تعد مسرحية "بيت الدمية" من أهم الأعمال الدرامية في الأدب العالمي ونشرت لأول مرة عام 1879 كبتبها هنريك إبسن وهي كاتبة نرويجية، وتعد هذه المسرحية عرضا للجوانب النفسية للإنسان، وبالأخص المرأة والتي تعتمد بشكل كلي على زوجها مما يجبرها على طاعته تحت أي ظرف.
تدور أحداث المسرحية حول الزوجة الشابة "نورا" التي تزوجت من طبيب ناجح يدعى تورفالد هلمر، في بداية المسرحية، تظهر نورة على أنها ربة منزل سعيدة ومخلصة تعتمد بشكل كامل على زوجها، وتنقسم هذه المسرحية إلى ثلاثة فصول تسرد لنا أحوال المرأة في القرن التاسع عشر الميلادي.
الفصل الأول
تبدأ المسرحية بمشهد يدل على أن كلا من نورا وزوجها يعيشان حياة سعيدة، وثم بعد مرور الأحداث، يستلم تورفالد وظيفة جديدة كرئيس لبنك، ولكن لسوء الحظ تتبدل الظروف ويمرض زوجها مرض شديد، مما يجعل نورا تقترض المال سرا، ولكنها اضطرت إلى تزوير توقيع والدها.
ويكتشف أمر نورا فيما بعد، ومن ناحية أخرى يبدأ موظف في أحد الموظفين في بنك زوجها في تهديدها وهو الذي أقرضها المال ويدعى كروجستاد ويهدد بكشف سرها للعلن ،وذلك إذا لم تساعده في الحفاظ على وظيفته.
الفصل الثاني
تأتي إحدى صديقات نورا وهي كريستين لزيارتها وتشرح لها ما حدث، وعلى الجانب الآخر، تحاول نورا إقناع زوجها تورفالد بعدم طرد كروجستاد، لكنه يرفض ويطرده في النهاية
الفصل الثالث
وفي بداية ذلك الفصل الأخير من المسرحية، يرسل كروجستاد رسالة يكشف فيها كل شيء لتورفالد، وتنتظر على الجانب الآخر، نورا نورة ردة فعل تورفالد وتأمل في أن يساندها، وعند ذلك يقرأ تورفالد الرسالة ويشعر بالغضب والخيانة، ويقول لنورة إنها دمرت سمعته وحياته.
ولكن في نهاية المسرحية، يعتذر كروجستاد على ما فعله ويعيد المستندات التي تدين نورا، ويشعر عند ذلك زوج نورا بالإرتياح الشديد، ويسعى بالتصالح مع زوجته التي بدورها ترفض الرجوع إليه وتكتشف أنها كانت تعيش في وهم، وتقرر مغادرة زوجها وأطفالها لتكتشف هويتها الحقيقية وتعيش حياتها الخاصة.
الجانب النفسي لنورا
تكشف المسرحية التطور النفسي للإفراد والشعوب من الإعتماد على الأخرين في الوصول إلى أهدافها، وذلك من خلال شخصية نورا والتي تعتمد على زوجها فهي شخصية بالغة في عقل طفلة، فترسل الكاتب رسائل عن شخصية الإنسان الحقيقية، أنها طالما لم يتعرض لصدمات متكررة، لن يحدث له الصحوة النفسية والروحية.
وعلى الجانب الآخر، تعد شخصية تورفالد تمثيل للسلطة الأبوية في الزواج، فهو يرى نورة كملكية له، ويعتمد على سلطته الاجتماعية والمادية والعادات والتقاليد للحفاظ على السيطرة على زواجه.
تعكس علاقة الزوجين عدم التكافؤ وعدم النضج العاطفي، فالمسرحية تكشف لنا القوة النفسية بين الزوجين، مما يعكس التوترات النفسية والاجتماعية في الزواج التقليدي.
التحليل الاجتماعي
تنتقد هذه المسرحية المرأة في القرن التاسع عشر الميلادي من الإعتماد الكلي على أزواجهن، مما يمنع عنهم الإستقلال المالي والشخصي، وتستكشف الكاتبة عواقب الزواج التقليدي والذي يعيق النمو العقلي والنفسي، فضلا عن إعاقته للحرية الفردية.