعادة بناء علي طلب الجمهور، لانه يجبر المشاهد علي احترام العرض نحن نسعي بشكل ما لنثبت بأنه يوجد شكل جديد للمسرح مختلف عن الشكل المعتاد من الممكن ان يكون اقل في الإمكانيات حالياً لكنه أكثر احترافية وكل عملنا علي المسرح لتقديم أعمال تعالج المجتمع وليس السعى علي اضحاك الجماهير دون مضمون جيد ويجب ان يقدم المسرح خدمات اجتماعية للمجتمع أكثر منها ترفيهية فنحن نسعي لذلك طوال الوقت . ويضيف: نحن كفرقة صوفية نقاوم التيار السائد واختيار اللغة العربية في العرض المسرحي يمنحه اهتماماً أكثر من الجمهور وفريق العمل تم اختيارهم من فرق الجامعات وذلك لان الجامعات لديها أفضل الممثلين في مصر واستطرد قائلاً: نجوم «حادثة» لديهم الموهبة الجيدة وذلك لان الفرد الذي يتحدث باللغة العربية مختلف عن اللغة السائدة ومن ينطقونها ويعبر بها حتي تصل إلي وجدان المشاهدين وهذا الأمر يؤكد علي انهم ممثلون مجتهدون.

والجدير بالذكر أن فرقة «صوفي» للفنون الأدائية فرقة مستقلة بدأت في 2015 للعمل علي نشر الفنون الأدائية عن طريق تقديم عروض فنية تحمل أشكالا متعددة من الفن. وتحاول أن تخلق مساحة متشابكة بين عارضي الفنون الأدائية وبين كوادر فنية جديدة في عدد من المساحات الفنية في مصر تهتم الفرقة كذلك بتقديم النصوص المسرحية العالمية والعربية بشكل معاصر يعتمد علي لغة الجسد بجانب اللغة المنطوقة كما تهدف إلي التواصل مع المتلقي العادي من خلال التركيز علي موضوعات وأسئلة يطرحها العقل الإنساني ويعيشها في الحياة اليومية. فريق العمل يتكون من مجموعة من الممثلين الهواة مثل أحمد الشرقاوي الذي يقوم بدور (هيرمان) القاتل الذي تسبب في انقلاب الاوتوبيس ومقتل كل من فيه وهو في حالة صراع داخلي وقناعة أن الركاب كانوا يستحقون الموت. أحمد عادل (انطون) وهو البطل الثاني في العمل الذي كف عن شرب الخمر ولكنه يتحسر علي (هيرمان) في المكان الذي يعمل به بالرغم من رفضه لما فعله في الاوتوبيس ولديه صراعه الداخلي الخاص أيضا، مني سليمان (اريكا) وهي الفتاة التي كان يتوقع هيرمان انها كانت ذاهبة من أجل أن تقابل الرب ولكنه خدع فيها وفي إيمانها بالرب. ساعد فى إخراج «الحادثة» عماد الشرقاوي ومصطفي سالم وستايلست نعمة نجيب.