الإثنين 25 نوفمبر 2024

عن هذه الظاهرة في المهرجان أتحدث .. امبراطوريات المراكز الصحفية

  • 28-2-2017 | 10:50

طباعة

بقلم : أمينة الشريف

لاشك أن انتشار المهرجانات المحلية والدولية في مصر أمر حميد وجيد ويدعو للتفاؤل والإعجاب .. بأن مصر بعد سنوات عجاف لحقت ثورتين ويشير إلي أنها أصبحت بلداً آمناً مطمئنا رغم أنف الموتورين والحاقدين داخلياً وخارجياً مذهبيا وأيديولوجيا وسياسياً. وكثير من هذه المهرجانات حفرت لنفسها بعد مرور دورات قليلة ربما لا تعد علي أصباع اليد الواحدة.. اسما من ذهب وسط خريطة المهرجانات خاصة العالمية بما يغري الفنانين والممثلين العالميين بالمجئ والسفر إلي مصر.

- وبطبيعة الحال.. المراكز الصحفية في هذه المهرجانات لابد أن تكون عنوانا عريضا يعكس هدفها وقيمتها .. خاصة إذا تم التعامل فيها مع المدعوين من الضيوف والصحفيين بشكل موضوعي إلي حد ما وبعيداً عن المجاملات والمصالح الصحفية ويكون المقياس الأساسي لاختيار الصحفيين والإعلاميين هو الأفضل والأكفأ..

- لكن مع الأسف بمرور الوقت تحولت كثير من هذه المراكز الصحفية إلي امبراطوريات تتحكم في مقاليد الأمور بهذه المهرجانات، حيث يتم التربيط في معظم الأحيان بين من يتولون هذه الأماكن وبين بعض الصحفيين الذين غالباً - يحرصون علي حضور المؤتمرات الصحفية التي تمهد لهذه المهرجانات لحجز مكان للسفر بقصد التغطية الصحفية التي غالبا ما تكون فقط اخبارية دون بذل مجهود مهني للتعرف والتعمق في فعاليات هذا المهرجان أو ذاك..

- ومن هنا تنشأ علاقة صداقة قوية بين الرئيس أو المسئول عن المركز الصحفي وبين هؤلاء الصحفيين الذين «يعربنون» علي السفر.. هذا يحدث باستمرار ويضربون بعرض الحائط بأمر وعرف أصيل من مهام العمل الصحفي- هو اللجوء إلي رئيس التحرير وذلك بإرسال فاكس أو إيميل يبلغ فيه بموعد انعقاد المهرجان وترشيح من يختاره لتغطية هذا المهرجان أو ذاك صحفياً.. مع العلم أن هذا الأمر كان يتم قبل سنوات من الآن .. لكن تم التفريط في هذا الحق الأصيل لرئيس التحرير من الجانبين، من جانب المهرجانات أولاً.. باعتبار أن رؤساء المهرجانات يعهدون دائما إلي أحدهم بمهمة المركز الصحفي.. ولا شك اطلاقاً أن كل رئيس مهرجان يتمني دائما بل يوصي ويؤكد علي استضافة أصحاب المهارات الصحفية الجيدة لتعكس فعاليات المهرجانات بشكل مهني وموضوعي، ولكن بعض رؤساء هذه المراكز يتصرفون في هذه المسئولية الثقيلة والمهمة بأسلوب «نفع واستنفع» وكأنها امبراطورية، والموضوعية تدعوني أن أسجل هنا أن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي مازال حريصا كل عام علي ارسال فاكس أو إيميل إلي رؤساء التحرير يبلغهم بموعد المهرجان ويطلب منهم ترشيح من يقومون بالتغطية الإعلامية لفعاليته، علي الجانب الآخر فإن الكثير من رؤساء التحرير تنازلوا عن هذا الحق الأصيل لأسباب كثيرة وقد يكون لديهم العذر في ذلك بعض الشئ أما لعدم إثارة المشاكل أو عدم اغضاب الزملاء وضمان تواجد المادة الصحفية في الوقت المناسب طالما أن هذا الصحفي أو ذاك تعهد بذلك بحكم معرفته وصداقته برئيس المركز الصحفي.

- وبمرور الوقت وبسبب تكرار هذه الظاهرة ترسخت قاعدة خاطئة قطعاً لا تسمح لرئىس التحرير أن يمارس حقه في اختيار من يراه من الصحفيين مناسبا لتغطية هذا المهرجان أو ذاك لإعطاء الفرصة لعدد أكبر من الصحفيين بالمجلة خاصة الشباب للسفر والتقارب مع تجارب الغير والاطلاع علي ثقافات الآخر وعدم سجن مهاراتهم في إجراء الحوارات والتحقيقات فقط!!! وتكون النتيجة لهذا مؤسفة للغاية.

- لذا أطالب رؤساء المهرجانات - ومن قبلهم اللجنة العليا للمهرجانات. وهم دائما حريصون علي إنجاح هذه الفعاليات الثقافية بضرورة الرجوع إلي مثل هذه الثوابت الأصيلة في العمل الصحفي والتي تأكلت بمرور الزمن بفضل الفوضى واللا مبالاة وسيطرة المصالح والعلاقات الشخصية وتداخل الحدود بين طبيعة المسئوليات، والمجلة لن تهتم بأي مهرجان لا يرسل إلي رئاسة تحريرها خطابا رسميا يفيد بهذا الأمر.. وأنوه أن الاحترام المتبادل بين المطبوعات الصحفية سواء كانت صحفا أو مجلات وبين المهرجانات أمر مفيد للغاية حتي يستطيع كل طرف القيام بمسئوليته خير قيام.. وهذا الأمر ليس بدعة ولكنه أحد الأسس التي تقوم عليها المهرجانات الدولية في جميع أنحاء العالم.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة