الجمعة 19 يوليو 2024

واشنطن بوست: أوباما يرى أن فرص بايدن للفوز بالانتخابات تضاءلت إلى حد كبير

أوباما وبايدن

عرب وعالم19-7-2024 | 00:39

ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الذي يتمتع بنفوذ كبير في الحزب الديمقراطي، أبلغ زملاءه الحزبيين أن فرص الرئيس الحالي ومرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن، في الفوز بالانتخابات "قد تضاءلت بشكل كبير".

وأشارت الصحيفة في تقريرها، أن أوباما أخبر خلال الأيام الأخيرة أنه يعتقد أن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بحاجة إلى النظر بجدية في جدوى ترشيحه، وفقا للعديد من الأشخاص المطلعين على تفكيره.

ولفتت إلى أن أوباما لم يتحدث مع بايدن إلا مرة واحدة منذ المناظرة، وكان واضحا في محادثاته مع الآخرين أن مستقبل ترشيح بايدن هو قرار يتخذه الرئيس، وأكد أن ما يهمه هو حماية بايدن وإرثه، وعارض فكرة أنه وحده يستطيع التأثير على قرار بايدن.

وأوضحت الصحيفة أن أوباما اجرى من خلف الكواليس محادثات عميقة حول مستقبل حملة بايدن، وتلقى مكالمات من العديد من الديمقراطيين القلقين، بما في ذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسي بيلوسي (ديمقراطية من كاليفورنيا)، وشارك وجهات نظره حول التحديات التي يواجهها الرئيس، وفقا لأشخاص مطلعين على المكالمات، تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة المحادثات الخاصة.

ورفض متحدث باسم أوباما التعليق.

وأوضحت الصحيفة أن بايدن يرى أن دوره هو بمثابة مستشار لنائبه السابق، حيث يخبر الحلفاء أنه يشعر بالحمائية تجاه بايدن. وفي هذه المحادثات، قال أوباما إنه يعتقد أن بايدن كان رئيسا عظيما ويريد حماية إنجازاته، والتي قد تكون معرضة للخطر إذا سيطر الجمهوريون على البيت الأبيض ومجلسي الكونجرس العام المقبل.

وقالت "واشنطن بوست" إنه في بعض المحادثات، أخبر أوباما، الذي طالما كان يطلع على البيانات للتوصل إلى رؤى سياسية، الناس أنه يشعر بالقلق من أن استطلاعات الرأي تبتعد عن بايدن، وأن المسار الانتخابي للرئيس السابق دونالد ترامب آخذ في التوسع، وأن المانحين يتخلون عن الرئيس.

ولفتت إلى أنه بشكل علني استمر بايدن ومستشارو حملته في حالة تحد، قائلين إن الرئيس لن ينسحب من السباق. وقطع بايدن، أمس /الأربعاء/ حملته الانتخابية في لاس فيجاس بعد أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا. وعاد إلى شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير، حيث لديه منزل لقضاء العطلات، للحجر الصحي.

تأتي مخاوف أوباما على خلفية القلق المتزايد الذي يجتاح الحزب الديمقراطي بشأن فرص بايدن وتأثيرها المحتمل على المرشحين الآخرين. ويلجأ المانحون الديمقراطيون والناشطون والمسؤولون المنتخبون بشكل متزايد إلى مجموعة صغيرة من القادة المنتخبين المخضرمين للمساعدة في إخراجهم من الأزمة التي خلقها أداء بايدن الفاشل في المناظرة في 27 يونيو الماضي.

وحاول أوباما، الذي ربما يكون الشخصية الأكثر احتراما في الحزب، الابتعاد عن الأضواء، على أمل الاستفادة من صداقته الطويلة مع بايدن، نائبه السابق. لكن الدور الذي لعبه أوباما كزعيم للحزب من عام 2008 إلى عام 2016 جعله بمثابة لوحة للتعبير عن المخاوف عبر الحزب.

وأشارت الصحيفة إلى أن الديمقراطيين شهدوا تحول في استطلاعات الرأي الوطنية مبتعدة عن بايدن منذ المناظرة، ويظهرون الآن أن الرئيس يتخلف في الولايات الشمالية التي تمثل ساحة معركة.

ويستعد الاستراتيجيون لاحتمال حصول ترامب على دفعة أخرى من مؤتمر ترشيحه، كما فعل في عامي 2016 و2020، إلى جانب زيادة محتملة في معدلات تأييده بعد محاولة اغتياله يوم السبت.

وذكرت "واشنطن بوست" سابقا أن أوباما أعرب عن مخاوفه بشأن مسار بايدن للمضي قدما بعد المناظرة وأن الرئيسين تحدثا في الأيام التالية. لكن في الأسابيع التي تلت ذلك، تزايدت مخاوف أوباما بشأن ترشيح بايدن بشكل أعمق، حسبما قال الأشخاص المطلعون على الأمر.

وفي الوقت نفسه، أعرب بعض مساعدي بايدن عن غضبهم من دور أوباما في هذه المحادثات، وألقوا اللوم عليه لعدم إبقاء الحزب موحدا خلف ترشيح بايدن. وبعد المناظرة، نشر أوباما رسالة داعمة على وسائل التواصل الاجتماعي لبايدن.

وكتب أوباما: "إن ليالي المناظرات السيئة تحدث، ثق بي، أنا أعلم. لكن هذه الانتخابات لا تزال بمثابة خيار بين شخص ناضل من أجل الناس العاديين طوال حياته وشخص لا يهتم إلا بنفسه".