في خطاب ألقاه من مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض، مساء أمس الأربعاء، شرح الرئيس الأمريكي جو بايدن أسباب انسحابه من السباق الانتخابي للرئاسة الأمريكية 2024، المرتقب عقده في 5 نوفمبر المقبل، قائلًا إن قراره بالتنحي مسألة دفاع عن الديمقراطية، موضحًا أن الانسحاب جاء لإنقاذ الديمقراطية وتمرير الشعلة إلى جيل جديد.
خطاب جو بايدن
وفي خطاب مؤثر، وضع بايدن الفصل الختامي من رئاسته التي بدأت في 2021 ونحو نصف قرن من الخدمة العامة، إذ قال: "أنا أحترم هذا المكتب. لكنني أحب بلدي أكثر"، مضيفًا: "لقد كان شرف حياتي أن أكون رئيسكم. ولكن دفاعًا عن الديمقراطية، التي أصبحت على المحك ـ وهي أكثر أهمية من أي عنوان. إنني أستمد القوة وأجد المتعة في العمل من أجل الشعب الأمريكي".
وقال بايدن: "الشيء العظيم في أمريكا هو أن الملوك والطغاة هنا لا يحكمون. التاريخ بين أيديكم، وفكرة أمريكا بين أيديكم".
وتابع: "كما تعلمون، في الأسابيع الأخيرة أصبح من الواضح بالنسبة لي أنني بحاجة إلى توحيد حزبي في هذا المسعى الحاسم. أعتقد أن سجلي كرئيس، وقيادتي للعالم، ورؤيتي لمستقبل أمريكا، كلها تستحق فترة ولاية ثانية. لكن لا شيء، لا شيء يمكن أن يقف في طريق إنقاذ ديمقراطيتنا. وهذا يشمل الطموح الشخصي. لذا، قررت أن أفضل طريقة للمضي قدمًا هي نقل الشعلة إلى جيل جديد. إنها أفضل طريقة لتوحيد أمتنا".
وأعرب عن تطلعه لاستكمال الأهداف التي يأمل في تحقيقها في الأشهر المتبقية من وجوده في السلطة، بما في ذلك إصلاح المحكمة العليا، وإنهاء الحرب في غزة، ودعم التحالفات الأمريكية والعمل على تحقيق هدفه المتمثل في القضاء على السرطان.
كما دافع عن نائبته كامالا هاريس، المرشحة المحتملة على رأس الحزب الديمقراطي الآن بعد انسحابه، فقال إن هاريس "ذو خبرة. إنها صعبة. إنها قادرة. لقد كانت شريكة رائعة بالنسبة لي، وقائدة لبلدنا، الخيار الآن متروك لكم، أيها الشعب الأمريكي".
وسرد ملامح من قصة حياته الفريدة، حيث قال: "لقد كان شرف حياتي أن أخدم هذه الأمة لأكثر من 50 عامًا. لا يمكن لطفل يعاني من التلعثم منذ بداياته المتواضعة في سكرانتون، بنسلفانيا، وكليمونت، ديلاوير، أن يجلس ذات يوم خلف المكتب البيضاوي كرئيس للولايات المتحدة. ها أنا ذا. هذا هو ما يميز أمريكا."
أول ظهور بعد إصابته بفيروس كورونا
ويمثل خطاب بايدن، مساء أمس، أول تصريحات موسعة له منذ إعلانه يوم الأحد أنه لن يترشح، وكانت المرة الأولى التي يظهر فيها للشعب الأمريكي منذ أن ثبتت إصابته بفيروس كورونا الأسبوع الماضي.
استمر الخطاب حوالي 11 دقيقة، وكان هذا الخطاب هو المرة الرابعة فقط التي يخاطب فيها بايدن الشعب الأمريكي من مكانه كرئيس. وهذه هي المرة الثانية خلال 10 أيام فقط، بعد تصريحات بايدن للبلاد في وقت سابق من هذا الشهر عقب محاولة اغتيال ترامب. كما أنه استخدم المكان للحديث عن هجوم حماس على إسرائيل العام الماضي في 7 أكتوبر الماضي، وكذلك للإشادة بإقرار اتفاق الميزانية بين الحزبين.
وقال مسؤولون كبار لشبكة CNN إن بايدن، عاد إلى البيت الأبيض أول أمس الثلاثاء بعد أن جاءت نتيجة اختباره سلبية لكوفيد-19، وأنه بدأ في صياغة خطابه المرتقب أثناء عزله بسبب كورونا في شاطئ ريهوبوث بولاية ديلاوير.
وبدأ الرئيس ومساعده للاتصالات، مايك دونيلون، العمل المبكر على الخطاب بعد وقت قصير من إعلان بايدن قراره بالانسحاب من السباق، بعد ثلاثة أسابيع من الضغوط المتزايدة داخل الحزب. كما تلقى مساعدة في كتابة الخطابات من المؤرخ جون ميتشام، وفقا لشبكة CNN.
السباق الرئاسي الأمريكي
وبدأت كامالا هاريس، المرشحلة المحتملة للانتخابات الأمريكية نشاطها الانتخابي، وذلك بعد أن حصلت على دعم عدد كافٍ من المندوبين للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي، حيث استهلت حملتها الانتخابية يوم الثلاثاء في ولاية ويسكونسن الرئيسية، وظهرت في حدث لنادي نسائي في إنديانابوليس، أمس الأربعاء، ثم سافرت إلى هيوستن، حيث شاهدت تصريحات بايدن.
وعقد الرئيس السابق دونالد ترامب، مرشح الحزب الجمهوري في الانتخابات الأمريكية 2024، أول تجمع انتخابي له منذ انسحاب بايدن في ولاية كارولينا الشمالية، أمس الأربعاء، وهاجم هاريس ووصفها بأنها "ليبرالية متطرفة سيرفضها الناخبون في نوفمبر".
وبعد أن ألقى بايدن خطابه، قال ترامب على وسائل التواصل الاجتماعي إن ذلك "بالكاد مفهوم، وسيئ للغاية".