الجمعة 19 يوليو 2024

نساء من مصر| حكمت أبو زيد .. قلب الثورة الرحيم

حكمت أبو زيد

ثقافة18-7-2024 | 11:15

فاطمة الزهراء حمدي

لعبت المرأة المصرية دورًا رياديًا في المجتمع منذ القدم، بداية من القديم الأزل في عهد الملكات الفرعونية كحتشبسوت وميريت رع ونفرتيتي، وغيرهم، فشاركت في الحروب وفي الحكم.

لم يقتصر دور المرأة على ذلك فهناك الكثير من المفكرات والفيلسوفات والكاتبات المعروفين في وقتنا الحالي، فالمرأة تمثل عمودًا للمجتمع وبها تنهض الأمم، ومن الكاتبات والمؤلفات المشهورين.

"قلب الثورة الرحيم"، لقب أستحقته بكل جدارة، فقد سعت بكل جهدها ومن خلال اشرافها على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق لمساعدتهم بكل الطرق الممكنة، فأطلقه عليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فكان لها العديد من الانجازات التي ستظل عالقة في الأذهان، ناضلت من أجل مصر ضد الاحتلال، وتُعد أول وزيرة للشئون الاجتماعية، ولها مشروعات قومية كبرى، إنها الوزيرة حكمت أبو زيد.

وُلدت حكمت أبو زيد عام 1916، في قرية نزالي جانوب بالقوصية محافظة أسيوط، بفضل والديها استطاعت تلقي تعليمها كاملًا، ورغُم صعوبة تعليم الفتيات بتلك الفترة، فكان والدها مؤمنًا بأهمية التعليم سواء للفتاة أو الرجل، كما كان يمتلك مكتبة كبيرة تضم أعمالًا لكبار المثقفين، بالإضافة لعمله ناظرًا بالسكك الحديد، سهل لها تنقلها لمدرستها.

تلقت أبو زيد تعليمها الإبتدائي والإعدادي بإحدى المدارس ببندر ديروط، وفي المرحلة الثانوية التحقت بمدرسة حلوان الثانوي، ثم تخرجت من كلية الآداب قسم التاريخ بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة حاليًا"، وكان عميدها وقتها الدكتور طه حسين الذي تنبأ لها بمكانة رفيعة في المستقبل، ثم حصلت على دبلوم التربية العالي من وزارة التربية العالي من وزارة التعليم بالقاهرة في 1944، والماجستير من جامعة سانت آندروز باسكتلندا في 1950، والدكتوراه في علم النفس من جامعة لندن بإنجلترا في 1955.

عملت أبو زيد مدرسة في مدرسة حلوان، وكلية البنات جامعة عين شمس، كما ناضلت من أجل مصر، وتزعمت ثورة الطالبات داخل المدرسة وهي طالبة ضد الإنجليز، وبعد تعينها في الجامعة انضمت لفرق المقاومة ضد الاحتلال بدأت تتدرَّب عسكريًا مع زميلتها، وسافرت إلي بورسعيد مع سيزا نبراوي، ولقد شاركن في كل شيء من الإسعافات الأوليَّة، حتي المشاركة في المعارك العسكريَّة، تم اختيارها في 1962عضوًا في اللجنة التحضيريَّة للمؤتمر القومي، وخاضت مناقشات حول بعض فقرات الميثاق الوطني مع الرئيس عبد الناصر، مفهوم المراهقة الفكريَّة، ودعم العمل الثوري، حتى وقع عليها الاختيارلتكون أول وزيرة للشئون الاجتماعية في مصر.

أسست أبو زيد مجموعة من المشروعات كمشروع الأسر المنتجة ومشروع الرائدات الريفيات ومشروع النهوض بالمرأة الريفية، كما قامت بحصر الجمعيات الأهلية وتوسعت أنشطتها وخدماتها التنموية.

ساهمت أبو زيد في وضع قانون 64 وهو أول قانون ينظم عمل الجمعيات الأهلية، وأبرزهم قانون الضمان الاجتماعي، وعندما وقعت هزيمة 1967، كلِفت بالاهتمام بالرعاية الاجتماعية لأسر الجنود الموجودين على الجبهة المصرية، وفي 1969 أشرفت على مشروع تهجير أهالي النوبة بعد تعرضها للغرق حتى أطلق عليها الرئيس جمال عبد الناصر لقب «قلب الثورة الرحيم».

حصلت أبو زيد على العديد من الجوائز والتكريمات منها: نوط الفاتح العظيم من الدرجة الأولى، ومُنحت من ملك المغرب سيفه الذهبي النادر رغم أنه لم يكن يمتلك سواه، رحلت حكمت أبو زيد في 31 يوليو 2011، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية والتنفسية بعد صراع مع المرض، وتركت لنا انجازتها وبطولتها العالقة بأذهاننا.