جاء قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن، مساء أمس، بالانسحاب من السباق الانتخاب  الأمريكي استجابة لضغوط عديدة من الحزب الديمقراطي لانسحاب بايدن بعد ضعف أدائه في المناظرة التي أجريت أمام منافسه الجمهوري دونالد ترامب الشهر الماضي، بخلاف المشكلات والأزمات التي تعاني منها الولايات المتحدة الأمريكية.

ودفع انسحاب بايدن العالم لترقب البديل الذي سيطرح به الحزب الديمقراطي الأمريكي لخلافة بايدن للمنافسة في السباق أمام ترامب في الانتخابات المرتقب عقدها في 5 نوفمبر المقبل.

وخلال الفترة الماضية ومع تزايد الضغوط على بايدن للانسحاب بدأ الحديث عن طرح بدائل لتمثيل الحزب الديمقراطي، وبرز اسم كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي، كونها المرشح الأبرز والتي بدأت حملة بايدن تغيير شعارها لتصبح حملة هاريس، باعتبارها المرشح الأبرز، إلا أن هناك عدد من المرشحين المحتملين من الديمقراطيين برز أسماؤهم خلال الساعات الماضية.

ولم يحسم الحزب الديمقراطي رسميا حتى الآن اسم مرشحه في الانتخابات المرتقبة.

كامالا هاريس

تبرز نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، المرشح الأبرز، حيث رافقت بايدن منذ أدائه اليمين الدستورية في يناير 2021 وحتى الآن، وهي ابنة لأب جامايكي وأم هندية وعمرها 59 عامًا، وكانت أول سيدة من السود وأول امرأة تشغل منصب المدعي العام لولاية كاليفورنيا، كما أنها كانت أول عضو في مجلس الشيوخ الأمريكي من أصول جنوب آسيوية.

وتوصف هاريس بأنها أول امرأة وأول سوداء تتولى منصب نائب الرئيس، وتميزت بصرامتها بوصفها مدعية، وبدأ حساب وسائل التواصل الاجتماعي لحملة بايدن الآن الترويج لدعم هاريس، ففي أول منشور للحملة بعد انسحاب بايدن، نشرت الحملة عبر موقع "إكس"، قائلا "مرحبًا بكم في Kamala HQ".

وأعلن عدد من الشخصيات ذات الوزن الثقيل في الحزب الديمقراطي دعم كامالا هاريس، وأولهم الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي أكد دعمه لها، واصفًا اختيارها لمنصب نائب الرئيس بأنه "أفضل قرار اتخذه، معلنا دعمه وتأييده الكاملين.

كما أيدها حاكم ولاية كاليفورنيا جافين نيوسوم - الذي تم ترشيحه كمرشح محتمل - هاريس الليلة الماضية، وكتب على موقع X أنه "لا يوجد أحد أفضل لمقاضاة القضية ضد رؤية دونالد ترامب المظلمة".

كما أعلن وزير النقل الأمريكي بيت بوتيجيج وحاكم بنسلفانيا جوش شابيرو، اللذين كان يُنظر إليهما أيضًا على أنهما مرشحان محتملان، دعمها لهاريس، كما دعمت المرشحة الرئاسية الديمقراطية السابقة هيلاري كلينتون والرئيس السابق بيل كلينتون ووزير الخارجية السابق جون كيري هاريس.

كما أيد كل من السيناتور عن ولاية ماساتشوستس إليزابيث وارين، والسيناتور عن ولاية مينيسوتا إيمي كلوبوشار، اللتين تنافستا ضد بايدن على الترشيح في عام 2020، هاريس أيضًا.

جافين نيوسوم

كان الديمقراطي جافين نيوسوم رئيسا سابقا لبلدية سان فرانسيسكو، وحاكم ولاية كاليفورنيا منذ خمسة أعوام، وأعلن نيوسوم البالغ 56 عامًا رغبته في الترشح في الانتخابات الرئاسية، لكنه كان يدعم بايدن، ورفض الحديث عن استبداله قبل انسحابه من السباق الانتخابي، لكنه بايت يكثف من الترويج لسجله وسفراته الدولية، واستثمر ملايين الدولارات في لجنة للعمل السياسي، ما دفع الكثيرون للتكهن بأنه سيترشح في عام 2028، ومع الحادث في الانتخابات الراهنة أثيرت بعض التكهنات عن ترشحه في 2024.

