الجمعة 26 يوليو 2024

رجال من ذهب| عبد الرحمن بدوي.. أول فيلسوف وجودي مصري

عبد الرحمن بدوي

ثقافة25-7-2024 | 14:05

فاطمة الزهراء حمدي

عُرفوا بنضالهم وكفاحهم، وإبداعهم الأدبي، لهم العديد من المؤلفات الشهيرة، سطروا أسمائهم بحروف من نور في سجل التاريخ، أفادوا العالم بإسهاماتهم وقوتهم، فمنهم العلماء النابغين، وصانعي الأدب والشعر، وآخرون دافعوا عن أرض الوطن، ظلت ذكرى هؤلاء الرجال وأعمالهم خالدة في التاريخ وحيه في نفوسنا.

"أشاهد فيلسوفا مصريًا للمرة الأولى"، في تلك الكلمات عبر بها عميد الأدب العربي عن إعجابه بموضوع رسالة الدكتوراة الخاصة بالفيلسوف عبد الرحمن بدوي الذي تحل اليوم ذكرى وفاته، فهو يعد أحد أبرز أساتذة الفلسفة العرب في القرن العشرين وأغزرهم إنتاجا، تضمنت أعماله أكثر من 150 كتابا تتنوع ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، وذلك لتأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين.

ولد عبد الرحمن بدوي في 4 فبراير 1917، بقرية شرباص، بدمياط، حصل على الشهادة الإبتدائية من مدرسة فارسكور ثم شهادته في الكفاءة من المدرسة السعيدية في الجيزة، كما حصل على البكالوريا، وكان ترتيبه الثاني على مستوى مصر، من مدرسة السعيدية، ثم إلتحق في جامعة القاهرة، بكلية الآداب، قسم الفلسفة، سافر في بعثة إلى ألمانيا والنمسا أثناء دراسته، وفي عام 1937 عاد إلى القاهرة، ليحصل في على الليسانس الممتازة من قسم الفلسفة.

عُين معيد في الجامعة بعد حصوله على الليسانس، ونال الماجستير، والدكتوراه من "جامعة فؤاد الأول" جامعة القاهرة، وحملت رسالته الدكتوراة الخاصة به عنوان: "الزمن الوجودي" التي حازت على إعجاب عميد الأدب العربي طه حسين أثناء مناقشته لها في 29 مايو 1944 قائلا: "أشاهد فيلسوفا مصريا للمرة الأولى".

بعد تدرجه في المناصب بجامعة القاهرة، أنشئ بدوي، قسم الفلسفة، في كلية الآداب، في جامعة عين شمس، وفي يناير 1959 أصبح أستاذ كرسى، كما عمل مستشارًا ثقافيًا ومدير البعثة التعليمية في بيرن في سويسرا.

عمل كأستاذ زائر في العديد من الجامعات، ومنها: في الجامعات اللبنانية، في معهد الدراسات الاسلامية في كلية الآداب، السوربون، بجامعة باريس، وبالجامعة الليبية في بنغازى، في كلية "الألهيات والعلوم الاسلامية" بجامعة طهران، وأستاذًا للفلسفة المعاصرة والمنطق والأخلاق والتصوف في كلية الآداب، جامعة الكويت.

كان لبدوي أعمالًا تزيد من 150 كتابًا تنوعت ما بين تحقيق وترجمة وتأليف، ويعتبره بعض المهتمين بالفلسفة من العرب أول فيلسوف وجودي مصري، لشده تأثره ببعض الوجوديين الأوروبيين وعلى رأسهم الفيلسوف الألماني مارتن هايدجر.

نشر بدوي، مذكراته في كتاب من جزئين، وصل عدد صفحاته إلى 768 صفحة، لدى المؤسسة العربية للدراسات والنشر، وكان لنشر الكتاب صدى لدى الكثير من المثقفين المصريين.