الأحد 21 يوليو 2024

أستاذ بهندسة القاهرة: لا يجب السماح للتكنولوجيا مستقبليًا بزيادة وطأة تسليع البشر

جانب من الندوة

ثقافة20-7-2024 | 22:44

دعاء برعي

عقدت اليوم مكتبة الإسكندرية، ندوة بعنوان "المستقبل والتكنولوجيا"، ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض مكتبة الإسكندرية للكتاب 2024 في دورته التاسعة عشر، بمشاركة د.أحمد مرسي الأستاذ بكلية الهندسة جامعة القاهرة، ود.محمد زهران أستاذ هندسة وعلوم الحاسبات بجامعة نيويورك، ود.مها بالي بمركز التعلم والتدريس بالجامعة الأمريكية، وقدمها أحمد عصمت باحث فى مجال تكنولوجيا الإعلام والتحول الرقمي.

 

وقالت د.مها بالي عن أهمية التفكير النقدي عن تكنولوجيا التعليم: "البعض يظنون أن نقل تكنولوجيا معينة من الخارج إلى مصر سيجعلها صالحة للتطبيق، لكنه ليس بالضرورة أن تنجح تكنولوجيا في بلد لمجرد صلاحياتها في بلد آخر، لافتة إلى وجود أكثر من طريقة لتطبيق تكنولوجيا التعليم مع ضمان تقييم نجاحها مع الفئة المستهدفة من عدمه.

 

وطرحت بالي  مجموعة من النماذج المستخدمة في التفكير النقدي لتكنولوجيا التعليم، وأشارت إلى علاقة العدالة الاجتماعية بالتكنولوجيا، وما إذا كان استخدامنا للتكنولوجيا سيزيد من الفروقات الاقتصادية بين الناس، بحيث يكون للبعض القدرة على استخدام التكنولوجيا في حين يصعب على البعض استخدامها.

 

من جهته تحدث د.محمد زهران، عن الطريقة المثلى للتعامل مع التكنولوجيا وكيف ستغير من الحياة في المستقبل، لافتا إلى أن الأغلبية في الوقت الحالي تهتم بالذكاء الاصطناعي فقط رغم وجود أشكال مختلفة من التكنولوجيا تتطلب الاهتمام بها.

 

وقال زهران إن الذكاء الاصطناعي موجود في الواجهة ويجذب كل الانتباه، لكنه حتى يعمل يحتاج أشياء أخرى منها  تكنولوجيا توفر كمًا كبيرًا من المعلومات وتقنيات تعليم الآلة فائقة السرعة وتكنولوجيا أخرى لتخزين هذا الكم من المعلومات.

 

وقال حول رؤيته لمستقبل التكنولوجيا وكيف ستغير من الحياة خلال الخمس سنوات المقبلة: "سنجد أجهزة أكثر قوة ومستويات تخزين أكبر للمعلومات، كما ستتقدم آلية الذكاء الاصطناعي بحيث يمكنه التعلم بطريقة أفضل من الحالية، لافتًا إلى أن الأطفال يتعلمون بشكل أفضل من الذكاء الاصطناعي لأنهم يعتمدون على حواس النظر واللمس والتذوق والسمع والشم، بينما الذكاء الاصطناعي ما زال يعتمد في تطوره على القراءة فقط من الكلمات المكتوبة.

 

وتابع أنه خلال السنوات المقبلة ستكون التكنولوجيا أكثر قربًا للإنسان بحيث ستشمل أغلب الأدوات التي يتعامل معها، مشيرًا إلى أن بعض الوظائف ستختفي وأخرى ستظهر، معتبرًا أن سرعة اختفاء وظهور تلك الوظائف يعتمد على قدرات كل بلد، كما أن نوعية تلك الوظائف ستطلب قدرات عقلية أعلى وهذا سيعتمد على شكل التعليم.

 

وأكد أن الطريقة المثلى للتعامل مع التكنولوجيا تتطلب الخروج من مرحلة الاندهاش بالذكاء الاصطناعي، وأن نتوقف عن الانبهار بالدول والناس، لأنه إذا تعمقنا في التفاصيل سنجد لدى بعض الدول المتقدمة أشياء سلبية كثيرة.

وطرح د. أحمد مرسي ثلاثة عناصر أساسية للمناقشة هي سحر التكنولوجيا، ومدى تقدم التكنولوجيا والفجوة التي بينها وبين توقعاتنا، ومقدار النفع والضرر منها؛  لافتا إلى أن هناك فجوة بين العناصر المبهرة في التكنولوجيا وبين نفعها الحقيقي مثل الانبهار بالذكاء الاصطناعي وما قد يفعله من توقعات تصل لحد الخيال.

 

وتحدث عن تكنولوجيا المستقبل وكيف يحدد الإنسان أولوياته تجاهها مشيرًا إلى أن أحد تلك الأولويات هي كل ما يتعلق بالندرة مثل ندرة المياه والطاقة، وجعل تكنولوجيا المستقبل تتعامل بجدية مع تلك المشكلات، وكذلك ندرة العلاقات الاجتماعية التي تتأثر أيضا بالتكولوجيا.

 

وأشار مرسي إلى أن أحد أهم أولويات الإنسان تجاه مستقبل التكنولوجيا هو الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية، وكذلك تطويع التكنولوجيا لجعل البيئة المحيطة مناسبة للعيش فيها.

 

وعن دور الشباب تجاه مستقبل التكنولوجيا، أكد ضرورة الانتقال من ثقافة المفعول به إلى ثقافة الفاعل، مشيرا إلى عدم المبالغة في تخوفنا من تكنولوجيا المستقبل قائلا: "دورنا يعتمد بشكل أساسي على اختيارتنا، ويجب أن تكون اختيارات ذكية وهذا ما يسمى بالذكاء الطبيعي".

وحذر مرسي من ما وصفه بتسبب تكنولوجيا المستقبل في تسليع البشر أو جعلهم سلعة، مؤكدًا: "لا يجب أن نسمح للتكنولوجيا فى المستقبل أن تزيد من وطأة تسليع البشر، ولو وجدت نفسك تحصل على خدمة أو سلعة دون مقابل فاعلم أنك أنت السلعة".