لكن نيوسوم أشار مراراً وتكراراً إلى أن اهتمامه "دون الصفر" بالدخول في المسابقة، وأصدر يوم الأحد بياناً يؤيد فيه هاريس، وبعد إعلان بايدن، تنحيه عن السباق، أصدر نيوسوم بيانا أشاد فيه بقيادة بايدن ووصفه بأنه “رئيس يصنع التاريخ، وسيُدرج في التاريخ كواحد من أكثر الرؤساء تأثيراً ونكراناً للذات”.

وفي وقت لاحق من يوم الأحد، نشر نيوسوم بيانًا لدعم هاريس ووصفها بأنها "قوية. لا تعرف الخوف. عنيدة. مع تعرض ديمقراطيتنا للخطر ومستقبلنا على المحك، لا يوجد أحد أفضل من نائبة الرئيس الأمريكي @ كامالا هاريس لملاحقة القضية ضد رؤية دونالد ترامب المظلمة وتوجيه بلدنا في اتجاه أكثر صحة".

جريتشن ويتمر

برز اسم حاكمة ميشيجان جريتشن ويتمر البالغة 52 عامًا، كمرشحة محتملة، فهي تتولى رئاسة الولاية التي عدد من سكانها من الطبقة العاملة مع مجتمعات رئيسية للسود والعرب، وكلها مجموعات أساسية من الناخبين الذين يسعى بايدن لاستمالتهم، وهي واحدة من الولايات الحاسمة في الانتخابات الرئاسية المرتقبة، وقد تدفعها شعبيتها فيها لترشيحها للرئاسة، إلا أنها نفت هذا الاحتمال قائلة: "وظيفتي في هذه الانتخابات ستبقى كما هي".

السيناتور جو مانشين 

قال مساعد سياسي مقرب من السيناتور جو مانشين، من ولاية فرجينيا الغربية، إن السيناتور يدرس الترشح للرئاسة في ضوء التطورات الأخيرة وتواصل المانحين الذين يحثونه على إطلاق حملة، إلا أن مانشين أكد في تصريحات قبل إعلان بايدن الانسحاب، أنه لا ينوي الترشح بنفسه، قائلا إن الحزب لديه مقعد عميق وحان الوقت لجيل جديد ليكون لديه حاكم وفرصة للارتقاء".

جوش شابيرو

أما حاكم ولاية بنسلفانيا جوش شابيرو، فهو يقود أكبر ولاية متأرجحة في الانتخابات المرتقبة، وكان شابيرو البالغ 51 عامًا قد انتُخب في نوفمبر 2022 بعد فوزه على منافسه المحافظ، وتولى منصبه في أوائل عام 2023، وكان سابقا قد انتُخب مرتين مدعيًا عامًّا للولاية، شابيرو معروف بأسلوبه الخطابي الفاعل، وخلال حكمه دان رجال دين كاثوليك، اعتدوا جنسيًّا على آلاف الأطفال، كما أنه حاكم شركة بيرديو فارما المصنعة لمسكن الألم الأفيوني القوي أوكسيكونتين.

وبعد إعلان بايدن، أصدر شابيرو بيانًا يؤيد فيه ترشيح هاريس، قائلا إن "كامالا هاريس وطنية تستحق دعمنا وستواصل عمل أجيال من الأمربكيين الذين سبقونا لتحسين اتحادنا وحماية ديمقراطيتنا وتعزيز الحرية الحقيقية. لقد خدمت البلاد بشرف بصفتها نائبة للرئيس وهي كذلك."

وبرز العديد من الأسماء الأخرى مثل حاكم إلينوي جاي بي بريتزكر، وحاكم ميريلاند ويس مور، وحاكم كنتاكي آندي بشير، السيناتور إيمي كلوبوشار، ووزير النقل بيت بوتيجيج، لكن هؤلاء فرصهم حتى الآن تبدو محدودة.

وعقدت اللجنة الوطنية الديمقراطية اجتماعًا طارئًا خلال الساعات الماضية، وقال رئيس اللجنة الوطنية الديمقراطية خايمي هاريسون إنه "في الأيام المقبلة، سينفذ الحزب عملية شفافة ومنظمة للمضي قدما كحزب ديمقراطي موحد مع مرشح يمكنه هزيمة دونالد ترامب في نوفمبر. وستتم إدارة هذه العملية. من خلال القواعد والإجراءات المعمول بها في الحزب، فإن مندوبينا مستعدون لتحمل مسؤوليتهم على محمل الجد في تقديم مرشح بسرعة إلى الشعب الأمريكي".